ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمدة 50 دقيقة يوم أمس الخميس، فيما وصفه مسؤول أميركي كبير بأنها مكالمة هاتفية "جادة وموضوعية" تحدد معايير المحادثات الأمنية عالية المخاطر في أوروبا الشهر المقبل.
وقال الموقع إن المكالمة الهاتفية بين بايدن وبوتين تمهد الطريق للمحادثات الأمنية بين الولايات المتحدة وروسيا في 10 كانون الثاني / يناير المقبل، تليها اجتماعات لمجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في 12 كانون الثاني / يناير ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 13 كانون الثاني.
وتأتي المحادثات في الوقت الذي طالب فيه بوتين الولايات المتحدة وحلف الأطلسي بتقديم ضمانات قانونية تستبعد توسع الحلف شرقاً وتستبعد التعاون العسكري مع دول الاتحاد السوفياتي السابق، بما في ذلك أوكرانيا.
وفي حديثه إلى بوتين من منزله في ديلاوير، "وضع بايدن طريقين سيعتمدان فعلاً على تصرفات روسيا في الفترة المقبلة"، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية أطلع المراسلين بشرط عدم الكشف عن هويته.
وقال المسؤول إن أحدهما هو "مسار دبلوماسي" يؤدي إلى وقف التصعيد، بينما المسار الآخر "مسار يركز بشكل أكبر على الردع"، بما في ذلك العقوبات الكبيرة وزيادة نشاط حلف الناتو في الدول الأعضاء الشرقية، إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وأوضح المسؤول: "أقر الزعيمان أنه من المحتمل أن تكون هناك مجالات يمكننا فيها إحراز تقدم ملموس، وكذلك المجالات التي قد يكون الاتفاق فيها مستحيلاً. ستحدد المحادثات المقبلة بدقة أكبر ملامح كل فئة من هذه الفئات".
على الجانب الآخر، قال الكرملين في قراءته الخاصة للمحادثة الهاتفية إن بوتين "راضٍ" عن المحادثة "البناءة"، لكنه حذر بايدن من أن العقوبات الكبرى ستكون "خطأً فادحاً" قد يؤدي إلى انهيار كامل في العلاقات.
وقال الكرملين: "أكد رئيسنا أنه في هذا الوضع الصعب نوعاً ما، سوف نتصرف بالطريقة التي ستتصرف بها الولايات المتحدة إذا تم نشر أسلحة هجومية بالقرب من الحدود الأميركية".
وأكد الكرملين أن بوتين يسعى للحصول على ضمانات "ملموسة" لأمن روسيا في المحادثات المقبلة وأن نجاح هذه المفاوضات قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات الأميركية الروسية.
وقال المسؤول الأميركي البارز إن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع الحلفاء الأوروبيين قبل محادثات الشهر المقبل، مؤكداً أنه لن يتم اتخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا من دون وجود أوكرانيا على الطاولة.
من جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن أخبار المكالمة، التي طلبها بوتين، أثار تكهنات حول ما إذا كان بوتين يحاول تهدئة الموقف إلى حد كبير، أو ما إذا كان يسعى للحصول على استجابة لسلسلة من المطالب التي، إذا تُركت من دون تحقيق، يكون قد قدمت له ذريعة للقيام بعمل عسكري في أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أن من المرجح أن بوتين يريد أن يدفع بايدن إلى معاهدة مقترحة تطالب فيها موسكو بضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف الناتو أبداً وأن التحالف لن يضع أسلحة هجومية في دول الاتحاد السوفياتي السابق.
بدوره، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين هاتفياً مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي ومع نظرائه البريطانيين والفرنسيين والألمان، في محاولة لتوضيح أن الولايات المتحدة لن تتفاوض على خريطة أوروبية جديدة مع الروس.
يقول مسؤولون استخباراتيون من عدة دول غربية إنه لم يجرِ انسحاب كبير للقوات أو المعدات الروسية من الحدود، وأن الهجمات الإلكترونية منخفضة المستوى - التي يبدو أن العديد منها تهدف إلى اختراق البنية التحتية الأوكرانية - مستمرة.
وعلى الرغم من أن الحكومة الأوكرانية تحدد الملاجئ وتوفر إرشادات حول كيفية لصق النوافذ بالشريط في حالة وقوع هجوم، فإن الناس في كييف، عاصمة البلاد، يبدون غير مبالين إلى حد كبير.