• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

"يديعوت أحرونوت": زيارة بينيت لواشنطن مصيرية.. وبحث التهديد الإيراني أولوية


نشر رئيس معهد السياسات والاستراتيجية في مركز "هرتسيليا"، اللواء احتياط عاموس غلعاد، مقالاً في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية حول زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت واشنطن، في الأيام المقبلة، واللقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن. وهذا نصّه منقولاً إلى العربية:

من المتوقع أن يزور رئيس الحكومة الولايات المتحدة قريباً، وليس من المبالغة أبداً القول إن هذه الزيارة هي إحدى أهم الزيارات بالنسبة لـ"إسرائيل" بسبب قضايا ماثلة للحسم.

الزيارة ستشكّل فرصة للرئيس بايدن لإظهار صداقته وتقديره العميق لـ"إسرائيل"، الدولة اليهودية الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والمشاهد الإعلامية ستكون بما يتناسب.

في المقام الأول تمثُل قضية التهديد الإيراني. يمكن القول إن الحكومة السابقة مُنيت بفشلٍ ذريع في كبح إيران في السباق إلى حيازة خيار نووي عسكري. زبدة الفشل تكمن في أن "إسرائيل" ساهمت، بوسائل متنوعة، في إقناع الرئيس السابق ترامب بالانسحاب بصورة أحادية من الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران.

بنظرة إلى الوراء، الاتفاق، مهما كان سيئاً، أفضل من الأوهام التي تحطمّت ومفادها أن فرض عقوباتٍ اقتصادية وعزل إيران سيكسرانها من الداخل وسيوقفان عملية تطوير القدرة النووية العسكرية.

رغم العمليات الممجّدة والعقوبات الشديدة، إيران تتقدم نحو الهدف، أي مراكمة معرفة وقدرات كأساس لحسم قرارٍ سياسي – متى وبأي وتيرة الاختراق نحو حيازة سلاحٍ نووي.

الولايات المتحدة، بحسب خصائص سياستها في الشرق الأوسط، معنية باستئناف الاتفاق النووي. إذا حصل ذلك فعلاً، "إسرائيل" ستجد نفسها معزولة ولن تستطيع من ناحية استراتيجية – سياسية مهاجمة البرنامج النووي الشامل لإيران عسكرياً.

إذا لم يُوقّع اتفاق، سيكون مطلوباً من "إسرائيل" عملية بناء قوة غير عادية في الحجم والنجاعة، وهو سيناريو سيفرض أيضاً تنسيقاً وتعاوناً مع الولايات المتحدة. من هنا، الخيار الاستراتيجي الماثل أمام "إسرائيل" هو إنتاج منظومة تنسيق شاملة وواسعة ونوعية مع الولايات المتحدة، ومع شريكات إضافيات ضد إيران.

مع ذلك، يجب أن نُضيف البُعد الإقليمي وفي مركزه تصميم إيران على تطويق "إسرائيل" بقدراتٍ صاروخية وطائرات مسلّحة غير مأهولة، على أساس قوات تخضع لها وتُفرغ سيادة الدول التي تعمل فيها من مضمونها (لبنان، سوريا، العراق، اليمن وغيره).

لتحقيق الهدف الاستراتيجي ضد إيران، مطلوب من رئيس الحكومة خطوات إضافية لتعزيز الثقة والتفاهم مع الولايات المتحدة: بدايةً يجب تحسين العلاقات الدبلوماسية – الاستراتيجية مع الأردن، ويمكن ملاحظة تغيير إيجابي يجري عملياً من قبل رئيس الحكومة ووزير الخارجية والمؤسسة الأمنية والعسكرية. من المهم الاستمرار في هذا. إدارة بايدن تتعامل بلطف مع الأردن وتقدّر مساهمته في استقرار الشرق الأوسط.

في الساحة الفلسطينية يتبين أن الوهم القائل بأنه يمكن صنع سلام مقابل سلام من دون الفلسطينيين يوشك على أن يتحطم على صخرة الواقع.

من المهم أن تُعرض على الأميركيين خطة سياسية إيجابية مع الفلسطينيين، تركّز على تحسين الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، إلى جانب الامتناع عن خطوات أحادية الجانب تُحبط كل حلّ سياسي متفق عليه.

من المحبّذ أن يتحدث رئيس الحكومة مع أبو مازن قبل سفره – قطيعة شديدة إلى هذا الحد على مستوى القيادتين هي أمر غير معقول، سيما مع أخذ أهمية التعاون الأمني بعين الاعتبار.

الأمر التالي، موقع "إسرائيل" في تعامل الولايات المتحدة مع الصين. من المهم جداً أن تحافظ "إسرائيل" على علاقاتٍ اقتصادية صلبة مع الصين، لكن يبدو أن الولايات المتحدة تشخّص الصين على أنها التهديد المركزي لأمنها القومي. ولذلك، على خلفية الأزمة في الماضي بين الصين والولايات المتحدة، من الحيوي أن يقدّم رئيس الحكومة ضمانات بمبادرة منه بأن "إسرائيل" ستكون جزءاً من منظومة القوى العالمية بقيادة الولايات المتحدة في التعامل مع تحدّي الأمن القومي الذي تجسّده الصين.

يُوصى بشدة أن يدشّن رئيس الحكومة خلال زيارته سياسة شاملة لترميم العلاقات مع يهود الولايات المتحدة بكافة تياراتهم ودعم الحزبين الذي تمتعت به "إسرائيل" لسنواتٍ طويلة.

إلى جانب كل ما ورد، بقدر ما يسمح الوقت، ستكون في صلب الزيارة قضايا مهمة إضافية، وعلى رأسها الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، تركيا وسياستها في الشرق الأوسط، تهديد الإرهاب وأنواعه، استقرار الأنظمة العربية السنّيّة في الشرق الأوسط وغير ذلك.

يجب على رئيس الحكومة أن ينجح في بناء ثقة حقيقية مع الرئيس بايدن، كمفتاحٍ لتوفير استجابة مناسبة لقضايا أمن قومي ماثلة أمام "إسرائيل". نجاح رئيس الحكومة سيكون نجاح الدولة بأكملها.