قالت مجلة "تايم" الأميركية إن صراع المصالح شرق البحر الأبيض المتوسط يتم في منطقة خطرة تعج بالعديد من القضايا، منها الطاقة واللاجئون ووضع قبرص والحروب في ليبيا وسوريا، والصراعات الأخرى على السلطة بالمنطقة، مع تراجع النفوذ الأميركي.
وأوردت المجلة عددا من النقاط تشرح فيها مدى خطورة الأزمة وهي:
لماذا تندلع التوترات بين تركيا واليونان الآن؟
الأشهر الأخيرة، سعت كل من تركيا واليونان إلى تعزيز مطالبهما الإقليمية من خلال إنشاء مناطق اقتصادية بحرية حصرية مع ليبيا ومصر، على التوالي.
وسبق ذلك التدفق المعروف للمهاجرين من الشرق الأوسط إلى أوروبا، عندما نفذت أنقرة لفترة وجيزة تهديدا طال انتظاره بـ "فتح البوابات" للسماح لعشرات الآلاف من طالبي اللجوء بالعبور إلى اليونان، مثيرة رد فعل متشددا من أثينا، بما في ذلك استخدام العنف ضد طالبي اللجوء. وفي الوقت نفسه، اتهم الاتحاد الأوروبي تركيا باستخدام المهاجرين أداة للمساومة.
آيا صوفيا
وتوترت العلاقات أكثر في يوليو/تموز الماضي بسبب إعادة تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، الأمر الذي أدى إلى إحياء نزاع دام قرونا حول أحد أكثر المباني الدينية المتنازع عليها في العالم، وأثار غضب روسيا واليونان، وهما مركزا المسيحية الأرثوذكسية.
في قلب الأزمة
إنها قائمة من الدول طويلة ومعقدة بسبب تورط البلدان الأوروبية وتركيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وما وراءهما. تضم القائمة تركيا، روسيا، فرنسا، اليونان، ليبيا، سوريا، مصر، الإمارات، مع اتخاذ ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا مواقف تصالحية.
ما هو موقف روسيا؟
لم تصدر روسيا حتى الآن بيانا علنيا بشأن التوترات بين اليونان وتركيا، لكنها تحتفظ بوجود راسخ في كل من شرق المتوسط والبحر الأسود، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا عن أكبر اكتشاف للغاز في بلاده على الإطلاق.
وأفادت وسائل إعلام يونانية هذا الأسبوع أن البحرية الروسية لديها 9 سفن عسكرية بين قبرص وسوريا، بما في ذلك 3 غواصات.
وماذا قالت واشنطن؟
رغم وصول السفينة الأميركية "يو إس إس هيرشيل وودي ويليامز" مؤخرا إلى جزيرة كريت اليونانية، فإن البيت الأبيض ترك ألمانيا إلى حد كبير للتوسط في الأزمة.
والحقيقة – كما ترى المجلة- أنه عندما تبتعد الولايات المتحدة عن بعض القضايا وتقرر عدم التورط في إدارتها، فإن الأمور تزداد سوءا وقد يتم جر واشنطن مرة أخرى.
هل يتحول التوتر لأعمال عدائية؟
إنه محتمل بشكل متزايد، وإن كان غير مرجح. وإذا اندلعت أعمال عنف ستكون كارثة لا يمكن تخفيفها، وقد أعرب كلا الجانبين عن رغبتهما في إجراء مفاوضات. ولكن مع زيادة سياسة حافة الهاوية، تزداد أيضا إمكانية التصعيد العرضي.
وقال أردوغان يوم الأربعاء "ندعو نظراءنا إلى التحلي بالذكاء وتجنب الأخطاء التي ستؤدي إلى تدميرهم".
هناك القليل من الأصوات المعتدلة. ففي وقت تتضاءل فيه آفاق قبول تركيا عضوا بالاتحاد الأوروبي، أصبح من الصعب على السياسيين الأكثر تشاؤما بأنقرة تسليط الضوء على دوافع للتسوية. وتقول نيغار جوكسيل من مجموعة الأزمات الدولية: إن الاتحاد الأوروبي ليس لديه أي حوافز يقدمها لتركيا من شأنها أن تطغى على المشاعر القومية هناك، مضيفا بأن المفكرين الإستراتيجيين في أنقرة يريدون -بصدق- المفاوضات، لكنهم لا يستطيعون ذلك في هذه الأجواء.