• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
إصدارات الأعضاء

مؤتمر اربيل لـ (التطبيع) وبكائيات الحضور


غالبا ما يقف القتلة والمجرمون امام القضاة وهم يبكون ويندبون حظهم الذي دفعهم لارتكاب الجريمة، ويصرون على انهم لم يكن في ذهنهم ان يقترفوا مثل هذه الاعمال وان الذي دفعهم لذلك هم فلان وفلان.

لا شك ان هذه الدموع المذروفة والتهرب من الجريمة لا تنفع في شيء امام القضاء الذي يصدر القرار وفقا لنوع الجريمة.

الذين حضروا الى مؤتمر (اربيل للتطبيع) جميعهم حضروا عن وعي تام ومن استغفل فقد غادر المكان على أسرع ما يكون.

الجهة التي اعدت للمؤتمر ليست بقليلة الامكانيات فقد اشتركت دول عديدة بهذه القضية وكل حسب تكليفه بدء من الولايات المتحدة والامارات واسرائيل وحكومة الاقليم.

حاولت الجهات الداعمة للمؤتمر ان تجعل من الحضور عناوين كبيرة من ممثلي الشعب العراقي، وان تضغط على اصحاب القرار الاميركي بدعم الشخصيات الحاضرة لكن ردة الفعل الرسمية والشعبية كشفت للجميع ان الخزين الفكري والثقافي الرافض لـ (التطبيع) مع الصهاينة كبير جدا وقد لا يصدق.

هناك خيبة كبيرة داخل اسرائيل فقد أكد الاعلام الصهيوني بأن نتائج المؤتمر جاءت لصالح الخصوم فقد ظهر الحاضرون وهم يكثرون الاعتذار بأنهم استغفلوا واخرون فروا او طردوا من الاقليم فيما كانت هناك بيانات رسمية من جميع المؤسسات العراقية بالرفض والشجب واضعاف اضعافها من الاطراف الشعبية، بينما كانت فصائل (المقاومة) هي الاكثر سعادة لأنها حصلت على تفويض شعبي ورسمي ضد اسرائيل وضد التواجد الاميركي باعتبار ان الاخيرة هي من رعت المؤتمر.

البيانات التي صدرت عن الاحزاب وفصائل المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين واليمن والعراق وغيرها، اضافت الى رصيدها المقاوم رصيدا شعبيا ورسميا، بالإضافة الى ان نتائج (خيبة) المؤتمر ستوفر فرصة لشعوب الدول المطبعة ان تعبر عن مواقفها بشكل أكثر صراحة ووضوح.

ان انعقاد (المؤتمر) في اربيل غير انعقاده في مناطق عراقية اخرى، حيث يعلم العرب جميعا ان احزاب هذه المناطق من العراق كانت لهم علاقات طويلة مع اسرائيل فيما جاءت ردود الفعل القاسية بالضد من مناطق العراق الاخرى سواء العربية او التركمانية.

في اليوم الثاني الذي أعقب المؤتمر وفيما كان الحاضرون يبحثون عمن يصدق استغفالهم كان الصهاينة قد ارتكبوا مجزرة بالضفة الغربية قتلوا فيها خمسة من الشباب الفلسطيني. اضطر الملك الاردني عبد الله الثاني ان يلتقي برئيس وزراء الكيان الصهيوني (سرا) خلال هذه التداعيات.

هناك معادلة يجب ان نفهمها، (الصهاينة يتلقون ثقافة يومية بالعداء للعرب والمسلمين وان الاحزاب داخل الكيان تتبارى بعدائها ايضا للفوز بالانتخابات، في ذات الوقت فان العرب والمسلمين عموما يتلقون ثقافة يومية بالعداء للكيان الصهيوني، وان اقرب الشخصيات السياسية والثقافية لنفوس الناس هو ذلك الرافض للتواجد الصهيوني على ارض فلسطين)، هذه المعادلة هي التي جعلت سفير اسرائيل لدى القاهرة يقول (دخلت غريبا وخرجت غريبا مصابا بالكآبة) وان تعجز مملكة المغرب بإيجاد مكان لمكتب السفارة الاسرائيلية بالرباط بسبب الرفض الشعبي .

ان رؤساء الدول الذين طبعوا مع اسرائيل كانوا قد اصيبوا بإحباط كبير حيث سألوا الرئيس المصري انور السادات بعد (التطبيع)؛ كم هو الموقف بيد اميركا؟ فرد (99 %)!

اما الممالك التي تبعت مصر (الاردن، المغرب، الامارات، البحرين) فهذه لا تملك امرها وتساق الى (التطبيع) رغما عنها لأنها لا تملك ان ترفض!

المؤتمر الذي انعقد في اربيل، كان عنوانه (الفشل) و(الخيبة) لدى الاوساط التي رعته والدليل (التبرئة)!

دعوني اسأل؛ - هل يستطيع أحد من الذين حضروا المؤتمر ان يستعيد مكانته الاجتماعية او السياسية او القيمية بين اهله او مجتمعه وابناء وطنه بعد الفضيحة هذه؟ اقول (كلا) لان مثال الالوسي ظل عنوانا للانكسار والخيانة منذ ان تم الاعلان عن زيارته لإسرائيل وحتى يومنا هذا.!

وكذا بالنسبة للذين رافقوا السادات في رحلته الى اسرائيل اما انهم قتلوا بدء من السادات الى القاص يوسف السباعي او عاشوا غرباء في اوطان اخرى.

اسرائيل لا تحمل سماة دولة انها مجرد عصابة توفرت لها فرصة للاستيلاء على ارض غير ارضها، فبقيت هذه (العصابة) تدير شؤونها بذات الوسيلة الاجرامية التي احتلت فيها الارض وقتلت اهلها منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، وان كل المطبعين لم يستطيعوا ان يغيروا من سلوكها، ولا من سلوك شعوبهم ضدها.

ان مشهد الذين حضروا مؤتمر (السلام والاسترداد) بأربيل بعد انتهاء المؤتمر أكد -تماما- ان هؤلاء ليسوا بأكثر من شخصيات فاقدة لمعاني وجودها القيمي والوطني، هربوا الى الامام بعد سلسلة هزائم نفسية.

فمثلا مثال الالوسي اراد ان يعبر عن سخطه على المجتمع بعد مقتل ولديه الشابين على يد الارهاب بالذهاب الى اسرائيل كتعبير عن الهزيمة النفسية والانكسار.

ان خلف جميع من حضر الى المؤتمر عن (عمد) هزيمة وعقدة اجتماعية او سياسية او نفسية.!