تدرس صحيفة " جيروزاليم بوست" الصهيونية في افتتاحيتها زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت إلى واشنطن، وتقول إن الأخير "لا يستطيع أن يرتكب أيّ أخطاء في اجتماعه مع بايدن". فيما يلي نص المقال كاملاً:
غادر رئيس الوزراء نفتالي بينيت بعد ظهر أمس (الثلاثاء) متوجهاً إلى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي بالرئيس جو بايدن في البيت الأبيض في يوم الخميس. ولأننا نتمنى لرئيس الوزراء قمة ناجحة، فإننا نحثه ومساعديه على الاستعداد الكامل للمحادثات الحاسمة - عرض حالة "إسرائيل" بوضوح ولكن باحترام، والاستماع بعناية إلى ما سيقوله الرئيس وتجنّب ارتكاب أخطاء.
تعلم بينيت درساً مؤلماً يوم الأحد عندما خلط في مكالمة هاتفية مع يوسي شموئيلي بين اسمه واسم ابنه، شرطي حرس الحدود برئِل شموئيلي الذي لا يزال في المستشفى في حالة حرجة بعد إصابته برصاصة في رأسه على حدود غزة في يوم السبت. بينيت اضطر لتقديم اعتذار، قائلاً إن "الخلط بين اسم برئِل واسم والده تم ببراءة، وأود أن أعتذر عن هذا من صميم قلبي".
لا يستطيع رئيس الوزراء أن يرتكب أي أخطاء في اجتماعه مع بايدن. هنالك الكثير على المحك. إنها أول رحلة رسمية يقوم بها بينيت إلى الخارج، والمرة الأولى التي يستضيف فيها بايدن رئيس وزراء إسرائيلي منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير.
كما اعترف بينيت نفسه، على الرغم من استمرار أزمة فيروس كورونا في "إسرائيل"، فإن "توقيت الزيارة مهم للغاية لأننا في نقطة حرجة فيما يتعلق بإيران".
في اجتماع مجلس الوزراء في يوم الأحد، قال بينيت إنه سيقدّم لبايدن "خطة منظمة وضعناها في الشهرين الماضيين لكبح الإيرانيين، سواء في المجال النووي أو في مواجهة العدوان الإقليمي".
وقال "سأقول للرئيس بايدن أن الوقت قد حان لوقف الإيرانيين، لوقف هذا الشيء، وليس لمنحهم شريان الحياة على شاكلة إعادة الدخول في اتفاقٍ نووي منتهي الصلاحية. (اتفاق 2015) لم يعد ذي صلة، حتى بمعايير أولئك الذين اعتقدوا ذات مرة أنه كذلك". وأوضح أن الإيرانيين "يتقدمون بسرعة في تخصيب اليورانيوم وقد قاموا بالفعل بتقليص الوقت الذي سيستغرقه تكديس المواد المطلوبة لقنبلة نووية واحدة بشكل كبير".
مثل سلفه، بنيامين نتنياهو، عارض بينيت باستمرار خطة إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق الإيراني، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عام 2018. وأجرت القوى الغربية مفاوضات مطولة مع إيران في فيينا في وقت سابق من هذا العام، لكن المحادثات تعثرت قبل تنصيب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران في وقت سابق من هذا الشهر.
أغضب نتنياهو الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015 عندما ألقى خطابه المثير للجدل في جلسة مشتركة للكونغرس في محاولة لنسف الصفقة الإيرانية. يحتاج بينيت أن يتعلم من هذا وأن يتأكد من عدم اتخاذ خطوات مماثلة يمكن اعتبارها إهانة للبيت الأبيض.
هذه فرصة فريدة لتعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة و "إسرائيل" وبناء الثقة بين الزعيمين. الخلافات مشروعة، لكن يجب مناقشتها بهدوء خلف الأبواب المغلقة وليس بصوتٍ مرتفع على الملأ.
كان دعم "إسرائيل" في واشنطن العاصمة تقليديًا من الحزبين، وعلى بينيت أن يبذل قصارى جهده لتجنب الاستقطاب السياسي في المسألة الإيرانية في الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه على الرغم من تأكيد رئيس الوزراء على أن القمة ستركز على إيران، قال بيان للبيت الأبيض إن بايدن وبينيت سيناقشان "الأمن الإقليمي والعالمي، بما في ذلك إيران"، وكذلك "الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن، والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وأهمية العمل من أجل مستقبل أكثر سلامًا وأمانًا للمنطقة".
من المؤكد أن نجاح القمة سيؤثر على لقاء بينيت المزمع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد عودته إلى "إسرائيل"، وكذلك رحلته المقبلة إلى مصر لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
من المهم أن يكون بايدن قادراً على إظهار صداقته ودعمه لدولة "إسرائيل" بشكل علني مع الاعتراف بأن البلدين يمكن أن يختلفا بشأن بعض القضايا مثل إيران أو الخطوات اللازمة لدفع حلٍّ للصراع مع الفلسطينيين. ومن المهم بنفس القدر أن يحذو بينيت حذوه ويُظهر للعالم أن واشنطن ليس لها حليف أقوى من "إسرائيل".