• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
مقالات مترجمة

"الغارديان": التهديد للديمقراطية الأمريكية يكبر


خصصت صحيفة "الغارديان" البريطانية افتتاحيتها للذكرى السنوية الأولى لاقتحام مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول.

ورأت الصحيفة أنه "قد يكون التهديد للديمقراطية الأمريكية اليوم أكبر مما كان عليه عندما اجتاحت العصابات المتمردة مبنى الكابيتول الأمريكي قبل عام واحد، في محاولة لمنع الانتقال السلمي للسلطة بعد انتخابات حرة ونزيهة".

وأضافت "جو بايدن مستكين في البيت الأبيض ومع مرور الوقت، تلاشت صدمة هجومهم المميت. ولكن إذا بدا الخطر أقل إلحاحا، ليس من الضروري أن تكون معالجته أقل إلحاحا".

واعتبرت أنه فيما "سُجن مثيرو الشغب، حتى الآن لم يتم رفع أي قضية ضد من شجعهم وحرضهم. وعاد ترامب نفسه للظهور من جديد، وبقبضة على حزبه كأنها ذات طابع ديني ليخطط هو حلفاؤه للانتخابات النصفية هذا العام وانتخابات عام 2024. وتعمل المجالس التشريعية في الولايات على بناء آلة لسرقة الانتخابات. باختصار: 6 يناير/ كانون الثاني لم يكن نهاية بل بداية".

ونقلت افتتاحية الصحيفة البريطانية بعض تحذيرات علماء السياسة الأمريكيين، حيث يقول أحدهم إن الولايات المتحدة "أقرب إلى الحرب الأهلية أكثر مما يود أي منا تصديقه". ويحذر آخر من أن "متمردي 6 يناير ليسوا جزءا من مجموعة هامشية بل حركة سياسية جماهيرية جديدة في جوهرها العنف".

وقالت إن آخرين "يتوقعون الانزلاق إلى النظام الاستبدادي التنافسي على النمط المجري حيث تظل زخارف الانتخابات قائمة، لكنها مزورة لدرجة أن الديمقراطيين لا يستطيعون الفوز".

وأضافت الغارديان "في مواجهة جمهور رفضهم، رسخ الجمهوريون بالفعل ميزتهم في الهيئة الانتخابية ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا. ومع ذلك، فإن الجمهوريين هم من يزعمون أن النظام يغشهم. أصبحت شريحة واسعة من السكان الآن منفصلة عن كل من الواقع السياسي والمثل السياسية - معتقدين أن انتخابات 2020 مسروقة، والاعتقاد بأن القوة هي رد مقبول".

وتابعت بالقول "أصبحت الحقائق البديلة من المعتقدات السائدة: وفقا لاستطلاع حديث، يعتقد 68٪ من الأمريكيين أنه لا يوجد دليل على وجود تزوير انتخابي على نطاق واسع في عام 2020 - لكن 62٪ من الجمهوريين لا يوافقون على ذلك. بينما يعتقد 60٪ من الأمريكيين أن ترامب يتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية لاقتحام مبنى الكابيتول، ويقول 72٪ من الجمهوريين إنه يتحمل بعضا منها أو لا شيء على الإطلاق. ووجد استطلاع آخر أن 9٪ من الأمريكيين يعتقدون أن استخدام القوة له ما يبرره لإعادة دونالد ترامب إلى الرئاسة".

وقالت إن "الجمهوريين الذين حاولوا كبح جماح ترامب في 6 يناير، أو انتقدوه علنا بعد ذلك، عادوا إلى الصف منذ فترة طويلة. بعد 12 شهرا أعادوا كتابة التاريخ. إن عداءهم لتحقيقات اللجنة المختارة، واندفاعهم لتقديم تقرير قبل الانتخابات النصفية لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني خشية إغلاقه بعد ذلك، هو محاولة أخرى لإسكات الحقيقة".

وأضافت "استمرت موجة المد والجزر في العام الماضي من قيود التصويت على مستوى الولاية، وتزداد أعمال التخريب الانتخابية، حيث منح الجمهوريون المجالس التشريعية السيطرة على فرز الأصوات واستبدال المسؤولين غير الحزبيين بأولئك المؤيدين لترامب. في مواجهتهم تتراوح الجهود الثابتة والملتزمة التي يبذلها النشطاء والسياسيون والناخبون العاديون للدفاع عن حقوقهم وحماية مؤسساتهم الديمقراطية".

وتوقعت الصحيفة أن "يزداد العنف السياسي في المستقبل، لأسباب ليس أقلها إن النخبة في الحزب الجمهوري ساعدت في إضفاء الشرعية عليه. كبار الجمهوريين لم يكتفوا بالتصالح مع ترامب وتكتيكاته فحسب، بل تبنوها. في المرة المقبلة، قد تحظى هذه الجهود بدعم من داخل الخدمات.

وختمت "قد يكون التهديد الأعمق هو أن القوة لن تكون مطلوبة. قد يكون تفكيك الديمقراطية الأمريكية غير دموي: أكثر هدوءا، وأكثر تعقيدا، وأكثر سخرية - ومع ذلك فهو مدمر لها".