نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، مقالاً لموفدها إلى فيينا، زئيف إبراهيمي، قال فيه: في ختام اليوم الأول من المحادثات حول الاتفاق النووي، مساء أول أمس، خرج ممثل الاتحاد الأوروبي إلى المحادثات، إنريكي مورا، وقال للصحفيين: "إنه نظام إيراني جديد، مع تفاهمات جديدة، لكن كان هناك تطابق آراء اليوم بأن الجولة السابعة الحالية ستجري على أساس التفاهمات التي تحققت في الجولات الست السابقة". فيما يلي النص المنقول إلى العربية:
لم تنقضِ ساعات عدّة حتى قام الممثل الإيراني، علي باقري كني، بسحب البساط من تحت تفاؤل مورا، وقال للتلفزة الإيرانية: "كل ما تحقق في الجولات الست السابقة في ظل روحاني هو بمثابة مسودة".
حتى قبل بدء المحادثات، غرّد المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف، قنبلة مفادها أن "الولايات المتحدة أكّدت أنها مستعدة لرفع كل العقوبات إذا استجابت إيران للاتفاق النووي". هذه الاقتباسات تواصل المنحى الذي بدأت به المحادثات "الإيرانيون جاؤوا لتحديد النغمة".
إيران جاءت وهي تمتطي صهوة جوادها "أي في موقفٍ فوقي أو أقوى من بقية الأطراف": أسعار النفط المرتفعة وتفكك الاتفاق مكّنوها من مداخيل ضخمة في العامين الأخيرين، وبرنامجها الذري تطور تقريباً إلى حدود الاختراق النووي، ونجحت في تخبئة كمية كبيرة من اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي الحديثة بعد أن قطعت طريق وصول مفتشي الأمم المتحدة.
وخلال المحادثات قال الإيرانيون لبقية المشاركين إنّ أحد أسباب عدم إمكانية قيام فريق التفتيش بعمله هو "حوادث التخريب التي وقعت في المنشآت من قبل جهة ثالثة".
ما هو واضح هو أنّ إيران ستخرج منتصرة من هذه المحادثات. وسبق أن قامت إيران بخطوات أبعد بكثير مما سمح لها به اتفاق سنة 2015. إنها تستعد لأن تستخلص الحد الأقصى من المحادثات الحالية: حد أدنى من القيود على تطوير السلاح النووي وحد أقصى من المكاسب الاقتصادية.
في مقابلها، أميركا مغيّبة عن المحادثات، في الوقت نفسه تشاجرت مع الصين (التي دعا ممثلها أميركا إلى رفع كل العقوبات) وروسيا (من الصعب عدم رؤية الرمزية في جلوس الصين وإيران وروسيا في قبال الغرب، ديكتاتوريات مقابل قيم ديمقراطية، تغيّر المناخ مقابل الدول الملوّثة).
الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا يمكنه تحقيق أكثر بالدبلوماسية، ولا أحد يعتقد أنّ لديه الشجاعة لإطلاق النار.