وردت بعض المعلومات في الأيام القليلة الفائتة نقلاً عن دبلوماسيين غربيين في لبنان مفادها: "أن المعركة السياسية – الأمنية الراهنة التي يقودها حلفاء واشنطن في المنطقة تهدف الى منع تموضع إيران وحزب الله في سورية، والعمل على اخراجهما من الأراضي السورية.
ووفقا لتلك المعلومات، فان العمل في العام المقبل سيتركز عبر هؤلاء "الحلفاء" في الخليج على "ابعاد" قوى محور المقاومة عن سورية، على ان توضع آليات رقابة وإشراف على المعابر والحدود، وخصوصا الحدود اللبنانية الشرقية بحيث "يقطع" "شريان الحياة" عن حزب الله، ودائماً بحسب المعلومات الدبلوماسية عينها.
تعقيباً على ما ورد أنفاً، يؤكد مصدر في محور المقاومة، أن مخطط الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي الذي يهدف الى إبعاد أي وجودٍ عسكريٍ فعليٍ لأفرقاء محور المقاومة بما فيه الجيش العربي السوري أيضاً، عن جبال القلمون الواقعة على سلسلة الجبال الشرقية الممتدة بين لبنان وسورية، ليس بجديدٍ، لافتاً الى أن المخطط المذكور طرحته واشنطن في زمن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بعد إتفاق "فك الإشتباك" بين دمشق وهذا الكيان في العام 1974، وذلك بعد سيطرة الإحتلال "الإسرائيلي" على القسم الجنوبي- الغربي من مرتفعات جبل الشيخ الإستراتيجي، الذي يشرف في أعلى قمةٍ فيه على لبنان وسورية وفلسطين والأردن. ويشير المرجع الى أن واشنطن وخلفها "تل أبيب" طرحا بعد إحتلال قوات الأخيرة لأجزاء من جبل الشيخ، وضمها الى هضبة الجولان المحتلة، نزع السلاح من جبال القلمون في سلسلة الجبال الشرقية في ريف دمشق، نظراً لأهميتها الإستراتيجية، وطبيعتها الجبلية الوعرة، ومساحاتها الواسعة والخالية من السكان، التي تسهم في تسهيل التحركات العسكرية، ونصب منصات الصواريخ الإستراتيجية. كذلك تكتسب هذه الجبال أهميةً إستراتيجيةً، كونها محاذيةً للحدود اللبنانية، خصوصاً بعد تعاظم حركة المقاومة في لبنان الحليفة لدمشق، والجاهزة لمواجهة أي إعتداءٍ إسرائيليٍ يستهدف لبنان وسورية، ودائماً بحسب المصدر.
ويؤكد أن هذا المخطط الأميركي- الإسرائيلي، هو ضرب من ضروب الخيال، ليس إلا، لأنه يؤدي الى إنكشاف أمن العاصمة السورية دمشق مباشرة. وعن محاولة قطع "شريان الحياة" عن المقاومة ، تحت عنوان ضبط الحدود اللبنانية- السورية، لقطع الإمداد اللوجستي عن حزب الله في لبنان، يلفت المصدر الى أن بريطانيا أنشأت أبراج مراقبة عدة على الحدود الشرقية، في محاولةٍ لخنق حركة المقاومة على إمتداد تلك الحدود، غير أن البريطانيين ومن معهم لم يفلحوا في مهمتهم، نظراً للمستوى العالي من الحرفية العسكرية لدى رجال المقاومة، على حد قول المصدر.
وفي الصدد يجزم مرجع عسكري وإستراتيجي أن حزب الله راهناً في أقوى حالاته من أي وقتٍ مضى، ومن موقع قوته الإسراتيحية الكبيرة، ينأى بنفسه عن الدخول في أي مهاترات، ولكن في الوقت عينه، لن يسكت عن أي محاولةٍ لإستهدافه أو حصاره، عندها سيتخذ قراره بالحسم، مهما بلغت النتائج، بحسب رأي المصدر المذكور.
وفي هذا السياق، تعتبر مصادر في المعارضة السورية من جهتها، أن إنسحاب قوات حزب الله من السلسلة الشرقية، يتطلب إتفاقا بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله معاً، كون إنتشار قوات الحزب في السلسلة، يسهم في حماية الأمن السوري، ويمنع خطر اي تحركٍ معادٍ للنظام في دمشق من الإراضي اللبناني، كما حدث عند بداية الأزمة السورية في العام 2011، يوم تحولت أجزاء من جبال السلسلة الشرقية الى مقار للمجموعات التكفيرية المسلحة، ثم إنتهت بعملية عسكرية منسقة بين الجيش اللبناني والقيادة السورية وحزب الله في صيف العام 2017، عرفت تلك العملية بـ "فجر الجرود". وتختم المصادر بالقول: "من المسلم به أن القيادة السورية، لن تسمح بتكرار هذه التجربة مرة جديدة".