• اخر تحديث : 2024-03-29 11:41
news-details
مقالات مترجمة

"التايمز": مصير سايغون "ينتظر كابول"


نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا كتبه ريتشارد سبنسر حول مسارعة القوات الغربية بالانسحاب من أفغانستان وترك حركة طالبان تتمدد فيها، وكيف يمكن للغرب تحقيق الانتصار الذي أراده بعد الانسحاب.

وقال سبنسر، الذي عمل مراسلا للتايمز في الشرق الأوسط لسنوات، إنه يتوجب على الغرب دعم الهند واحتواء الصين إذا أرادت أن تسود قيمه.

وأوضح أن أفغانستان تنتظر الآن لحظة "سقوط سايغون"، وهي عاصمة فيتنام الجنوبية التي سقطت عام 1975، في يد قوات فيتنام الشمالية الشيوعية، بعد خروج قوات الولايات المتحدة منها وإجلاء رعايها ومسؤولي الحكومة الموالين لواشنطن بالمروحيات، وترك السكان لمواجهة مصيرهم المحتوم.

وأوضح أن الغرب يسارع في ترك أفغانستان، وغادر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر، قاعدة باغرام العسكرية في أعقاب احتفال وداع صغير جدا يوم الاثنين، وتبعته معظم القوات الأمريكية، كما قررت استراليا إغلاق سفارتها في العاصمة كابول، في وقت يتصاعد نفوذ طالبان في البلاد.

وجاءت تحركات طالبان وسعيها للسيطرة على البلاد، بعد سنوات من "محادثات السلام" غير المجدية والمذلة للولايات المتحدة في قطر، والآن تحاصر الحركة قندهار ومدنا أخرى كبرى، فمتى ستقرر الولايات المتحدة إغلاق سفارتها وإخلاءها بالمروحيات (مثلما فعلت في سايغون)، يتساءل الكاتب.

ويضيف أنه استغرق الأمر أكثر من عامين حتى سقطت فيتنام الجنوبية في يد الشمال بعد الانسحاب الأمريكي، لكن في أفغانستان سيستغرق الأمر أقل من هذا لتسقط في يد طالبان. وقال إنه وفق تقديرات المخابرات الأمريكية، فإن سقوط كابول سوف يستغرق ستة أشهر.

ويقول الكاتب إن القوى الأخرى كان لديها بُعد نظر في التعامل مع أفغانستان.

وأشار إلى أن "إيران وروسيا تدعمان سرا طالبان، رغم إعلانهما الحرب على الجهاديين. ستعرض الصين الاستثمار، جزئيا من خلال باكستان، الحليف الاستراتيجي لبكين والراعي الرئيسي لطالبان".

وبرر رؤساء الولايات المتحدة، ليس فقط بايدن ولكن أوباما وترامب أيضا، إهمالهم المدمر للعراق قبل 2014 وكذلك لأفغانستان الآن بتقديم وعود "بالتحول نحو آسيا" من أجل مستقبل أمريكا، لذلك يجب أن يعمل بايدن على الوفاء بهذا الوعد، حسب الكاتب.

ويشير إلى أنه يمكن لبايدن أن يبدأ بالتركيز على الهند، التي قد تواجه خسائر كبيرة بسبب دعمها الدبلوماسي للحكومة الأفغانية وتنافسها مع باكستان. وقد استهدفت التنظيمات الإسلامية المتطرفة الهند من قبل بتفجيرات، ويمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى.

لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تدفع الهند إلى الاتجاه نحو الشرق، كجزء من استراتيجيتها "لاحتواء" الصين، وفق رأي سبنسر.

وحسب تصور الكاتب، فإن الهند تشعر بالفعل بتوتر من جارتها الصين على جبال الهيمالايا، خاصة أن بكين متفوقة اقتصاديا وفي ميزان القوة أيضا. وبغض النظر عما يعنيه "احتواء الصين" بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الهند بحاجة إلى الدعم للاطمئنان أكثر تجاه باكستان.