تايمز أوف إسرائيل" تنشر مقالاً للكاتب الإسرائيلي "لازار بيرمان" يقول فيه إن بينيت قال لأعضاء الكونغرس في 19 آب/أغسطس إن منع إيران من أن تصبح دولة نووية يصب في مصلحة الولايات المتحدة، ويلفت المقال إلى أن "إسرائيل" ستوفر، إذا لزم الأمر، الجنود على الأرض حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى ذلك". وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
قبل أيام من زيارته الأولى كرئيس للوزراء لواشنطن، قال نفتالي بينيت لمجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين أن من مصلحة الأمن القومي الأميركي منع سباق التسلح النووي الذي قد يحدث إذا حصلت إيران على الأسلحة النووية، كما قال أحد المشاركين في الاجتماع لـ "تايمز أوف إسرائيل" في يوم الثلاثاء.
خلال مكالمة عبر منصة "زوم" أجريت في 19 آب/أغسطس، قال بينيت للنواب الأميركيين إن "كل دولة تمسّها إيران تصبح دولة فاشلة. وأن منع سلسلة من الدول الفاشلة هو أيضاً في مصلحة أميركا".
كما كشف بينيت أنه بدأ عملية مراجعة للسياسة لمدة شهر ونصف بشأن إيران عند توليه منصبه، وتوصل إلى استنتاج مفاده أن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لم يعد ممكناً. لطالما عارض بينيت علناً خطة إدارة جو بايدن المعلنة لعودة الانضمام إلى الاتفاق النووي مع إيران الموقع في سنهة 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في سنة 2018.
وحضر الاجتماع الافتراضي الديمقراطي لو كوريا من ولاية كاليفورنيا، والجمهوريون جاك بيرغمان من ميشيغان، ريك ألين من جورجيا، مورغان غريفيث من فرجينيا، نيل دن من فلوريدا، وجاكي والورسكي من إنديانا.
تحدث رئيس الوزراء بينيت بإسهاب عن العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل". وشدد على أن "إسرائيل" لن تطلب من الولايات المتحدة أبداً إرسال قوات نيابة عنها. وقال إن "إسرائيل" ستوفر، إذا لزم الأمر، الجنود على الأرض حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى ذلك. وقال بينيت إن كل ما تطلبه "إسرائيل" هو دعم الولايات المتحدة.
كما أعرب رئيس الوزراء عن أسفه لحقيقة أن "إسرائيل" أصبحت قضية حزبية في الولايات المتحدة، لكنه أضاف أن التركيبة الحزبية للحاضرين في المكالمة أظهرت أن الحزبين ليسا منقسمين بشأن "إسرائيل" كما قد يبدو.
بالانتقال إلى السياسة الداخلية، قال بينيت للمشرّعين أنه لم يكن بإمكانه أبداً أن يتخيل تشكيل حكومة ائتلافية مثل تلك التي يقودها، مع أحزاب متعارضة تماماً بشأن العديد من القضايا، ولكن في نفس الوقت "يلتزم الجميع بالعمل الجاد نيابة عن الشعب الإسرائيلي"، كما نقل المشارك في الحدث لـ "تايمز أوف إسرائيل".
وأشار إلى حقيقة أن الحكومة تمكنت من تمرير ميزانية الدولة لأول مرة منذ ثلاث سنوات. ولا يزال يتعين الموافقة على التشريع في الكنيست بحلول 4 تشرين الثاني/نوفمبر، وإلا ستسقط الحكومة.
النواب كانوا معنيين بشكل خاص بالجهود التي تبذلها "إسرائيل" لإعطاء الجرعة الثالثة المعززة من لقاح كوفيد-19 بسرعة للجمهور الإسرائيلي.
تم تنظيم الاجتماع من قبل "جمعية التعليم الأميركية الإسرائيلية"، وهي منظمة تعليمية مقرها ألاباما تعمل على تعزيز العلاقات بين كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين.
وقالت هيذر جونستون، المديرة التنفيذية للمنظمة: "رئيس الوزراء بينيت صديق قديم، هذه هي الرسالة الوحيدة التي لا يزال صداها يتردد"، لافتاً إلى أن "إسرائيل" مع جنود على الأرض، لذا لسنا بحاجة إلى نكون هناك. "إسرائيل" تقاتل دفاعا عن الديمقراطية والحرية في المنطقة ولا يمكنها أن تكون موضوعا حزبيا في الولايات المتحدة".
ودعا بينيت أيضاً أعضاء الكونغرس وجونستون لزيارة "إسرائيل" بعد تخفيف قيود كورونا.
أقلع بينيت من مطار بن غوريون في وقت متأخر من بعد ظهر الثلاثاء، للقاء بايدن ومسؤولين كبار آخرين في الإدارة الأميركية في واشنطن. قبل صعوده الطائرة صرح بينيت: "إننا نجلب روحاً جديدة من التعاون معنا"، مشيراً إلى الحكومتين الجديدتين في "إسرائيل" والولايات المتحدة. وأضاف: "ليس لدي أدنى شك في أن روح التعاون الجديدة هذه ساهمت وستستمر في المساهمة في أمن إسرائيل".
وقال بينيت إن التركيز الرئيسي في اجتماعاته سيكون على برنامج إيران النووي، لا سيما التقدم المحرز في السنوات الماضية. وقال: "سنخطط لكيفية منع البرنامج النووي الإيراني".
قبل زيارة بينيت، قال مصدر دبلوماسي رفيع إن رئيس الوزراء لم يعد يعتقد أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي هي أمر مفروغ منه.
سوف يجادل بينيت بأن البرنامج النووي الإيراني قد أصبح في مرحلة متقدمة جدا بالنسبة لخطة العمل الشاملة المشتركة بصورة لم تعد ذات صلة في سنة 2021.
على الرغم من أنه قد يسد بعض الثغرات في جانب التخصيب، إلا أن الاتفاق يمنح الجمهورية الإسلامية الكثير في المقابل، بحسب المسؤول. وقال المصدر "لقد ورثنا إيران تعمل بجرأة كبيرة وتقوم بتمكين قوى سلبية للغاية في المنطقة"، في انتقاد ضمني إلى طريقة تعامل الحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو مع هذه القضية.
بينما شدد بينيت على أن الجزء الأكبر من لقائه مع بايدن سيركز على إيران، أشار بيان البيت الأبيض بشأن زيارة بينيت إلى خطط لمناقشة "الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وأهمية العمل من أجل مستقبل سلمي وآمن أكثر للمنطقة".
ومن غير المتوقع الإعلان عن أي تنازلات كبيرة للفلسطينيين خلال الرحلة.
تأتي رحلة بينيت في الوقت الذي تتعامل فيه إدارة بايدن مع الانسحاب من أفغانستان، وفي وقت يواجه فيه الزعيمان أيضاً ارتفاعاً حاداً في أعداد حالات الإصابة بكوفيد-19 في بلديهما.