• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
إصدارات الأعضاء

هل بدأت حرب الطاقة في البحر الأبيض المتوسط؟


ترتسم في الأفق الاقتصادي والسياسي توترات  كبيرة في الدول المتشاطئة مع البحر الأبيض المتوسط بخصوص النفط والغاز وخاصة شرق حوض المتوسط، فهل تتفاعل هذه التوترات لنصل إلى حروب الطاقة، وعلى ضوء ذلك تتغير التحالفات الدولية بما يتناسب مع جغرافية تواجد منابع الطاقة أو جغرافية الطاقة؟، كما هو الحال في الاتفاق بين (مصر واليونان وقبرص) في مواجهة الغطرسة التركية، وقد تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية لتستغل الثروة الطاقية في المتوسط من جهة وتمارس ضغوطاً على دول أخرى وخاصة (روسيا وإيران) وتستخدم الكيان الصهيوني لتنفيذ مآربها المتمثلة في تحقيق مصالحهما فقط ضاربتين عرض الحائط بمصالح الآخرين وبكل الاتفاقيات والأعراف والمواثيق الدولية، خاصة أن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قدرت سنة /2010 / على أن حوالي /122/ تريليون م3 من مصادر الغاز غير المكتشفة تقع في حوض شرق المتوسط قبالة سواحل (سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة  وغزة وقبرص).

كما تحتوي هذه المنطقة أيضاً على حوالي /107/  مليار برميل من احتياطيات النفط، تقدر قيمتها التسويقية حوالي /3/ تريليون دولار وهذا يفسر استعجال أمريكا للسيطرة على هذه المنطقة، يؤكد هذا أنها  كلفت شركة (نوبل إنيرجي) الأميركية في اكتشاف حقل تمار في العام 2009 قبالة ساحل فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، وبدأت أمريكا مع حليفها الكيان الصهيوني تعد الدراسات للتمدد في شرق المتوسط بسبب أن منطقة الشرق الأوسط تضم حوالي /47%/ من احتياطي النفط و/41%/ من احتياطي الغاز في العالم، ويمتلك البحر الأبيض المتوسط أهمية جيو اقتصادية وسياسية وهو نقطة وصل بين القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا  ويتصل  مع أهم المضائق البحرية العالمية مثل قناة السويس والبوسفور وجبل طريق، ويمتلك الكثير من الثروات الأخرى.

تجدر الإشارة هنا إلى اكتشاف الغاز في مصر خاصة (خليج السويس و دلتا النيل، وشمال الإسكندرية وبورسعيد) هذا كله عمليات للتنقيب عن الغاز قبالة ساحل غزة، كما اكتشفت قبرص عدة حقول بحرية تكفي لتلبية الطلب الداخلي والتصدير بكميات محدودة، من هنا نتفهم زيادة الأطماع الصهيو أمريكية في هذه المنطقة وسرعتهما في تجهيز منصات الغاز البحرية  منذ سنة /2020/ خاصة في حقلي ( ليفا ناثان وتمارا)، بدأ الكيان الصهيوني يتطلع للتمدد السرطاني على احتياطيات الغاز قبالة سواحل لبنان وبالتعاون مع شركات فرنسية، كما أعلنت شركة (هالي رتون) الأمريكية عن حصولها من الكيان الصهيوني على أحقية الاستثمار في التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية التي تعد ساحة صراع بين لبنان والكيان الصهيوني  في البحر المتوسط، وتزداد الأطماع الصهيونية مستغلة المشاكل السياسية والأمنية في لبنان، وتشجع أدواتها لتأجيج المشاكل وإضعاف الدولة اللبنانية ممثلة بمقاومتها وإبعاد لبنان عن محور المقاومة ومحور محاربة الإرهاب.

هذا يفسر التصريحات الأميركية حول اتفاق الحكومة الإسرائيلية برئاسة (نفتالي بينيت) مع إدارة الرئيس (جو بايدن)  في مختلف الملفات والقضايا المهمة ومنها الطاقة والغاز وتعزيز التنسيق الأمني والسياسي بينهما، كما يفسر سعي الكيان الصهيوني من سنة /2019/ لتشكيل (منتدى غاز شرق المتوسط)  والذي يضم (مصر وقبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية)، وتم استبعاد لبنان بل تعرض لبنان للمزيد من الابتزاز فيما يتعلق بحقوقه في حقول  الطاقة والغاز، فهل نشهد قريباً حرب الطاقة؟ وهل سيستخدمها التحالف الصهيوأمريكي كوسيلة ضغط وابتزاز ويُسخّروا عملاءهم في المنطقة لتنفيذ ذلك؟، سيسعى الكيان الصهيوني لزيادة بؤر التوتر كما حصل ويحصل في سورية ولبنان ويستغل عملاءه الخونة لتأجيج المشاكل ويطبقوا  المثل الذي يقول (لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلّا التنفيذ)، ومن هنا سنقول للعملاء أيضاً المثل الذي يقول نحن نعرفكم ونعرف تاريخكم ومواقفكم وقناعتنا تتجلى في المثل الذي يقول (إذا خانك الشخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت) ولن نسمح لكم بخيانتنا مرتين، وسنستعد لمواجهة حرب الطاقة، ومن يكسبها يزداد قوة في المستقبل.