• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
مقالات مترجمة

"إسرائيل هيوم": الحلف الإسرائيلي - الخليجي ضد إيران تفكك


مقال للكاتب دانييل سيريوطي في صحيفة "إسرائيل هيوم" الصهيونية، يقول فيه إن الحلف الإسرائيلي الخليجي ضد إيران يتفكك ويتبخر ومن قوّضه بايدن وإدارته اللذان يتعاملان بصورة غير محترمة مع العائلة المالكة السعودية، ولذلك غيرت السعودية والإمارات الوُجهة نحو حوارٍ إيجابي مع إيران. فيما يلي النص المنقول إلى العربية:

خلال الأشهر الأخيرة، وعملياً منذ تغيير الإدارة في الولايات المتحدة مع دخول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، يعتمدون في الرياض وفي أبو ظبي استراتيجية جديدة في كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية مع إيران واستئناف الاتصالات الدبلوماسية.

في البداية كان السعوديون هم الذين أجروا في بغداد سلسلة لقاءات سرية مع مسؤولين إيرانيين، شارك فيها السفير السعودي في العراق. لاحقاً بدأ الإماراتيون أيضاً حواراً مع الإيرانيين، بل وحتى عيّنوا أخيراً وزير الخارجية السابق، الدبلوماسي الكبير أنور قرقاش، لدفع الحوار مع إيران.

قرقاش، الذي اجتمع بنائب وزير الخارجية الإيراني والمسؤول عن البرنامج النووي لطهران، علي باقري، أعلن في ختام اللقاء مع المسؤول الإيراني الذي زار أبو ظبي أن "الاجتماع هدف إلى إرساء استقرار العلاقات وخفض التوتر مع إيران".

الدبلوماسي الإماراتي الكبير أضاف أن "وفد مسؤولين إماراتيين سيقوم قريباً بزيارة متبادلة للعاصمة الإيرانية".

يرمُون إلى دمشق أيضاً

في الإمارات لم يكتفوا باستئناف الحوار مع طهران. فبعد مكالمة هاتفية أجراها ولي العهد محمد بن زايد مع بشار الأسد، أُرسل إلى دمشق وزير خارجية الإمارات لأجل اجتماعٍ مغطّى إعلامياً مع الرئيس السوري. وكل هذا رغم الاحتجاجات الشديدة من واشنطن بأن الإمارات قد تواجه عقوباتٍ شديدة من جراء "قانون قيصر" الأميركي، الذي يعاقب الجهات التي تقيم علاقات اقتصادية مع سورية.

وزعموا في الإمارات أن التقرّب من دمشق يهدف لإبعاد النظام السوري الذي يستعيد عافيته عن أحضان أذرع الأخطبوط الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، شددوا في أبو ظبي على أنهم معنيون بعلاقاتٍ جيدة مع كل دول المنطقة، وأنه في إطار سياسة صفر مواجهات التي تعتمدها الإمارات، وصل في هذا الأسبوع ولي العهد بن زايد إلى تركيا في زيارة نادرة، حيث اجتمع بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووقّع معه على سلسلة اتفاقات تعاون تجارية واقتصادية ودبلوماسية.

لكن الآن توضح مصادر رفيعة المستوى في أبو ظبي، وأيضاً في الرياض، السبب الأساسي للانعطافة في موقف السعودية والإمارات تجاه طهران واستراتيجية صفر مواجهات. التحالف الإقليمي المعادي لإيران، الذي تبلور خلال ولاية ترامب – وبلغ ذروته مع توقيع "اتفاقات أبراهام" وشملت "إسرائيل" والبحرين والإمارات والسعودية – تفكك وعملياً لم يعد موجوداً.

مصدر كبير في أبو ظبي قال في حديثٍ مع "إسرائيل هيوم": "صحيح أنه أُجريت أخيراً تدريباتٍ ومناوراتٍ عسكرية مشتركة هدفت أيضاً لإمرار رسالة لطهران، لكن التحالف الذي تبلور بتشجيعٍ من ترامب وإدارته – الذي كان عملياً حلف دفاعٍ إقليمي غير رسمي بدعم الأميركيين بين إسرائيل ودول الخليج، الخائفة من حيازة نظام آيات الله المتطرف لسلاحٍ نووي – تبخّر".

"بايدن لا يَحترم السعودية"

حسب قول مصادر رفيعة المستوى في أبو ظبي وفي الرياض، ما أدّى إلى التحول في العلاقات الدبلوماسية مع إيران هو أجندة بايدن فيما خص الشرق الأوسط ومسألة التهديد الإيراني أيضاً بالنسبة لدول المنطقة.

مصدر كبير في أبو ظبي قال لـ "إسرائيل هيوم": "لا زلنا ندرس طبيعة العلاقات مع الحكومة الجديدة في إسرائيل ومن يرأسونها. لكن إسرائيل، رغم التغييرات في السلطة، وفت بكافة التزاماتها معنا".

وأضاف المصدر أن "المشكلة هي بايدن وإدارته، فعلا كل شيء من أجل تبديد إنجازات ترامب في كل ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل ودك إسفين في حلف الدفاع الإقليمي الذي نُسج بين دول المنطقة في مواجهة التهديد الإيراني".

وتابع المصدر: "على سبيل المثال، من خلال تعليق اتفاق بيع طائرات "اف-35" للإمارات، وكذلك معارضة واشنطن وفرض فيتو على بيع وسائل قتالية نحن بحاجة إليها.. لم نُفاجأ من محاولة السعودية دفع حوارٍ إيجابي مع طهران في ظل التعامل غير المحترم من بايدن وإدارته تجاه العائلة المالكة السعودية والمملكة عموماً".

العيون تتطلع إلى السودان

الانسحاب الأميركي المذعور من أفغانستان، يقول المسؤول الإماراتي، لم يُسهم في شعور بالأمن لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لكن الطريقة التي تتصرف فيها إدارة بايدن تجاه السودان وردة فعل واشنطن على الانقلاب الذي قام به البرهان، "زادتا فقط من الخشية وسط الدول الموقّعة على اتفاقات أبراهام – وبينها السودان – من أنه في لحظة الحقيقة الرئيس الأميركي وإدارته لن يمنحاها الدعم والإسناد المطلوبَيْن".

ويقول المسؤول إن "إدارة بايدن ترتكب كل الأخطاء الممكنة التي يمكن أن تدفع السودان إلى عدم استقرارٍ سياسي، بل وحتى انسحاب الخرطوم من اتفاقات أبراهام".

ويضيف أن "الجنرال البرهان عمل على طرد كل الجهات السياسية في السودان، التي تآمرت ضد المجلس العسكري وتعاونت مع جهاتٍ أرادت الإمساك بزمام السلطة". معتبراً أن "من ترأس هذه الأمر هو رئيس الحكومة عبد الله حمدوك وجهات سياسية متطرفة، مثل عناصر حزب البعث ونشطاء سياسيين إسلاميين".

ويشير إلى أنه "بدل أن يدعم الأميركيون الخطوات التي قام بها البرهان، من أجل إقامة حكومة ليبرالية، فرضوا عليه إطلاق سراح حمدوك وحذّروه من أنه إذا لم يسمح له بإقامة حكومة فإن واشنطن ستفرض عقوباتٍ قاسية على السودان".

وتابع المسؤول الإمارتي: "لم يبقَ خيار أمام البرهان سوى قبول الإملاءات الأميركية. إذا واجه السودان مرة أخرى انقلاباً، تكون فيه يد منظمات الجهاد هي العليا، لن يتفاجأ أحد من رميهم اتفاق التطبيع مع إسرائيل في مزبلة التاريخ".