• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
إصدارات الأعضاء

التحالف التركي الصهيو-أمريكي ضد إيران؟!


يمكن القول أننا نسمع طبول الحرب على إيقاع الأزمة الاقتصادية الغربية، ومع تغير موازين القوى العالمية فإننا نرى محاولات أمريكية وتوابعها لزيادة بؤر التوتر في الكثير من مناطق العالم، لأنّ للجغرافية دكتاتوريتها الخاصة، يظهر هذا واضحاً من خلال ما يجري بجوار الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، وهي تمتلك أطول حدود برية في دول غرب آسيا، ويبلغ طولها مع سبع دول جوار  /3662/ ميلاً وهي كما يلي: أذربيجان (380 كم) -  أرمينيا (35 كم) - تركمانستان (992 كم) -  باكستان (909 كم) - أفغانستان (936 كم) -  تركيا (499)  وحدود مع بحر قزوين الذي تحده كازاخستان وروسيا، العراق (1200كم)، وتحاول القوى المعادية لإيران  أن توتر علاقتها مع دول الجوار، وحالياً يوجد  توتراً كبيراً بين الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية وجمهوريّة أذربيجان، ردّت إيران على هذه التحديات حيث أطلق الجيش الإيراني مناورات عسكريّة على الحدود بينهما وتحت اسم (فاتحوا خيبر) وللاسم دلالاته الخاصة التي تشير إلى الدور الصهيوني في تأجيج المشاكل بين البلدين.

حيث تؤكد المعلومات على أن عناصر من تنظيم داعش الإرهابي تم نقلهم من سورية إلى أذربيجان وبتوجيه أمريكي تركي إسرائيلي أذربيجاني، إضافة إلى تواجد قوات صهيونية في تلك المنطقة ولا سيما بعد التقارب بين  باكو وتل أبيب، ترافق ذلك مع زيادة التهديدات الأمريكية ضد إيران، وتوجيه حكومة أذربيجان بممارسة وتطبيق كل الضغوط الاقتصادية على انسياب السلع والخدمات من إيران إلى أرمينيا وقره باغ وغيرهما، وقد يسبب هذا حرباً كبيرةً في تلك المنطقة بهدف أن تحقق أمريكا وإسرائيل أهدافهما بعد عجزهما عن ذلك بمواجهة إيران، ومعروف أن إيران لم تتدخل في يوم من الأيام بالشأن الأذربيجاني، تحاول أذربيجان وبدعم من التحالف الصهيو-أمريكي  استغلال التنوع العرقي والاثني في تلك المنطقة الهامة والحيوية للعالم بأكمله، ويحاول أعداء إيران تسخير التنوع الديني والعرقي والاثني والقومي لمصلحتهم واستخدام ذلك كقنابل موقوتة وخاصة بعد انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي الدولية، والتنوع العرقي في إيران يشكل غنى ثقافي وحضاري وإنساني وتاريخي وقيمي، بدليل أنه يوجد في إيران بحدود /21/ مليون أذري يشكلون نسبة /25%/ من سكان إيران ويتمتعون  بكل حقوق المواطنة والكثير منهم في مواقع ومناصب اقتصادية وسياسية واجتماعية و دينية  كبيرة وفي أعلى المستويات، كما سعت إيران  بمبادراتها المتعددة لتحقيق السلام بين أذربيجان وأرمينيا خلال حربهما مع بعضهما البعض، والتوتر الآن على حدود إيران قد يمتد ويتوسع ليشمل  منطقة القوقاز بأكملها ، ويساهم في ذلك وجود سفارات للكيان الصهيوني في أرمينيا وأذربيجان ، وللتحالف الصهيو أمريكي التركي أطماع في تلك المنطقة وخاصة القريبة من (بحر قزوين) الغني بالثروات الطبيعية، وانطلاقاً من هذا يسعى الكيان الصهيوني لتعميق علاقاته مع الدول المحيطة بإيران، وقد قدمّ لأذربيجان  طائرات مسيّرة وتكنولوجيا تجسّس تعمل عبر الأقمار الصناعية وإقامة  قواعد ومحطات رادارات قرب الحدود مع إيران لمراقبة تحركاتها  العسكرية ورصد صواريخها، تعمقت العلاقات الاقتصادية  حيث يوجد شركات إسرائيلية  استثمارية في كل القطاعات الأذربيجانية وخاصة الزراعة والصناعة أقامت فيها تجمعات صهيونية وعلى بُعد /50/  كلم من الحدود مع إيران تتموضع بها قواعد للموساد الإسرائيلي، كما أن أذربيجان تمد الكيان الصهيوني بحدود /60%/ من احتياجاته النفطية عبر الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي، ومن ثم  نقله إلى ميناء حيفا بناقلات النفط، ويسعى الكيان الصهيوني  أيضاً للتمدد في جمهوريات القوقاز وخاصة (جورجيا وأفغانستان) ويوجد له محطات تجسس في قاعدة كوراجيك الأميركية جنوب شرق تركيا، تسعى إسرائيل حالياً لتحقيق تقارب بين أذربيجان وأرمينيا موجه ضدّ إيران وروسيا والصين وغيرها ، و يظهر التنسيق الصهيو- تركي بدعم أمريكي من خلال إقامة قواعد عسكرية تركية صهيونية  في أذربيجان، ويتجسد في زيادة مساعي تركيا  لتطوير علاقاتها مع جورجيا، وموقفها الداعم لأوكرانيا ضد روسيا وخاصة في مسألة جزيرة القرم الروسية وتمددها في الدول المجاورة لروسيا مثل رومانيا وبلغاريا والدول المطلة على البحر الأسود وغيرها، واحتضانها للإرهابيين الصينيين الإيغور، وكل هذا لخلق بؤر توتر بجوار روسيا وإيران والصين، وهذا يذكرنا بما فعلته مع سورية ، وكل هذا بضوء أخضر أمريكي وبتعاون صهيو- تركي، وهو ما يزعج موسكو وإيران والصين، حيث يخطط التحالف الصهيو- أمريكي التركي للتمدد في جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية والحديقة الخلفية لروسيا، فهل سنشهد تحالفاً معاكساً لهذا التحالف الشرير وتكون سورية عضواً فيه هذا ما نرجوه ونأمله