نشرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، افتتاحية عن الخلاف بين بريطانيا وفرنسا حول حقوق الصيد في القناة الإنجليزية، بعنوان "معركة الصيد الأنجلو- فرنسية لا تليق بحليفين كبيرين".
وكتبت "في التاريخ الطويل والمجيد للأعمال العدائية البحرية الأنجلو- فرنسية، فإن الخلاف السيء حول الوصول إلى مناطق الصيد في القناة لا يستحق (أن يكتب في) أكثر من هامش قصير، إذا كان ذلك ممكنًا".
وقالت "هناك الكثير من الأشياء المشتركة بين بريطانيا وفرنسا، والعديد من المصالح المترابطة بشكل وثيق. لكن الخلاف حول بضع عشرات من تراخيص الصيد يتم تضخيمه بشكل سخيف من كلا الجانبين، من أجل غايات سياسية ضيقة الأفق".
وتابعت "المشكلة هي أنه بالنسبة لكل من جونسون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يبدو أن المواجهة توفر مكاسب سياسية أكبر من خفض التصعيد. يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني يبذل قصارى جهده لإبقاء جروح بريكست مفتوحة. لا شيء يرضي مشجعيه في الصحف الشعبية أكثر من النزاع مع الفرنسيين، كما أنه يوفر وسيلة مفيدة للابتعاد عن العجز وارتفاع التكاليف في الداخل. من الصعب رؤيته يغير مساره".
وأشارت الصحيفة إلى تعرض الرئيس الفرنسي، في المقابل، إلى ضغوط للدفاع عن الصيادين الفرنسين الذين أصبحوا يواجهون اشتراطات وإجراءات صعبة من جانب بريطانيا للصيد في القناة.
ويمثل الصيادون وفقا للصحيفة جماعة ضغط صاخبة في شمال وغرب فرنسا، في الوقت الذي يواجه فيها ماكرون تحديا قويا من اليمين القومي في الانتخابات المقررة في أبريل/ نيسان المقبل.
وترى الصحيفة أن فرنسا تشعر أن لديها وسائل ضغط، تمكنها من إلزام بريطانيا بوعودها المرتبطة بصفقة الخروج من الاتحاد الأوربي فيما يتعلق بحقوق الصيد، ومن هذه الضغوط تعطيل حركة الشحن عبر القناة، بينما يكمن الخطر في أن تبالغ بريطانيا في ردها على ذلك.
واختتمت "تحتاج باريس ولندن إلى التفاوض على طريقة للخروج من هذا الفخ المتبادل. هنالك الكثير من الأمور على المحك".