غالبا ما تكون هناك عقد لم تحل ومشاكل معلقة بين الدول العربية المجاورة للبعض والدول الاقليمية أيضا، وأكثر الخلافات عن مساحة الاراضي الحدودية ولمن عائدتيها، وتتفجر وتطفوا على السطح هذه المشاكل كلما تتوتر العلاقات لأسباب قد تكون ليست بذات الأهمية.
علاقة المملكة العربية السعودية مع الامارات تبدوا متراصة وقوية، لكنها تمر بين الحين والاخر بتوترات لاختلافهما في الرؤيا تجاه الاحداث او تضارب مصالحهم وحساب المكاسب تجاه هذه الاحداث.
فالاختلاف تاريخيا على اراضي الامارات الغنية بالنفط والتي سُلبت منها بمساومة والتفاف سعودي تطبيقًا لمبدأ "الأرض مقابل قيام الدولة" - اتفاقية جدة 1974- إضافة للكثير من الخلافات.
وأخيرا بدا واضحا في جلسة "أوبك" الأخيرة حجم الخلاف بين أبو ظبي والرياض والذي تسبّب بإلغاء جلسة المنظمة التي كان من المقرر عقدها يوم الإثنين الفائت.
والخلاف الاخر عام 2009 كانت أبو ظبي تطمح ان يكون المصرف المركزي لمشروع الاتحاد النقدي على أراضيها، لكن اختيار الرياض ان تكون مقرا لهذا المصرف، انسحبت على أثرها الامارات من مجلس التعاون الخليجي.
وحينما ابدت السعودية نية التقارب والمصالحة مع قطر في خطوة سريعة اعتبرتها الامارات "مريبة"، خاصة في ظل مخاوف الأخيرة من الدور الفعال الذي قد تلعبه الدوحة على الساحة الإقليمية بين الرياض وطهران من جهة وبين أنقرة والرياض من جهة أخرى.
ومع بداية الحرب على اليمن اتخذت الامارات قرار الانخراط بالتحالف العربي الذي تقوده الرياض، لجهة تقاسم "الغنائم" والثروات من جهة، وإرضاء للإدارة الأميركية التي كان "يهندسها" دونالد ترامب، غير ان صراع النفوذ تغيرت مدياته واصطدم بعقبات التأييد لهذا الطرف او ذاك في داخل اليمن، اضافة الى التزاحم على اماكن التواجد في المناطق الغنية بالنفط والغاز والموانئ.
وفي الوقت الذي تجلس فيه الامارات والسعودية على طاولة متقابلة في كثير من القضايا الأخرى كالملف الفلسطيني والتركي والسوري وغيره.. الا ان الخلاف بدأ يتعمق حيث بدأت خطوات الرد والرد المضاد بين الجانبين، واستمرت الخلافات حول السفر وبقاء الشركات السعودية العاملة في الامارات، والابرز هو السماح للكيان الصهيوني لبناء قاعدة عسكرية على الحدود مع السعودية وقد قطعت الامارات العربية اشواطا كبيرة في التطبيع مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي توقفت فيه السعودية للإعلان عن هذا التطبيع رسميا.
حرب تصريحات مفتوحة بين الطرفين وتوترات في المواقف وإذا كانت الامارات رمت بثقلها على الكيان الصهيوني فهل ترمي السعودية بثقلها على امريكا وبالتالي يتم ابتزاز الطرفين. لننتظر فالأيام حبلى بالمفاجئات.