• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

"إسرائيل هيوم": التأجيل يُثبت.."إسرائيل" ليست على رأس اعتبارات بايدن


تتحدث صحيفة "إسرائيل هيوم" في مقالها عن التوتر الذي شاب العلاقات بين رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو ورئيسي أميركا الحالي جو بايدن والأسبق باراك أوباما، لافتةً إلى أن الواقع مع حكومة بينت يبدو مختلفاً.. المزيد في هذا المقال المترجم:

طموح الرئيس الأميركي جو بايدن لمنع رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو من العودة إلى مكتبه، حدد سلفاً طابع زيارة رئيس الحكومة نفتالي بينيت وضَمِن من البداية نجاحها من ناحية دبلوماسية وإعلامية. بعبارة أخرى، دعوة رئيس الحكومة الجديد إلى واشنطن تهدف لدفع هدفٍ أميركي مركزي، وهو منح شرعية للانقلاب السلطوي الذي حصل في "إسرائيل".

وهذا ضمن إظهار "ودٍّ" غير عادي لبينيت، وضمن استعدادٍ من جانب "كل فريق الرئيس" لتعمية عوامل احتكاك في منظومة العلاقات، وفي نفس الوقت اقتراح أو دراسة منح رزمة هدايا لـ "إسرائيل" على شاكلة الإعفاء من تأشيرة الدخول.

وبالفعل، فيما زيارات نتنياهو للعاصمة الأميركية تحوّلت غير مرة إلى حلبة مناكفة علنية بينه وبين أوباما وبايدن في قضايا جوهرية، عباءة العسل الحالية التي تلف الآن زيارة بينيت أبعدت كلياً إمكانية أن تتحول الزيارة إلى تصادمية.

وأكثر من هذا: كونه في السياق الإيراني، "إسرائيل" قدّمت مواقف أقل حربجية، بحسب الظاهر، من تلك التي تمسّك بها نتنياهو، القمة أصبحت حواراً استراتيجياً مفتوحاً وودّياً بين شركاء، طُعّم فيه القطاع الفلسطيني، مع كل خلافات الرأي فيه، ضمن سياقٍ إقليمي أوسع وإجماعي، يشدد على الأهداف المشتركة للحليفتين.

هكذا وضعت "إسرائيل" نفسها كلاعبٍ محوري مستعد للمساعدة والمساهمة في بلورة حلفٍ شرق أوسطي واسع (بمشاركة الأردن ومصر ثم شريكات اتفاقات أبراهام) "كوزنٍ مضاد للراديكالية الإيرانية وأقمارها التابعة". وهذا دون صلة مباشرة بمسألة ما إذا يتحقق اتفاق تكميلي مع طهران في فيينا.

لكن، داخل هذا المخطط لبلورة جبهة كبحٍ إقليمية، بقي غائبٌ مركزي واحد، وهو مدى استعداد وتصميم الإدارة على أن تمنح، عملياً، شبكة أمان استراتيجية موثوقة؛ حمام الدم الذي وقع أمس (الجمعة) في كابول قد يغيّر الصورة، ويزيد أكثر من منحى الانعزالية والانطواء في مسلكية الراعي الأميركي – ومن خلال ذلك إحباط إمكانية تطبيق المخطط بأكمله. فبعد كل شيء، كان من المفترض أن تكون الولايات المتحدة محور دعم وإسناد مركزي في إقامته.

أريد القول انه إذا كان الانسحاب الفوضوي من أفغانستان سيجر خلفه أيضًا إنجازاً سريعاً للإجلاء الأميركي من العراق وسوريا، فهذا يعني انه أيضاً الاستعداد المعلن من البيت الأبيض لزيادة

التعاون الأمني مع "إسرائيل" لا يمكنه ان يكبح تقدّم الإسلام المتطرف من أفغانستان وإيران إلى الهدف المنشود: تغيير وجه وطابع الشرق الأوسط.

إذاً ما سيكون هذا هو بالفعل حال الأمور، الظل العنيف لأفغانستان يمكن أن يحوّل قمة "بايدن – بينيت" إلى أقل ذات صلة، خصوصاً في أبعاد الساحات الأوسع. ابتسامات وود وحتى وعود بمساعدات سخية ليست بديلاً عن قيادة وحضور أميركا، التي لا تسارع لفك الارتباط عن الإقليم رغم الثمن اللازم من استمرار وجودها في الجبهة.

عملياً، مع كل النية الحسنة واستعداد واشنطن لوضع "إسرائيل" في صدارة المسرح في الأيام الأخيرة، سُلّم الأولويات الأميركية لا تصوغه منظومة علاقاتها مع القدس بل على خلفية حاجات قسرية أخرى، دولية وداخلية.

أمس أدّى سلّم الأولويات هذا ليس فقط إلى تأجيل اجتماع القمة بين الزعيمين، بل وأكّد أيضاً كم أن موقع الشريكة الإسرائيلية ثانوي، إن لم يكن هامشي، في سُلّم المصالح والأهداف الحيوية الأميركية.