كتب كريم سجادبور الباحث في مركز كارنيغي البحثي الأميركي مقالة في مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية تناول فيها انتخاب المرشح المبدئي إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية الإسلامية في إيران.
واعتبر الكاتب أنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، فإن انتخاب رئيسي، الذي يُنظر إليه من منظور المفاوضات النووية الجارية مع إيران، يزيد من شعور إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالإلحاح لإبرام اتفاق قبل تنصيب إدارة رئيسي التي ستكون أكثر تشدداً، في 8 آب / أغسطس المقبل. إذ إن رئاسة رئيسي ستزيد من تعقيد الهدف المعلن لإدارة بايدن المتمثل في التفاوض على اتفاق متابعة "أطول وأقوى" مع طهران بعد العودة إلى للاتفاق النووي لعام 2015.
وقال الكاتب إنه على الرغم من الضجة الإعلامية للانتخابات الإيرانية، فإن رئيسي، مثله مثل جميع الرؤساء الإيرانيين، سيلعب دوراً محدوداً في تشكيل السياسة الخارجية للبلاد. فتحت قيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، ستستمر هوية الجمهورية الإسلامية على أساس معارضة أميركا و"إسرائيل"، وستواصل طهران تسليح وتمويل حلفائها في سوريا ولبنان واليمن والعراق وفنزويلا، التي تشكل ما يسمى بـ"محور المقاومة"، على حد تعبيره.
وأضاف أن أكبر المستفيدين من انتخاب إبراهيم رئيسي سيكون الخصوم الخارجيون للنظام الإيراني والاتفاق النووي الإيراني، وأبرزهم الحزب الجمهوري الأميركي والحكومة الإسرائيلية. فقد زعم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على تويتر قائلاً إن "رئيس إيران الجديد متطرف وملتزم بطموحات النظام النووية وبحملته للإرهاب العالمي".
وقال الكاتب إنه مع ذلك، يبدو من غير المرجح أن يؤدي انتخاب رئيسي إلى تهديد خطير بقدرة إدارة بايدن على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب في عام 2018. وأوضح أنه سيكون من المنطقي إحياء طهران للاتفاق النووي قبل تولي رئيسي للمنصب في 8 آب / أغسطس لأن التدهور الاقتصادي الإيراني لا يمكن عكسه في غياب رفع العقوبات الأميركية عن إيران. وسيسمح ذلك للنظام بإلقاء اللوم على عيوب الاتفاق للرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني مع السماح لرئيسي بجني الفوائد الاقتصادية لتخفيف العقوبات.
وخلص الكاتب إلى انه بعيداً عن العودة إلى اتفاق عام 2015، يشير اختيار رئيسي إلى أن إيران ستقاوم رغبة إدارة بايدن في التفاوض على اتفاقية متابعة تتناول كذلك برنامج طهران الصاروخي وطموحاتها الإقليمية. إذ قد يخلق هذا معضلة لبايدن: إذا حاولت الولايات المتحدة إكراه إيران عبر فرض عقوبات جديدة عليها، يمكن لطهران الرد من خلال استئناف أنشطتها النووية ومهاجمة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط عبر وكلائها، مع العلم أن إدارة بايدن تسعى إلى تقليص الوجود الإقليمي لأميركا.