قال حسیني في حدیثه بأنه في السابق كان هناك تكهنات وتحليلات بأنه مع دخول طالبان علی الساحة السیاسیة في أفغانستان هناک إمکانیة بأن ینشط داعش ویصبح عامل جدید لعدم الاستقرار في البلاد وفي الوقت الحاضر هناک قرائن تدل علی هذا الأمر وبالتأکید فإن عودة نشاط داعش يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة وأهدافها.
وشدد حسيني، في حدیثه علی مسؤوليات وتحديات طالبان علی صعید توفير الأمن الداخلي والأمن على حدود أفغانستان مضیفاً: أن الصعود الجديد لداعش يتوافق مع أهداف وخطط الولايات المتحدة وسیواصل داعش حرباً بالوكالة في المنطقة".
وأضاف المحلل في الشؤون الأفغانية: أن هناك مخاوف جدية بشأن نسبة وعي طالبان لطبيعة حقيقة لهذه التهديدات وجذورها، وکذلک عن قدرة طالبان وإرادتها على مواجهة داعش" وقال أمیرکا قطعاً تسعی لتعزیز داعش في أفغانستان وحملات خطیرة آخری یحدث في البلاد، وبالنظر إلى النهج الأيديولوجي والعسكري لداعش سيستمر استهداف الأقليات والشيعة في أفغانستان.
تابع حسيني: علی الرغم من إدعاء حركة طالبان فيما يتعلق بالأمن الداخلي، فإن عناصر حرکة طالبان هي في الغالب، قوات حرب عصابات وهي قوات غير نظامية وغير مؤهله لتوفير الأمن لجميع أنحاء أفغانستان"
وشدد حسیني على أنه يتعين على طالبان إعادة تنظيم قوات الشرطة والجيش ودمج قوات طالبان فيها واستخدام النخب العسكرية المدربة، في أسرع وقت ممكن من خلال تحديد هيكلیة الحكومة العتیدة وتشكيل حكومة شاملة، وعودة المعلمون إلی مراکز التدریب، وإعادة تنظیم هکلیة الجیش الأفغاني ما یناسب المعایر العلمیة والمتطلبات الداخیلة.
وقال المحلل في الشؤون الأفغانية: إن طالبان مكونة من عناصر وجماعات مختلفة أبدت حتى الآن طاعتها للقیادة المرکزیة؛ لكن هناك مجموعات أخرى مختلفة خالفت القیادة وتصرفت بطریقة إحادیة وتعسفية. على سبيل المثال مع وصول قوات طالبان إلی محافظة "دايكوندي" ذات الأغلبیة الشیعیة وبعد استسلام القوات الشعبية والحكومية، أطلقت طالبان النار عليهم، في عمل جبان، مما أثار ردود فعل كثيرة، من السخط والغضب.
وأضاف حسیني: علی طلبان، أن تمنع هذا التعسف وأعمال الشغب ونهب أملاك الناس من أجل حمایة ممتلکات الناس وضمان أمن المجتمع الأفغاني، وإستبعاد جمیع المسلحين غيرالمنظبطین والانتهازيين. إلا أنه حتی الآن لم یتم إیقاف هؤلاء الغوغاء ومع الأسف كل من جاء للقتال باسم طالبان تم الترحیب به.
وشدد المحلل في الشؤون الأفغانية على دور ومسؤولية طالبان علی صعید ضمان أمن حدود البلاد قائلاً: "تواجه طالبان کثیر من التحديات في مجال الأمن وعلینا أن نرى مدى نجاحهم في مواجهة هذه التحديات. وأن تواجد الإرهابيين في صفوف حركة طالبان في بعض المناطق، أثار قلق مختلف البلدان، بما في ذلك آسيا الوسطى وروسيا والصين؛ لذلك، یجب تاسیس هیکیلیه مرکزیه لمنع حدوث هذه التجاوزات.
وتابع الخبير في الشؤون الأفغانية في إشارته إلى الدور الأمريكي في انعدام الأمن في البلاد وأسباب الدعم الأمريكي لداعش علی الرغم من إبرام بعض الاتفاقات مع طالبان قائلاً: علی الرغم من ضغط أمیرکا وبعض الدول في السنوات الماضیة علی حركة طالبان لکي تعمل کقوة عبر الأقلیمیة إنما حرکة طالبان لم تعط الأضوء الأخضر وقدمت نفسها علی أنها في الغالب حركة قومية تابعة للمنطقة الجغرافية لأفغانستان ولها أهداف وطنية.
اختيار الولايات المتحدة لداعش للقیام بالحروب بالوكالة في أفغانستان
وقال حسيني ان التواجد الأمریکي في الاقلیم لم یتم بسهوله لکي تتخلی أمیرکا عنه بسهوله. ویبدو أن أمیرکا من خلال تشجيع حرکة طالبان على التفاوض والانضمام إلى عملية السلام، دفعتها بشکل فعال للخروج من الحرب غير النظامية واستبدلتهم بمجموعة أخرى من أجل لعب الدور الذي تتوقعه منهم. وأضاف حسیني: ليس لداعش أهداف وطنية وهو يسعى لتحقيق أهداف عابرة للحدود وعالمية ویطالب بإقامة خلافته العالمية.
وتابع المحلل في الشؤون الأفغانیة: "من المستبعد أن تعمل طالبان كقوة بالوكالة خلال حكمها أو تقوم بنشر الفوضی وعدم الاستقرار في أفغانستان، لكن تنشیط داعش هو بالتأكيد مشروع تم ترسيخه بشكل مختلف وأكثر جدية من قبل الأمريكيین هذه المرة". وتم تموضع محل تواجد الارهابیین الأجانب في أفغانستان أولئک الذین یتم تجنیدهم عبر داعش، في المناطق المتاخمه للحدود، لا سیما، أن هناک الإرهابيین يتمركزون في الغالب على حدود أفغانستان مع دول آسيا الوسطى.
وشدد حسینی على أن صعود جدید لداعش، سیلیه الحرب بالوكالة في المنطقة، وفق الأهداف والخطط الأمريكية، الأمر الذي يمكن أن يمهد الطريق لحرب جديدة وواسعة بالوكالة من شأنها أن تؤثر على دول مختلفة ، ومن الضروري أن یکون لطالبان الرد المناسب مع الوعي بالنسبة لأبعاد هذه التهديدات.