• اخر تحديث : 2024-05-10 13:04
news-details
مقالات مترجمة

أهداف أمیرکا من التدخل الجدید في المنطقة في حقبة بایدن


استعرضت زهرا شريف زادة الخبيرة في الشؤون الأمريكية، في مقال لها نشر على الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإیرانیة، أهداف أمیرکا من التدخل الجدید في المنطقة، إبان فترة رئاسة بایدن موضحة: "في الواقع، الفرضیة القائمة هي أن سبب التواجد الأمريكي في المنطقة، من جهة هو لتحريض الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي ضد الجمهورية الإسلامية الإیرانیة. ومن جهة أخر وكما يبدو، أن الولايات المتحدة من خلال التحالفات، وإعطائها الأولیة للدبلوماسیة، بصدد حل قضایا منطقة الشرق الأوسط، لتحویل ترکیزها الرئیسي إلی الصین". في ما يلي الترجمة الكاملة للمقال:

ووفقاً للمزاعم الأمريكية، ومزاعم رئيسها جو بايدن أيضا، فإن أحد أسباب التواجد العسكري الأمریكي خارج الحدود، والتي منها نشر القوات الأمريكية في منطقة الخليج الفارسي، مثل المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا، هو لصد أنشطة إيران الإقليمية. لكن هناك حديث عن تغيير في نهج واشنطن داخل المنطقة، وذلك تماشيا مع تنفيذ سياسات بايدن المعلنة في الشرق الأوسط". بشكل عام، لا يبدو أن هناك تغییرا كبيراً قد حصل في جوهر السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة، ولكن ما حصل هو تغییر في كيفية تطبيق سياساتها."

فهناك عدة عوامل دخیلة في السياسة الخارجية لأي بلد، کالأسس الفكرية، وطبيعة النظام الدولي، وخصائص ومواقف الهيئة الحاكمة، وقدرات البلد، والاحتياجات الموضوعية للمجتمع، والمتغيرات الجغرافية، والثقافة السياسية والدبلوماسية. ومن جانب آخر، فإن "الخطوط الرئيسية للممارسات السياسة في الخارجية الأمريكية تشمل الدولية، وبناء التحالفات والإجماع العالمي، والدفاع عن القيم، وتحديد التهديدات والأعداء".

وفي سياق متصل "يسعى بايدن إلى حصول الفائدة اللازمة، من خلال ما يسمى بفوائد سياسات ترامب، ووضع تغييرات تتماشى مع المناخ الجديد في الوقت ذاته.

وعن أهمیة منطقة الشرق الأوسط للولایات المتحدة، ورد في هذا المقال: "تحظی هذه المنطقة بأهمیة کبرى بالنسبة إلى الولايات المتحدة، بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي على مفترق طرق أوروبا وآسيا. "

وتوضیحًا لسبب اختيار بایدن المملكة العربیة السعودیة  مكاناً لتواجد القوات العسكرية لحمایة مصالحه، رغم إعلانه عن قراره بوقف بيع الأسلحة للسعودية، بداية فترة حضوره في البيت الأبيض، وحذف اسم أنصار الله من لوائج الإهارب، وتقلیل دور ابن سلمان في تطورات المنطقة، يبدو أن استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هي الحفاظ على حلفائها التقليديين، بما في ذلك السعودية، وفي الوقت نفسه، تسعی أمیرکا إلى جعل السعودية تتماشی مع سياساتها الإقليمية، من خلال إثارة قضايا حقوق الإنسان، لا سيما في الأزمة اليمنية.

وجاء في قسم آخر من المقال، حول شرح أهداف التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج الفارسي، ولاسيما في المملكة العربية السعودية، أن الهدف هو خلق خلافات بين الشيعة والسنة، وزيادة الكراهية بالنسبة إلى إيران، وأن الرئيس الأمريكي من خلال ذلك، یحاول تحدي قوة إيران، وتعزیر قدرة المملكة العربية السعودية لتحریض القومية العربية.

يشير هذا المقال أیضا، إلى أن المملكة العربية السعودية بلد غني من حيث الموارد النفطية، وفي النظام الرأسمالي الأمريكي، لدی الربح ورأس المال أهمیة کبیرة، لذلك يحاول بايدن الآن تأمين المصالح الاقتصادية لبلاده، من خلال التواجد في دولة غنية مثل المملكة العربية السعودية وبيع الأسلحة لها."

وتشیر کاتبة المقال إلی بعض جهود البیت الأبیض في هذا الصدد، مع تأکیدها علی أن أمیرکا "البایدنیة"، جعلت علی سلم أولویاتها تصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، والتدخل في شؤون هذه المنطقة.

وبحسب المقال، فإن استراتيجيات الولايات المتحدة لتصعيد التوترات في الشرق الأوسط تشمل: "مبيعات الأسلحة إلى دول في منطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي، مع التأكيد على قضية إيرانوفوبيا، واستخدام الموارد الطبيعية لدول الشرق الأوسط، والحفاظ على المنطقة كسوق استهلاكي،  ودعم الحلفاء، والحفاظ على العلاقات مع الحلفاء الإقليميين، و ترسيخ القوة الأمريكية في المنطقة وعدم تشكيل الهيمنة الإقليمية وحماية الموارد النفطية، وتصاعد الصراعات والحروب في المنطقة بالوكالة، و"خطة تقسيم دول المنطقة من خلال خلق مجموعات إرهابية وزعزعة استقرار المنطقة".