نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للكاتب جوليان بورغر بعنوان: "جميع الخيارات محفوفة بالمخاطر في ظل مواجهة بايدن وبوتين بشأن أوكرانيا"، إذ يشير الكاتب في بداية مقاله إلى استعداد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لقمة عن بُعد، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بغية درء خطر أي غزو روسي آخر لأوكرانيا.
ويبرز الكاتب تصريح جين بساكي، المتحدثة باسم بايدن، الذي قالت فيه إن "الدبلوماسية رفيعة المستوى تحتل أولوية للرئيس"، وأشارت إلى اجتماع عبر الهاتف مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في وقت سابق من الشهر الجاري.
ويقول الكاتب إنه في ظل تهديد الصين لتايوان، والحشد العسكري الروسي حول أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة يمكن أن تنجر إلى صراع، قد يفضي إلى نتائج كارثية.
ويستشهد الكاتب في مقاله بتصريح أدلى به كيريلو بودانوف، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، لصحيفة "ميليتري تايمز" يوم السبت قال فيه إن روسيا لديها ما يربو على 92 ألف جندي حول حدود أوكرانيا، وتستعد لشن هجوم في يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط، بينما يقول آخرون إن التهديد ليس وشيكا وأن روسيا ستخسر كثيرا بغزو أوكرانيا، والبعض يستبعد الغزو من أساسه.
ويقول الكاتب إن جميع الخيارات السياسية أمام بايدن في مواجهة بوتين بشأن أوكرانيا محفوفة بالمخاطر، مشيرا إلى أن بايدن أكد مجددا في بيان يوم الأربعاء الدعم الأمريكي "الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية".
ويقول راجان مينون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيتي بنيويورك: "ما يقلقني صراحة هو أنه إذا واصلنا، نحن الولايات المتحدة، تقديم التزامات صارمة تجاه أوكرانيا ووضع أنفسنا في موقف نكون فيه مضطرين للدفاع عنها، أو عدم الدفاع عنها ونبدو ضعفاء تماما، سنضع أنفسنا في موقف صعب للغاية".
وقالت هانا شيلست، مديرة البرامج الأمنية في مركز أبحاث "بريزم" الأوكراني التابع لمجلس السياسة الخارجية، إن الدعم الأمريكي للسيادة الأوكرانية لا يعني أنها ستنجر إلى الحرب في نهاية المطاف.
وأضافت: "هناك ذعر من الوجود العسكري الأمريكي الجديد على الأرض... فعندما نتحدث عن ضمان الأمن، هناك الكثير من الخيارات الأخرى من بينها، على سبيل المثال، تبادل المعلومات الاستخباراتية وصور الأقمار الصناعية ونشرها علنا يمثل دعما بالفعل. لست بحاجة لجندي أمريكي للوقوف على خط التماس".
وذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية أن نقاشا يدور داخل إدارة بايدن يتعلق بما إذا كان ينبغي تعزيز تسليم أسلحة، مثل صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات وصواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات، وتضيف أن البعض في الإدارة يقولون إن مثل هذه الأسلحة سترفع تكاليف أي توغل عسكري روسي وبالتالي تؤثر على حسابات بوتين، بينما يقول آخرون إنها خطوة ستمثل تصعيدا خطيرا، وتعزز المخاوف من شن هجوم أمريكي أو من الناتو.
وتقول فيونا هيل، مديرة بارزة سابقة للشؤون الأوروبية والروسية في مجلس الأمن القومي: "ستكون ملعونا إن فعلت، وملعونا إن لم تفعل".
وتضيف: "المشكلة في الوقت الراهن هي الطريقة التي تصوغ بها روسيا قضية أوكرانيا كخيار عسير للغاية ... فالكرملن أراد منذ فترة طويلة العودة إلى نموذج الحرب الباردة للقوتين العظميين وتفاوضهما على قرار بشأن مجالات النفوذ".
ويقول الكاتب إن أحد الحلول المطروحة يتمثل في تهدئة المخاوف الروسية من خلال استبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو مستقبلا، فضلا عن الحد من قدراتها العسكرية، بيد أن هيل تقول إن ذلك من شأنه أن يجعل سيادة أوكرانيا مجرد سخف، مما يشكل سابقة كارثية.
وتضيف هيل: "يمكننا التحدث عن الاستقرار الاستراتيجي، لكننا لسنا في وضع يسمح لنا بالمساومة مع أوكرانيا، ولا يمكن للولايات المتحدة ذلك، وعلى الدول الأوروبية أن تأخذ هذا الأمر بجدية".