ان جميع المواقيت التي حددتها السفارة الاميركية لصناعة ازمة بالعراق من اجل تحقيق جملة من الاهداف سواء على المدى القصير او الاستراتيجية منها .
فموعد استقالة حكومة عبد المهدي جاءت ضمن الموعد المحدد لها (بعد مرور عام عليها) ثم مجيء حكومة الكاظمي، بما ضمت من عناوين وزارية ومستشارين وغيرها بالشكل الذي يضمن تطبيق المخطط المرسوم قبل انتهاء عام 2021 الذي ستغادر به القوات الاميركية العراق وفقا للاتفاق وقرار مجلس النواب العراقي .
اصدار قانون الانتخابات الجديد يضمن صعود المزيد من (المستقلين) الذين سيكونون رقما رماديا لا يمكن من خلاله ضمان اقرار اي قانون او مراقبة لاداء الحكومة واتخاذ القرار المناسب. وقد بدأت من (الان) الكتل السياسية تصطرع لشراء مواقفهم .
تغيير موظفي الانتخابات جاء وفق مقاساتهم حيث صنعت لهم نتائج لا يمكن لاي (فيلسوف) ان يصنع حكومة منها ولو اوتي من العلم كثيرا .
تحديد موعد لانتخابات (مبكرة) جاء (دقيقا) وذلك لضمان (صناعة) نتائج انتخابات قابلة لاشعال (الفتنة).
هذه المواعيد (المصنوعة) والتي تسعى الولايات المتحدة من خلالها الى تطبيق المخطط المرسوم باحلال المعسكر الدبلوماسي محل العسكري بعد انسحاب قواتها من منطقة الشرق الاوسط، يقضي بصناعة (حرب) في المنطقة التي تترسخ فيها المقاومة ضد مصالحها ومصالح اصدقائها .
نتائج الانتخابات افرزت معادلة معقدة، حيث منحت جهة سياسية (شيعية) عالية تتفوق فيها على حساب الكتل الشيعية الاخرى التي كانت توازنها او تقاربها .
استطاعت المفوضية وفق (المخطط المرسوم) ان تظهر امام الجميع بانها ارتكبت اخطاء جسيمة مثل الاعلان عن نتائج الانتخابات فيما هناك المئات من المراكز لم يتم رفع اصواتها، كما شهدنا عطل الاف الاجهزة داخل مراكز الاقتراع بعد منتصف النهار.
"يوم الاقتراع"، هو مفاجأة للجميع ان لا يعمل جهاز مستورد من منشأ (كوري جنوبي) لمدة نصف نهار ثم يعطل!! ناهيك عن الخروقات الاخرى و"غير المعهود " والمكشوفة فيما لم تنكرها المفوضية وكأنها مستعدة لذلك!
المخطط القاضي بصناعة حرب في المحيط الشيعي قبل نهاية العام، بانت بوارقها كما يقول الشريف الرضي (توقعوها فقد شبت بوارقها ..بعارض كظلام الليل مدجون!).
هناك معادلتان خطرتان بين الكتل (الشيعية) الاولى ان كتلة حصدت الرقم الاكبر واخرى وقع عليها الحيف بالاقل من المقاعد وادراكها ذلك .الكتل الاخرى سواء الكوردية او السنية (صامتة) ومجرد تستخدم (المناورة ).
كلما اكتشف المتظاهرون المزيد من التزوير والاخطاء لدى عمل المفوضية كلما ازدادوا تصعيدا ونقمة عليها .
الحكومة تنتظر المزيد من التصعيد وتشجع المفوضية لتبدو وكأنها ترغب بمنح (المعترض) حقوقا (اضافية) وهذا يقلق الجهة الشيعية الفائزة ويجعل زعيمها يطلق المزيد من التغريدات والبيانات التي تنذر الاخر بالتصعيد .
الخطر الاكبر ان (التصعيد) تعدى البعد الجماهيري العام الى الخاص، حيث ان صانع النتائج ابعد الكتل القريبة من الحشد والمقاومة عن قبة البرلمان .
البيانات التي تصدر عن اطراف الكتلتين (الشيعيتين) سواء الفائزة او المعترضة فيها تصعيد (خطير) فهؤلاء قادة فصائل مالكة للسلاح والتدريب ومعها التحشيد الاعلامي في الكراهية والانتقام، حيث ان الاعلان عن (حل الحشد الشعبي) او (فصائل المقاومة) اشبه بدق ناقوس الخطر، لان الامر تعدى الصراع السياسي الى (العسكري)، ولا يمكن الرضا بمشروع مثل هذا مهما تعددت مشاريع الحلول المطروحة او المنتظرة !
سقط شهداء في تظاهرة (الجمعة) قبل الفائتة ولم يتم التعرف على نتائج التحقيق ولا (القتلة )! ان مجرد (اخفاء القاتل) يمنح الخصم ان (يختار) الذي يشاء ليسوقه اعلاميا ،ويحمله المسؤولية لغرض التحريض، فمثلا حملت جهات اعلامية مسؤولية قتل المتظاهرين الى (سرايا السلام)!! فيما الذين استشهدوا فيهم من فصيل (العصائب!).
وسائل اعلام اظهرت فيديوات تؤكد (اليوم) ان قناصة ارتقوا سطح المباني داخل المنطقة الخضراء ونسبتهم الى سرايا السلام ايضا !اذن وفق ذلك فان (الحرب) جاهزة .
اعلام التيار الصدري في تصاعد ضد (المعترضين) يقابله اعلام متصاعد ايضا ضد التيار وزعيمه وفي بيئة يغذيها تاريخ من الصراع والخلافات .
الجهات التي دخلت على خط التصالح وطرح الحلول هي جزء من (المخطط) ولها دور تم الاعداد له مسبقا .
ان مجرد (قدحة) في منطقة مزدحمة سكانيا (مثل مدينة الصدر) ومدججة بالسلاح لدى جميع الاطراف، وفق خطة مدروسة واعلام (جاهز) سيشعل (الحرب) التي قد تستمر لاشهر (حطبها) من مقاتلي التيار الذين قاتلوا القوات المحتلة يوما وكذلك من مقاتلي فصائل المقاومة الذين مازالوا يقاتلون القوات الاميركية .
في مدى "اشهر الحرب" سيتخلص الاميركان من عدوين طالما شكلوا له صداعا وكانوا سببا في خروج قواته مهزومة عام 2011 ،ومستمرين في جلاء بقايا .
من الان وحتى نهاية العام الجاري ستجري احداث (خطيرة) تحدد مصير (الشيعة) والمنطقة عموما، والى اي حد تستطيع عقول الكتل الشيعية ان تحتوي (المخطط) وان تحافظ على دماء ابنائها ذلك امر ربما نقرأ بعضه في التصريح ادناه لاحد كبار قادة المقاومة (هذا ما تحدث به الأمين العام الحاج أبو حسين الحميداوي لرئيسة بعثة الأمم المتحدة "جنين بلاسخارت" خلال حضورها اجتماع الإطار التنسيقي في بغداد).
أولاً: إن رهانكم على تغييب فئة مؤثرة وفاعلة من الشعب سيخيب بلا شك.
ثانياً: إن رغبتكم في إشعال الحرب الداخلية ستفشل بجهود العقلاء.
ثالثاً: إذا ما حدث ذلك (لا سمح الله) فليتيقنوا –أمريكا وآل سعود والكيان الصهيوني- أن نيران هذه الحرب ستحرقهم قبل غيرهم، أكرر (الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني، وآل سعود) وعلى قاعدة أسستها المقاومة (إما أن ينعم الجميع بالأمن والخير أو يحرم الجميع).