• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

"التايمز": القضية الفلسطينية وحزب العمال البريطاني


نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا لدانيال فينكيلستاين عن رأي حزب العمال البريطاني في القضية الفلسطينية وتأثير ذلك على النتائج التي يحققها في الانتخابات.

ويشير المقال إلى أنه منذ اللحظة الأولى أثبتت إسرائيل أنها مشكلة لحزب العمال، إذ عانت حكومة كليمنت أتلي (من عام 1945 إلى عام 1951)، التي "أُجبرت على النظر في ما إذا كانت ستسمح للمهاجرين اليهود بالدخول إلى فلسطين التي تسيطر عليها بريطانيا بعد الهولوكوست"، من أجل إقامة سياسة متماسكة ولم تنجح أبدا.

وتم جرهم إلى هذا الاتجاه وذلك من خلال رغبتهم في التصالح مع الأمريكيين ورغبتهم في الاحتفاظ بالنفوذ البريطاني في الشرق الأوسط والقوة الواضحة للحجة الإنسانية لإيواء اللاجئين والتطلعات القومية للسكان العرب ومعاداة السامية، بحسب الكاتب.

أما الآن، وبينما يحاول كير ستارمر إعادة ضبط سياسة حزب العمال بعد قيادة جيريمي كوربين، يواجه تحديا من جورج غالواي في انتخابات باتلي وسبن يوم الخميس، بحسب ما جاء في التايمز.

وأوضح الكاتب أنه من غير المرجح أن يفوز غالواي، ولكن إذا استطاع أن يجتذب "دعما كافيا من عدد كبير من المسلمين في الدائرة، فقد يساعد على هزيمة حزب العمال". ومن أبرز القضايا التي يستخدمها "لكسب ذلك التأييد وإحداث أزمة لستارمر هي القضية الفلسطينية".

وأشار المقال إلى أن الفرق بين غالواي وستارمر بشأن إسرائيل هو أنهما يحملان وجهتي نظر مختلفة اختلافا جذريا.

فعندما يتحدث ستارمر عن حقوق الفلسطينيين، فإن ذلك يعني، بحسب المقال، "حق الفلسطينيين في دولتهم الخاصة والسيادة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ورد عسكري إسرائيلي محدود عند الهجوم على إسرائيل واهتمام أكبر بالحقوق المدنية الفلسطينية ووضع حد لبناء المستوطنات، مع وجود دولة إسرائيلية ذات سيادة".

وهذا ليس ما يعنيه غالواي على الإطلاق، بحسب الكاتب، إذ ليس هذا ما يعنيه شعار "حرروا فلسطين من النهر إلى البحر". ليس هذا ما يقصده زملاؤه نقاد "الصهيونية"، بحسب تعبير الصحيفة. فغالواي يؤيد "استبدال دولة فلسطينية وحيدة بدولة إسرائيل".

وتشير التايمز إلى أنه "كان هناك الكثير من النقاش حول ما إذا كان هذا الموقف أو المدافعون عنه معادون للسامية أم لا لدرجة أنه تم إغفال نقطة مركزية" وهي، بحسب الكاتب، أنها "سياسة غبية وسيئة حقا من شأنها أن تترك ستة ملايين يهودي بلا حماية، مما يجبر الكثيرين على الفرار كلاجئين بلا مأوى ويتركون الآخرين في حالة موت عنيف".

ويضيف: "إنها سياسة تفشل في التعلم من التجربة اليهودية، إذ إنه في غياب إسرائيل لم يكن هناك مكان يذهب إليه الناجون من المذبحة والإبادة الجماعية".

ويقول الكاتب إنه إذا اختار ستارمر مثل هذه السياسة، "فإنه سيدير ظهره لبريطانيا وموقف حزب العمال منذ الحرب العالمية الثانية ويفصل نفسه عن حلف الأطلسي ويفضل الأيديولوجيا على التطبيق العملي". كما أنه "سوف يؤيد إنشاء دولة متشددة غير مستقرة، أصولية، مدعومة من إيران، بحسب الكاتب.

وينهي الكاتب مقاله قائلا إن الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين "ليس مطلبا مماثلا لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر". واعتبر أنه على ستارمر أن يكون "حازما لصالح المطلب الأول وبنفس القدر من الحزم ضد المطلب الثاني".