يقول الصحفي والكاتب سبنسر أكرمان إنه منذ غزو المتمردون مبنى الكابيتول الأميركي تردد أن يوم السادس من يناير/كانون الثاني الماضي قد أنهى فصلا في التاريخ الأميركي، ولم يعد ينبغي فهم أعداء أميركا الأكثر تهديدا على أنهم أجانب، وهو تعبير ملطف للمسلمين، وبدل ذلك النظر إليهم على أنهم محليون، وهو أيضا تعبير ملطف للأميركيين البيض من اليمين المتطرف.
لكن السادس من يناير/كانون الثاني الماضي -كما يقول الكاتب في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ليس نهاية لحقبة 11 سبتمبر/أيلول 2001 بقدر ما هو تجسيد لها.
وأوضح أكرمان أن الحرب على الإرهاب عودت الأميركيين البيض على رؤية أنفسهم بوصفهم مناهضين للإرهاب، وأنه يمكن لليمينيين المتطرفين منهم التجمع في مليشيات ولا يواجهون سوى القليل في طريق الثأر من تطبيق القانون.
وأدى هذا الإفلات من العقاب إلى حالات مثل تلك التي حدثت عام 2016، والتي سُردت في شكوى جنائية نادرة نسبيا، عندما تآمر أفراد من مليشيا كنساس تسمي نفسها "الصليبيون" على قتل جيرانهم الصوماليين الأميركيين. وقال أحدهم "تأكد من أنك إذا بدأت في استخدام قوسك على هؤلاء الصراصير، تأكد من غمسه في دم خنزير قبل رميهم به".
فقد اعتبروا أنفسهم يفعلون ما كانت تفعله أميركا طوال هذا الوقت، ألا وهو محاربة الإرهاب لأنهم بوصفهم وطنيين لا يمكن أن يكونوا إرهابيين.
وعندما تحولت الحروب الخارجية إلى كوارث وجد فصيل اليمين المتطرف الذي أصبح جزءا من تحالف الرئيس دونالد ترامب "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"؛ نفسه أقل اهتماما بالحروب نفسها من اهتمامه بالعنف الحضاري.
ويرى أكرمان أن حقبة "11 سبتمبر" تجلت أيضا في رد فعل إدارة بايدن على "السادس من يناير"، إذ تعمل إدارته والمشرعون الديمقراطيون والأجهزة الأمنية على تحديد كيفية تفويض مكتب التحقيقات الفدرالي في حرب ضد "التطرف المحلي".
وفي فبراير/شباط الماضي، قال مسؤول كبير بوزارة العدل إن عدم وجود قانون محلي للإرهاب لا ينبغي اعتباره عقبة كأداء للمراقبة والمقاضاة على نطاق واسع، لأن التعريفات القانونية الأخرى للإرهاب "توسع الكثير من السلطات التي يمكننا استخدامها".
وأشار الكاتب في نهاية مقاله إلى ما قاله جندي سابق في البحرية الأميركية ممن اقتحموا مبنى الكابيتول "أنا لست إرهابيا"، وعلق بأن الحرب على الإرهاب عودت هذا الشخص وأمثاله على الاعتقاد بأنه لا يمكن أن يكون إرهابيا بطبيعته.
وأردف أن الإرهاب الأكثر ديمومة في الولايات المتحدة هو إرهاب البيض ولا يمكن لحرب أن تهزمه، ولكن يمكن للنضال المستمر أن يفعل ذلك.
وأضاف أن البلاد بحاجة إلى عمل جماهيري منظم لإزاحة حلفاء المتمردين من مناصبهم وإسقاط الأعمال الهيكلية لعنصرية البيض، مثل قوانين قمع الناخبين وإلغاء الهيكل المؤسسي للحرب على الإرهاب قبل أن تهدد حياة وحريات المزيد من الأميركيين. واختتم مقاله بأن هذا هو السبيل الوحيد، وليست تصريحات الحسم الفارغة، لإنهاء حقبة "11 سبتمبر".