تحدثت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية في مقال لها، عن القلق الإسرائيلي من حصول إيران على أسلحة نووية، كما تطرقت الصحيفة إلى إطلاق إيران لقمر صناعي في هذه المرحلة الحساسة من محادثات فيينا، معتبرةً أنّ "المرشد السيد علي خامنئي يلعب بورقة رابحة محتملة ضد بطن رخوة، نقطة ضعف، لأميركا". وفي ما يلي ترجمة المقال:
لا نخطئ: على الرغم من الخلافات مع "إسرائيل" حول الإستراتيجية، فإن الولايات المتحدة قلقة حيال منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
لكنها قلقة أكثر بشأن التأكد من أن إيران ليس لديها صواريخ نووية ذات مدى يمكن أن تضرب الولايات المتحدة أكثر من قلقها بشأن ما إذا كانت صواريخ طهران المحتملة يمكن أن تصل إلى "إسرائيل".
إذا نفذت إيران خلال المفاوضات النووية الحالية إطلاقاً متوقعاً لقمر صناعي، والذي قد تكون له تكنولوجيا مزدوجة قابلة للتطبيق في النهاية على إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، فسيكون الهدف المباشر هو تأجيج هذا الخوف الأميركي من أجل دفع واشنطن إلى تنازلات جديدة والإذعان.
كل هذا يتعلق بمعضلة الأسابيع الثلاثة مقابل 3 سنوات.
إذا اتخذ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي القرار السياسي بالذهاب إلى سلاح نووي، فقد يكون لديه ما يكفي من اليورانيوم المُسلح في غضون ثلاثة أسابيع.
منذ منتصف التسعينيات، تمتلك إيران صواريخ باليستية ذات مدى يمكن أن تضرب "إسرائيل"، لذلك بمجرد أن تتقن بعض مشكلات التفجير والتسليم الإضافية التي قد تستغرق بعض الوقت غير المحدد، قد تكون القدس مهددة.
في المقابل، الولايات المتحدة ليست قريبة من مدى الصواريخ البالستية التي يمتلكها خامنئي. ستحتاج إيران إلى تطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات من أجل وضع الولايات المتحدة في النطاق، وهو أمر قد يستغرق ما يقدر بـ 3 سنوات، وفقاً لعدة خبراء.
هذه أيضاً مجموعة مختلفة من المهارات والعمليات تتجاوز ما قد تحتاجه إيران لإطلاق سلاح نووي قصير أو متوسط المدى.
بالعودة إلى المفاوضات في سنة 2019، كان العرض الذي قدّمه الإيرانيون للولايات المتحدة في الأساس، "عقد صفقة معنا الآن، قبل تطوير صاروخ بالستي عابر للقارات يمكن أن يصيبك أيضاً".
صحيح أن الولايات المتحدة قلقة من الخط الأحمر لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% كما هو الحال بالنسبة لـ"إسرائيل"، لكن وضع الولايات المتحدة في النطاق هو الخط الأحمر الحقيقي.
إذا كانت إيران تمتلك أسلحة نووية لكنها تستطيع ضرب "إسرائيل" "فقط"، فستكون واحدة من عدة قضايا أمنية رئيسية في مناطق بعيدة عن حدود أميركا. في الواقع لن يشكل تهديداً مادياً للولايات المتحدة.
إطلاق قمر صناعي في هذه المرحلة الحساسة من محادثات فيينا، عندما يلعب الجانبان دور الدجاجة ويحاولان إقناع الجانب الآخر، سيكون خامنئي يلعب بورقة رابحة محتملة ضد بطن الرخوة، نقطة ضعف، لأميركا.
وقد يبدو التهديد أكثر مصداقية بالنظر إلى أن طهران أقرب إلى خط تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% مما كانت عليه في أي وقت مضى.
ومع ذلك، بناءً على سياسة إدارة بايدن حتى الآن، من المحتمل ألا تنجح هذه المناورة.
الرئيس الأميركي جو بايدن مستعد للعودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، حتى لو أزعج "إسرائيل"، وحتى مع بعض التغييرات الطفيفة لصالح إيران.
لكن من الناحية السياسية، بدا بالفعل ضعيفاً في تعامله مع أفغانستان وأوكرانيا والأزمات العالمية الأخرى، ومن المحتمل أنه لا يستطيع تحمل إبرام صفقة طويلة الأمد مع خامنئي أسوأ بكثير من الاتفاق النووي. كان سيقفز عند رفع العقوبات الجزئية "الأقل مقابل الأقل" مقابل عودة جزئية إلى اتفاق الحد من الأسلحة النووية، لكن طهران كانت حتى الآن فاترة حيال هذه الفكرة.
وبسبب هذا الموقف، فإن إطلاق قمر صناعي إيراني آخر سيثير قلق الولايات المتحدة بالتأكيد، لكنه على الأرجح لن يغير قواعد اللعبة في المفاوضات.
في غضون ذلك، ستستمر إيران في إحراز تقدم على مسارات متعددة من المهارات التي تحتاجها لإتقان الأسلحة النووية. وستظل هيئة المحلفين خارج نطاق البحث بشأن من الذي سيقدم التنازل الأول في المواجهة النووية، أو ما إذا كان الموقف سيتصاعد إلى مواجهة أكبر.