نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تحليلا لآنشل بفيفر من القدس بعنوان "هل يمكن لنتنياهو العودة للسلطة؟.
ويقول الكاتب إنه لم يكن أسبوعا سهلا لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ففي يوم الأحد اضطر إلى مغادرة الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الذي كان يرأسه بعد إبلاغه أن ابنته البالغة من العمر 14 عامًا ثبتت إصابتها بكوفيد-19.
ويضيف أنه تم التأكد من أنها مصابة بمتغير أميكرون، وطُلب من بينيت البقاء في الحجر الصحي في المنزل، على الرغم من أن نتيجة فحصه جاءت سلبية. ويستطرد الكاتب قائلا إن المتطلبات الصحية أمر، والمتطلبات البرلمانية أمر آخر تماما.
ويقول إنه يمكن للمعارضة في الكنيست أن تطلب من رئيس الوزراء حضور مناقشة خاصة إذا قدموا توقيعات ثلث أعضاء البرلمان. ويضيف أن بنيامين نتنياهو، زعيم المعارضة الذي كان رئيسا للوزراء قبل ستة أشهر، لديه ما يكفي من التوقيعات ولن يعفي بينيت من المأزق الذي يواجهه.
ويضيف أنه لم يكن لدى بينيت أي خيار سوى قيادة سيارته إلى القدس من منزله في بلدة رعنانا الساحلية والجلوس خلال النقاش في قسم الحجر الصحي الخاص في الكنيست.
ويقول إن بعض أعضاء المعارضة حاولوا بلطف إقناع نتنياهو بأنه لم يكن من الأفضل بالنسبة له إجبار رئيس الوزراء على مغادرة الحجر الصحي حيث تحاول إسرائيل التصدي للموجة الخامسة من الإصابات بفيروس كورونا، لكن نتنياهو (72 عامًا) لم يتراجع عن ذلك.
ويرى الكاتب أن الزعيم السابق المخضرم لم يتغلب بعد على إحباطه من ترك منصبه وهو يشعر بالملل، ولا يجد من يشغله سوى إلقاء الخطب في الكنيست.
وانتقد نتنياهو في خطابه يوم الاثنين أسلوب تعامل الحكومة مع الوباء والاقتصاد، مقارنا إياها بالتعامل مع إدارته. وتفاخر قائلاً: "لدي المزيد من الوقت الآن، ألتقي بأشخاص، أسمعهم، يأتون إلي في المطاعم ويقولون، ’شكرًا لك على إنقاذنا".
ويرى الكاتب أن السياسة الإسرائيلية تمر بمرحلة غريبة. فبينيت هو رئيس الوزراء، ويقوم بمهامه بصورة أفضل مما كان يتوقعه الكثير من الإسرائيليين، حيث مرر الميزانية ويطرح اللقاحات المعززة ويسافر حول العالم.
لكن الكاتب يستدرك قائلا إن بينيت على الرغم مما سبق ليس مسيطرا على حكومته، فحزبه واحد من أصغر أحزاب الائتلاف الحاكم المكون من ثمانية أحزاب.
ويضيف أن استطلاعا حديثا للرأي كشف أن 25 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أنه رئيس وزراء أفضل من نتنياهو، بينما فضل 45 في المائة نتنياهو.
ويرى الكاتب أن شعبية نتنياهو المستمرة ليست كافية، وقد أظهر كل استطلاع في الأشهر الستة الماضية أن الأغلبية ستصوت للأحزاب التي ترفض دعم رئيس الوزراء السابق.
ويضيف الكاتب أن ذلك قد يتغير في المستقبل، لكن الأغلبية الصغيرة الثابتة المناهضة لنتنياهو تبرهن على أنها مستقرة بشكل ملحوظ، سواء في الحكومة أو في استطلاعات الرأي.