• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

"المونيتور": خطة ضم نتنياهو تحوّلت إلى إخفاقٍ ذريع


الضم لا يعتمد فقط على ترامب. حتى لو جدد الرئيس الأميركي الضوء الأخضر للخطوة التي قدّمها كجزء من خطته لسلامٍ إسرائيلي - فلسطيني، فإن نتنياهو يواجه مجموعة من العقبات الأخرى التي تحول دون تحقيق حلمه. وفيما يلي ترجمة المقال الكامل في موقع "المونيتور" الاميركي.

 

قال مسؤول أمني صهيوني رفيع المستوى لموقع "المونيتور" الاميركي، شريطة عدم الكشف عن هويته: "الآن، أضعُ فرص الضم الإسرائيلي لأي جزء من الضفة الغربية في مستوى منخفض إلى معدوم. هناك الكثير من الشروط والظروف التي يجب أن تحدث وتنضج قبل أن يحدث ذلك".

وأضاف أن "الشرط الأول هو الضوء الأخضر من واشنطن، والذي لا يلوح في الأفق حالياً.. يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقد الاهتمام بالقضية التي روّج لها بحماس شديد في كانون الثاني/يناير، على الرغم من أنه لم يقل الكلمة الأخيرة بعد".

وتابع المسؤول الصهيوني الكبير: "في غضون أسابيع قليلة، قد يتم إقناع ترامب بأن ما يحتاجه من أجل تقويض تقدّم الديمقراطيين هو المزيد من دعم الناخبين الإنجيليين، ومن ثم قد يستأنف فجأة الحدث بالكامل. في الوقت الحالي، لا نعتقد أن استئناف خطوة الضم سيحدث".

وتابع "إن الضم مع ذلك لا يعتمد فقط على ترامب. حتى لو جدد الرئيس الأميركي الضوء الأخضر للخطوة التي قدّمها كجزء من خطته لسلامٍ إسرائيلي - فلسطيني، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه مجموعة من العقبات الأخرى التي تحول دون تحقيق حلمه وإرثه المأمول. بعضها مصنوع في المنزل".

المصدر الدبلوماسي قال لـ "المونيتور"، "لقد تسببت أزمة فيروس كورونا في تعديل سطح السفينة بالكامل. الاهتمام العام بالضم - الذي كان منخفضاً في البداية - قد تضاءل أكثر ولا يمكن إزعاج أحد به الآن. الناس يركّزون على محاولة كسب العيش وتجنب الانهيار الاقتصادي. نادراً ما كان الإسرائيليون غير مهتمين بأشياء أخرى وركّزوا بشكل كامل على الاقتصاد، ونتنياهو يعرف ذلك".

وأشار إلى أن "الضم ستترتب عليه نفقات اقتصادية في وقت يتزايد فيه عجز الموازنة بشكل كبير ولا يُظهر أي مؤشر على الاستقرار. ومع ذلك، فإن الاعتبار المهيمن - كما هو الحال عادة مع نتنياهو - يتعلق بمكانته السياسية. إذا قرر المضي قدماً في انتخابات جديدة في الأسابيع المقبلة، فقد يقتنع بأن الضم من شأنه أن ينشّط قاعدته بين المستوطنين واليمين السياسي الأيديولوجي ويوقف نزفه المستمر في استطلاعات الرأي الأخيرة. إذا نجح هذا السيناريو، فسوف يأخذ إجازة من التعامل مع أزمة فايروس كورونا ويجدد دفعة الضم".

بالإضافة إلى الاعتبارات الهامة السابقة، يجب على نتنياهو أن يأخذ في الاعتبار التهديدات الأمنية الناتجة عن خطته للضم. رئيسا جهازين أمنيين - قائد أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أفيف كوخافي ومدير الشاباك نداف أرغمان – قدّما إليه تحذيرات استراتيجية. في حين لم يجادل أي منهما في أن الضم سيؤدي إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد إسرائيل، قدّم كلاهما تقديراتٍ استخبارية تشير إلى احتمال كبير للعنف على جبهة غزة أو في الضفة الغربية، أو كليهما.

مصدر أمني صهيوني رفيع المستوى قال لـ "المونيتور"، شريطة إبقاء اسمه طي الكتمان: "حتى اندلاع عنف محلي في الوضع الحالي يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي ستبلغ ذروتها في جولة أخرى من القتال العنيف وانتفاضة جديدة. نتنياهو يعرف هذا ويفهم أن آخر شيء يحتاجه الآن - مع انهيار إسرائيل في هوّة غير مسبوقة في الميزانية - هو استدعاء قوات احتياط والتعامل مع انتفاضة".

