• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
مقالات مترجمة

وول ستريت جورنال: المستثمرون بإسرائيل والإمارات يتحركون لإبرام صفقات تجارية


يتحرك المستثمرون في إسرائيل ودولة الإمارات حاليا لعقد صفقات في بيئة أعمال تشهد تحولا بسبب الاختراق الدبلوماسي بين البلدين. فالاتفاق الأخير بين الدولتين يفتح الطريق لإنشاء رحلات جوية مباشرة وروابط اتصالات واستكشاف مشاريع مشتركة، وفي بعض الحالات جلب التجارة التي ظلت تحت الأرض لمدة طويلة إلى العلن. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

علاقات ثنائية

نسب إلى الملياردير الإماراتي خلف الحبتور، مالك أحد أكبر التكتلات الإماراتية مجموعة الحبتور، أنه أطلق محادثات مع "شركة طيران إسرإير المحدودة" (Israir Airlines)، وهي شركة طيران إسرائيلية محلية، لبدء رحلات تجارية مباشرة.

ويقول آفي إيال، الشريك الإداري لشركة إنتري كابيتال (Entree Capital) ومقرها إسرائيل، إنه تلقى العشرات من الرسائل والمكالمات الهاتفية من إسرائيليين وإماراتيين مهتمين بدخول السوق الأخرى، موضحا أنه يعمل مع شركاء إماراتيين لتأسيس نوع من الغرف التجارية أو المنظمات المهنية لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات التجارية الثنائية.

وقال التقرير إن شركة "بي أو أند بي أو" (Bo&Bo) المحدودة الصغيرة التي تتخذ من إسرائيل مقرا لها، والتي يملكها غادي نير وتبيع آلات العلاج الطبيعي التي تراقب تقدم المريض، يمكنها الآن المضي قدما في المبيعات المباشرة إلى الإمارات، وهو خيار أقل تكلفة من نقل بعض عملياتها إلى الصين، الأمر الذي كان سيسمح لها بدخول السوق قبل أن يتحرك البلدان لإقامة علاقات رسمية.

وبموجب اتفاق أُعلن الأسبوع الماضي، ستصبح شركة إماراتية، لم تتم تسميتها، الموزع الحصري لشركة "بي أو أند بي أو" في الخليج مقابل حوالي مليون دولار سنويا يدفعها الموزع للشركة الإسرائيلية، ووصف نير هذا المبلغ بأنه مذهل بالنسبة لشركة صغيرة في إسرائيل.

وقبل التحرك لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات، كان إجراء الأعمال التجارية بين البلدين يتطلب درجة معينة من التخفي، وكانت الصفقات تُبرم من خلال شركات فرعية في دول ثالثة مثل سنغافورة أو قبرص.

أطراف خارجية

تتطلب المكالمات المباشرة بين الأطراف أرقاما خارجية، وكانت هناك حاجة للشبكات الخاصة الافتراضية للوصول إلى المواقع المحجوبة من قبل الحكومات، واستخدم البعض جوازات سفر أجنبية للتنقل بين البلدين، وفق التقرير ذاته.

ولأن التجارة بين إسرائيل والإمارات كانت تتم إلى حد كبير عبر بلدان ثالثة، فلا تتوفر أرقام رسمية حول حجمها، في حين قدر معهد توني بلير للتغيير العالمي أن إجمالي التجارة الإسرائيلية مع دول خليجية يبلغ حوالي مليار دولار فقط.

ويأمل المستثمرون في كل من الإمارات وإسرائيل أن ينتج عن التقارب فرص أكثر من "السلام البارد" مع مصر والأردن (بعد أكثر من ربع قرن من السلام)، فقد بلغت الصادرات المصرية لإسرائيل عام 2018 نحو نصف مليار دولار، مع واردات أقل من 115 مليون دولار، بحسب البنك الدولي. وبلغ حجم التجارة مع الأردن أقل من 80 مليون دولار في كل اتجاه.

واستمر التقرير بقول إن أحد الجوانب الإيجابية هي أن الإمارات لا تشارك تاريخ مصر والأردن في الصراع مع إسرائيل، فالإمارات لم تحصل على استقلالها من بريطانيا إلا عام 1971، أي بعد خوض حربين من الحروب العربية الإسرائيلية الثلاث، ويتألف سكانها من أغلبية ساحقة من الأجانب الذين من المرجح أن يتعاملوا مع إسرائيل أكثر من المصريين والأردنيين.

وبما أن الرحلات الجوية المباشرة بين إسرائيل والإمارات ستتطلب إذنا بالتحليق فوق جار واحد على الأقل، السعودية التي لا تزال لا تعترف بإسرائيل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه يحاول الحصول على هذا الإذن، وقالت إسرائيل والسودان يوم الثلاثاء الماضي إنهما تعملان على اتفاق لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات، وفق ما يذكر التقرير.

تطبيع علني

قال هادي عمرو نائب المبعوث الأميركي الخاص السابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية "كانت هناك بالفعل علاقة إماراتية إسرائيلية من نوع ما، فلماذا نتظاهر بأنها لم تكن موجودة، دعونا نعترف بذلك ونعمل على ذلك كواقع".

وقال صاحب رأس مال إماراتي مغامر طلب عدم الكشف عن اسمه إن الأعمال هي طريقة رائعة لتطبيع العلاقة بين شخصين، وربما لسد أي فجوة نتيجة للتاريخ المتراكم.

وقال أحد الرأسماليين الإماراتيين -بين أولئك المستعدين للبحث عن صفقات في إسرائيل- إنه بدأ دراسة اللغة العبرية قبل 18 شهرا بدافع "الانجذاب" للتاريخ والموسيقى الإسرائيلية، مضيفا أنه وبالنظر إلى "العناد السياسي" في المنطقة، لم يكن يتوقع أن يكون قادرا على الاستفادة من هذه المهارة حتى الآن.

وأشار إلى أنه كان يأمل في حدوث شيء من هذا القبيل، قائلا "أردت أن يتواصل الناس ويفهموا بعضهم بعضا".

قد تضغط الصفقة بين إسرائيل والإمارات على دول عربية أخرى لتحذو حذو الإماراتيين، لكن معظم الدول العربية قاومت التقارب مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين، يقول التقرير.

وقال الإسرائيلي إريل مارغاليت، مؤسس شركة "جيروزالي فينشر بارتنرس" التي تستثمر في الشركات الناشئة في إسرائيل وأميركا وأماكن أخرى، إن حوالي 10 من شركات محفظته في السنوات الأخيرة إما باعت منتجات لشركات إماراتية أو شاركت في الاستثمار معها، وإن وتيرة الصفقات آخذة في الازدياد، ينقل تقرير وول سترين جورنال.

وأضاف مارغاليت أن القدرة على الذهاب والطيران على متن رحلات تجارية من دون إذن خاص، والقدرة على استضافة شركات في إسرائيل، والمشاركة في مؤتمر، والعمل مع عدد من الشركات، كل هذه الأشياء ستجعل الأمر أسهل.