تعقد الجولة السادسة للجنة مناقشة الدستور السوري في جنيف والعالم على صفيح ساخن، وتسعى أمريكا بتحالفها مع الكيان الصهيوني إلى نقل كرة النار الملتهبة من مكان لآخر في العالم بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص، ومع عقد الجولة السادسة للجنة مناقشة الدستور السوري تزداد التصريحات التركية المعادية لسورية وتتوعد باحتلال المزيد من الأراضي السورية علماً أنها إحدى الدول الثلاث الراعية لأستنة مع (روسيا وإيران)، تستخدم لذلك عملائها في الداخل من المعارضات المسلحة بهدف توتير الأوضاع واستنزاف سورية، بعد عشر سنوات وبعد أن تأكد للعالم بأن الشعب السوري وقيادته وجيشه سجّل انتصارات كبيرة على الإرهاب والإرهابيين، عمّد هذه الانتصارات بدماء الشهداء وعذابات الجرحى وأنين المختطفين، من هنا نتفهم تركيز المعارضات السورية وبدعم صهيو تركي في الجولة السادسة على إعادة النظر بمؤسسة الجيش العربي السوري العقائدي والقوات المسلحة؟!، وبرأينا هذا ليس عن عبث وليس بالصدفة؟!،
فكما هو معروف أن الجولة السادسة عقدت بعد شهور من التوقف وسبقتها خمس /5/ جولات كلها باءت بالفشل حيث يظهر الدور الأمريكي واضحاً خاصة بحضور مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السيد (إيثان غولدريتش) بقوله لرئيس وفد المعارضة بأن أمريكا تدعمهم وعلى أساس القرار /2254/؟!، كما تعقد هذه الجولة مع تزايد الصراع الدائر بين أقوى القوى العالمية بسبب محاولات أمريكا وتوجهها لأمركة العالم لمصلحتها فقط لا غير، وتترافق هذه الجولة مع علاقات حرب باردة بين الدول الكبرى وزيادة حدة التوتر بين روسيا وأمريكا والدول المتحالفة معهما، لكن بنفس الوقت يزداد تزايد تمسك محور مواجهة الإرهاب من روسيا والصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية وغيرها في مواجهة المحاولات الغربية للعودة إلى زمن القطبية الأحادية، فيتجلى هذا بشكل واضح على الساحة اللبنانية والتحرك المشبوه للسفيرة الأمريكية وتوجيه بعض الخونة لافتعال المشاكل وزيادة الارتباط مع الكيان الصهيوني واستنزاف قوى المقاومة كما حصل في حادثة (الطيونة) في بيروت، وتفجير سيارة في دمشق ارتقى عدد من الشهداء إلى الباري وأصيب عشرات الجرحى، وتحريك أذربيجان ضد إيران بدعم صهيوني واضح، ولا سيما بعد تمسك إيران بسيادتها واستقلالية قرارها وتمسكها بملفها النووي السلمي الذي اتفق عليه بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا أطلق عليه اتفاق (5+1) اعتمده مجلس الأمن سنة /2016/ لكن مزقه ( ترامب ) سنة /2018/، واستمرت العنجهية الأمريكية وتبخرت كل جرعات التفاؤل باستلام بايدن مع زيادة الانحطاط الأخلاقي والانتهازية السياسية الأوروبية وسيطرة حالة عدم اليقين، لكن بنفس الوقت يزداد التقارب الروسي الصيني الإيراني السوري في مواجهة العنجهية الأمريكية والتبعية والانتهازية الأوروبية ، والخبث التركي الصهيوني، فهل سيؤثر هذا الصراع على التوازنات الدولية بما فيها سورية ومسيرة لجنة مناقشة الدستور السوري في جولتها السادسة في جنيف؟!، وخاصة مع تغير المعادلات الدولية تتغير فلم تعد الإرادة الأمريكية وحلفائها أمريكا قدراً بل بالعكس تراجعت قوتها على قيادة الاقتصاد العالمي واقتصادها يتراجع مقارنة مع الاقتصاد الصيني، كما تتراجع قوتها بالمقارنة مع القوة الروسية، وأن قوة إيران وسورية ومحور المقاومة تزداد ، أي أن الزمن لا يسير لمصلحة العنجهية والانتهازية واللا أخلاقية الأمريكية، بالتأكيد فإن العالم بدون أمريكا أفضل وأجمل، وتكثر الأسئلة ومنها هل يحل اليوان الصيني محل الدولار الأمريكي، خاصة أن مديونيتها تزداد من يوم لآخر وتعاني منها ومن تراجع إنتاجها وصادراتها، فهل العربدة التركية الآن هي نتيجة لتغير المعادلات الدولية ولا سيما بعد انكشاف مخططاتها بدعم العصابات الإرهابية ومخالفتها لقرارات ( أستنة ) واتفاقياتها ، برأينا كل هذه الأمور ستترك بصمتها على محادثات جنيف، وسيترافق هذا مع زيادة الأعمال الإرهابية للذئاب المنفردة كما حصل في بيروت ودمشق وبغداد وإيران وغيرها، وهناك الكثير من القطب المخفية التي يجب أن تدفعنا لزيادة الحذر من أهمها أن المحور المعادي أوجد أن أفضل استثمار هو الاستثمار بالإرهاب، فهل من المعقول بعد كل ما مرّ على سورية منذ أكثر من عشر/10/ سنوات هناك من لا يزال من السوريين يناقش في سيادة الدولة والقانون، كل الرحمة للشهداء الذين ارتقوا إلى العلي الأعلى في دمشق وبيروت وكل الشهداء الآخرين .