• اخر تحديث : 2024-03-29 11:41
news-details
إصدارات الأعضاء

إيران ومنظمة شنغهاي والمستقبل العالمي؟!


تأسست منظمة شنغهاي للتعاون الدولي بتاريخ 15/6/2001، وعقد مؤتمرها لسنة /2021/ في العاصمة الطاجكية (دوشنبة)، تضمّ هذه المنظمة /8/ دول وهي (روسيا والصين وطاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان وقرغيزستان وباكستان والهند) بالإضافة إلى عدد من الدول المراقبة وهي (أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا) والآن يوجد /19/ دولة تقدمت بطلب لنيل صفة المراقب في هذه المنظمة، وتضم دول شريكة في الحوار هي (أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وتركيا وسريلانكا)، يتم قبول أي دولة كعضو بعد موافقة كل الدول الأعضاء، حيث يتوسع نفوذ وفعالية هذه المنظمة إضافة إلى الرقعة الجغرافية من سنة لأخرى، وتعقد المنظمة دورتها الحالية بمناسبة مرور /20/ سنة على تأسيسها تحت شعار (عشرون عاماً على منظمة شنغهاي للتعاون: التعاون على الاستقرار والازدهار)، وخلال القمة تمت الموافقة على عضوية  الجمهورية الإسلامية الإيرانية  إلى المنظمة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن إيران تقدمت بطلب للانضمام منذ سنة /2008/ وترافق هذا بدعم قوي من روسيا والصين، لكن الإرهاب المتمثل بالعقوبات الأمريكية المفروضة من طرف واحد على إيران منعها  من الحصول على  العضوية، لأن الحصول على العضوية يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء في المنظمة.

حضر مؤتمر القمة السيد الرئيس (إبراهيم رئيسي) في العاصمة الطاجكية (دوش نبة)، فهل سيتم وضع حد للعنجهية الأمريكية ودولارها والصهيونية على الساحة العالمية ويتخلص العالم من شرهم؟!، وهل سنشهد استمراراً للتغيّر في المعادلات الدولية لمصلحة الشرق؟، وخاصة أن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) قال  عبر الفيديو خلال اجتماع القمة (لقد دافعنا دائماً عن المشاركة الكاملة لإيران في عمل منظمتنا انطلاقاً من حقيقة أن هذا البلد يلعب دوراً مهماً في منطقة أوراسيا ويتعاون بشكل مثمر مع منظمة شنغهاي للتعاون لفترة طويلة، وأن دخول إيران سيساهم بلا شك في تعزيز المكانة الدولية للمنظمة)، وانضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيعزز تقدم هذه المنظمة على الساحة العالمية، وخاصة أن دورها الاقتصادي والسياسي والأمني وغيرها يزداد على الساحة العالمية، وتساهم دولها  بأكثر من /25%/ من الاقتصاد العالمي وأكثر من /32%/ من التجارة العالمية، وتحقق معدلات نمو سنوية مرتفعة، وتمتلك أكثر الموارد العالمية، لذلك فإن  كل الآفاق المستقبلية مفتوحة أمامها لأن دولها متكاملة مع بعضها البعض، من هنا نتقدم بالتهنئة إلى الحكومة الإيرانية لأن هذا الانضمام سيكون له تداعيات إيجابية على المنظمة وعلى الساحة العالمية  أيضاً، وخاصة أن هذه المنظمة تقدم رؤيتها الاقتصادية والاستثمارية على أساس (رابح -رابح)، وهنا نرجو أن نسرع الخطى في سورية للانضمام إلى هذه المنظمة التي ستقود مع مجموعة (بريكس) الاقتصاد العالمي قريباً، وهذا سيساعدنا في تفعيل إعادة الإعمار والبناء في سورية، ومعروف أن هذه المنظمة وفي كل مؤتمراتها تدعم القضية السورية، وقد عبرت عن هذا في كل اجتماعاتها، ونحن نرى أن تعاون هذه الدول سيؤدي إلى رسم معالم اقتصادية جديدة وبالتالي تغير في المعادلات السياسية، لا سيما أن الغرب (أمريكا وأوروبا) لم يعودا هما المتحكمان في القرار الدولي، بل نشهد مقدمات لنظام عالمي جديد.