• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
مقالات مترجمة

"نيويورك تايمز": ما الذي فعلناه بالديمقراطية؟


قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيّد في 25 يوليو/تموز الماضي جعلت من الصعوبة بمكان الحديث عن ثورات الربيع العربي بتفاؤل.

وأشارت الصحيفة -في تقرير أعدته مراسلتها في تونس فيفيان يي- إلى أن تجربة تونس التي انطلقت منها أحداث الربيع العربي وعدّها الداعمون الغربيون والمتعاطفون العرب دليلا على أن الديمقراطية يمكن أن تزدهر في الشرق الأوسط، أصبحت الآن بالنسبة لكثيرين آخر دليل على فشل الوعود التي ازدهرت في ظل ثورات الربيع العربي.

وقالت نيويورك تايمز إنه مع تحول الآمال الكبيرة للثورة إلى فوضى سياسية وفشل اقتصادي بدأ العديد من التونسيين يتساءلون عما إذا كانت الأوضاع في بلادهم ستكون أفضل في ظل حكم رئيس يملك القوة الكافية لتسيير الأمور.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحروب التي أعقبت ثورات الربيع العربي أدت إلى تدمير كل من سوريا وليبيا واليمن، في حين انتخب المصريون رئيسًا ثم عادوا فدعموا "دكتاتورا عسكريا".

وقالت إن تلك الثورات أثبتت أن القوة التي تُمارس عادة من السلطة على الشعب يمكن أيضا أن تكون مدفوعة بشارع مشتعل.

وأكد التونسيون الذين نزلوا إلى الشوارع للتظاهر ضد البرلمان والتعبير عن دعمهم لقرارات قيس سعيّد هذا الدرس، فقد كانوا يتظاهرون ضد الديمقراطية وليس ضد الدكتاتورية.

ولكن رفض النظام الذي ظهر في تونس خلال العقد الماضي -والكلام لمراسلة الصحيفة- لا يعني بالضرورة تبني حكم الرجل الواحد؛ إذ سرعان ما سادت موجة من عدم الارتياح عندما بدأ سعيّد اعتقال معارضيه، وأقدم الشهر الماضي على إحكام سيطرته من خلال تعليق العمل ببعض مواد الدستور وجمع السلطات القانونية والتنفيذية في يده.

وفي ظل الوضع الحالي، تقول مراسلة الصحيفة إن العديد من التونسيين المؤيدين للديمقراطية يجدون العزاء في فكرة مفادها أن جيل الشباب التونسي لن يتنازل بسهولة عن الحريات التي نشأ عليها.

ومن معتنقي هذه الفكرة -حسب الصحيفة- جوهر بن مبارك، صديق الرئيس قيس سعيد وزميله السابق الذي ينشط الآن في تنظيم الاحتجاجات المناهضة لسعيّد، والذي قال "إننا لم نستثمر في إشاعة ثقافة ديمقراطية على مدى 10 سنوات عبثا، وسيدركون (الشعب) يوما ما أن حريتهم في خطر ويغيرون رأيهم".