قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن قوات المظليين الروس نزلت إلى أكبر مدينة في كازاخستان يوم أمس الخميس للمساعدة في "قمع أكبر انتفاضة في تاريخ الجمهورية السوفيتية السابقة - مع تداعيات استراتيجية محتملة على خطط روسيا في أوكرانيا"، بحسب زعمه.
وأشار الموقع إلى أن أهمية ذلك تعود إلى أن التدخل الجماعي الأول من قبل "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" بقيادة موسكو (CSTO) قد يؤثر على التركيز الاستراتيجي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوائل عام 2022، عندما كان من المتوقع أن تصل التهديدات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا إلى نقطة مفصلية.
وقد تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المسلحين في كازاخستان الخميس، حيث وصل 2500 جندي أولي من أرمينيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان في عملية "محدودة" لاستعادة السلام.
وأوضح "اكسيوس" أن ذلك يأتي في وقت تقترب فيه المحادثات الأمنية رفيعة المستوى بين مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا التي من المقرر أن تبدأ في الاثنين المقبل في 10 كانون الثاني / يناير في جنيف، يليه اجتماع لمجلس حلف الأطلسي وروسيا في 12 كانون الثاني / يناير واجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 13 كانون الثاني / يناير الجاري.
وقال الموقع إن أهداف بوتين تتمثل إما في انتزاع التنازلات بشأن توسع حلف الأطلسي (الناتو) شرقاً، أو احتمال غزو أوكرانيا وعكس مسار انحرافها نحو الغرب بالقوة.
يقول الخبراء إن نشر روسيا المحدود لقوات في كازاخستان من غير المرجح أن يؤثر على التخطيط العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، حيث من المتوقع أن تحافظ موسكو على قوة قوية خلال مفاوضات الأسبوع المقبل.
ونقل الموقع عن ماكس بيرغمان، خبير الأمن الأوروبي في مركز التقدم الأميركي، قوله إنها قضية قدرة تحكم استراتيجية، وليست لوجستية.
وأضاف "أكسيوس" أن الأزمة السياسية والأمنية المستمرة في كازاخستان - أكبر حليف عسكري لروسيا، وأكبر اقتصاد في آسيا الوسطى، ودولة "عازلة" استراتيجية في المنطقة - ستتطلب اهتمامًا كبيرًا من الكرملين. من هنا، فإن غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا، والذي سيكون مستهلكًا للقدرات بالكامل وسيؤدي إلى رد اقتصادي هائل من الغرب، قد يكون أكثر من اللازم بالنسبة لبوتين.
وقال ديمتري ترينين، مدير مركز كارنيغي في موسكو: "بالنسبة لروسيا، هذه مهمة حساسة للغاية. لقد تدخلت روسيا بشكل أساسي في أزمة داخلية في دولة مجاورة رئيسية حيث لا يرحب الناس بالتدخل الأجنبي وحيث لا يرى سكان روسيا، بمعدل 2 إلى 1، ضرورة للتدخل عسكريًا".
لكن قد يمثل تدخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، إذا نجح، فرصة لبوتين لإظهار القوة واستعادة النفوذ الروسي على جارة لها أيضًا علاقات مع الصين. وكما هو الحال في بيلاروسيا، حيث أصبح الرئيس المحاصر ألكسندر لوكاشينكو يعتمد كليًا على موسكو، يمكن لبوتين "تحويل الأزمة إلى فرصة"، كما قال ترينين لـ "أكسيوس".
خلاصة القول: بعد كل ما قيل، فإن عدم الاستقرار على عتبة بابه هو آخر شيء يحتاجه بوتين قبل مفاوضات الأسبوع المقبل، ختم الموقع الأميركي.