ولفت إلى أن "احتمال حدوث حريق كهذا بين إسرائيل والفلسطينيين يعتمد أيضاً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. في محاولة لمنع الضم، أعلن عباس في أيار/مايو عن قطيعة كاملة مع إسرائيل، وللتغيير، مضى فيها. حتى الآن، لا توجد اتصالات رسمية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتنسيق الأمني بين الطرفين تم تعليقه بالكامل باستثناء بعض الاتصالات ذات المستوى المنخفض، والفلسطينيون يرفضون قبول عائدات الضرائب والجمارك التي تجمعها إسرائيل لهم. ونتيجة لذلك، تواجه السلطة الفلسطينية صعوبة في دفع رواتب عشرات الآلاف من موظفيها. كما تم تجميد تعاون السلطة الفلسطينية في مكافحة فايروس كورونا مع إسرائيل، حتى مع تجدد تفشّيه في الأراضي الفلسطينية.

المصدر العسكري قال إنه "في ظل هذا الوضع، قد يفقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السيطرة، مما يقوّض قدرته على تنظيم الاحتجاجات المناهضة للضمّ إذا ما مضت إسرائيل فيه قدماً". تمّ تخفيض رواتب قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إلى النصف في ضوء النقص في الميزانية، بينما تستمر قوة التنظيم، الجناح المسلح لحركة فتح، في النمو.

وأضاف: "من حيث المبدأ، عباس غير معني بانتفاضة ولا يريد حقاً أن يسلّم إسرائيل مفاتيح السلطة الفلسطينية"، في إشارة إلى التهديدات المتكررة من عباس بالتراجع وترك إسرائيل تدير شؤون أكثر من مليوني فلسطيني. "لكن لأنه يضعف، يمكن أن ينقلب الاحتجاج العام ضده، وقد يجد نفسه يواجه موجة من العنف، والتي لن يتمكن من السيطرة عليها أو الالتفاف عليها".

واستطرد أنه "وبالنظر إلى هذه الحالة الراهنة، مع عدم وجود ضوء أخضر أميركي للضم، فإن الاقتصاد يسير نحو ركودٍ غير مسبوق، والبطالة التي ارتفعت بين عشية وضحاها إلى حوالي 20٪، وموجة من الإفلاس وإغلاق الأعمال، وهبوط عامودي في شعبية نتنياهو، من غير المرجح أن يشرع رئيس الوزراء بأي نوع من الضم. التحذيرات من عنف، والمعارضة المستمرة من قبل الشريك "أزرق أبيض" في حكومة نتنياهو، والتكلفة التي قد تضطر إسرائيل لدفعها على صعيد علاقاتها مع أوروبا ومع المسؤولين المعتدلين والحلفاء العرب غير الرسميين، كلها تجادل ضد احتمال مثل هذا الإجراء المثير للجدل".

واستنتج المسؤول العسكري أنه "كل هذه الاعتبارات تؤدي إلى استنتاج واحد: "صفقة القرن" خاصة ترامب، والتي تتضمن الموافقة على الضم الإسرائيلي لما يصل إلى 30٪ من الضفة الغربية، يمكن أن ينتهي بها المطاف إلى أن تصبح "إخفاق القرن"، الذي وُلد بخطيئة ويموت بعذاب بعد وقت قصير من مجيئه إلى هذا العالم. الخبر السار لنتنياهو هو أن اللا-حدث بأكمله، الذي أحدث عناوين صاخبة لعدة أشهر وشغل جدول الأعمال العام، قد تم دفعه إلى الهوامش نظراً للمشكلات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها، وأهمها الصحة والنتائج الاقتصادية لوباء كورونا. عليه الآن أن يقرر ما إذا كان سيصعّد التوترات أكثر بشأن الميزانية مع شريكه في الحكومة، حزب "أزرق أبيض"، واستخدام الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأنها كذريعة لتفكيك الشراكة والدعوة إلى انتخابات جديدة، حتى مع تهافت الاقتصاد الذي كان مزدهراً ذات مرة إلى حالة من الفوضى في وقت الذروة على شاشات التلفزة".

وختم قائلاً: "كما هو الحال دائماً مع نتنياهو، تأتي جميع هذه التقييمات مع التحذير من أنه من السابق لأوانه دفن أعظم ساحر في السياسة الإسرائيلية على الإطلاق، لكن ليس من الجيد أيضاً الحلول مكانه".