• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
إصدارات الأعضاء

أمريكا و(بيل مينر) وسرقة النفط السوري؟!


يعتبر (بيل مينر) من اشهر لصوص العالم، وكان يصرف قيمة مسروقاته على ملذاته الشخصية في قاعات الرقص والشرب دون أي اعتبار لآلام وعذابات المسروقين!، ومع الزمن تحول إلى (قاطع طريق) يسرق كل شيء، وكان يسوق لنفسه شعارات تدعو إلى الإنسانية فكان يقول دائما كلاما معسولا وخاصة جملته المعروفة بعد كل سطو (ارفع يدك للأعلى وعندها لن يتأذى أحد)!، ما أبشع ارتكاب الجريمة مع ادعاء العفة!، كم يشبه هذا سطو الإدارة الامريكية على النفط السوري وممارستها الإرهاب الاقتصادي من (عقوبات وحصار) جائرين مفروضين من طرف واحد على شعب أقدم حضارة في العالم، مما سبب تراجع في الموارد وضيق في العيش وخاصة المحروقات  في هذا الشتاء البارد!، إنها جريمة لا توصف ويشمئز منها الإحساس والضمير البشري، ومع استمرار الثروات السورية من قبل الإدارة الامريكية وعصاباتها وعملائها فإنها تخطط لزيادة الأعباء الاقتصادية والمعيشية على سورية التي تنوب عن العالم بأكمله في مواجهة الإرهاب.

وتؤكد الوقائع انه بتاريخ 9/1/2022 قامت القوات الامريكية مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) بتركيب مصفاة تكرير للنفط بطاقة يومية تزيد عن /3000/ برميل يوميا وبما يعادل حوالي /100/ ألف برميل شهريا في منطقة حقول (الرميلان) في محافظة الحسكة شرق سورية والتي تعتبر من اغنى المناطق السورية أي انها سرقة (ممنهجة) ويباع النفط المسروق  في السوق العالمية عن طريق ممثل شركة (Delta Crescent Energy)، وقد بدأت هذه الشركة بالتسيق مع (قسد) منذ سنة /2020/ بالسطو على الثروة السورية بشكل عام وعلى النفط بشكل خاص وبإشراف مباشر من قبل ممثل قسد (مظلوم عبدة) وهو فرخ أمريكا المدلل والرئيس المشارك لمجلس سورية الديمقراطية (مسد) السيدة (إلهام أحمد) والتي فوضت رجل الاعمال الصهيوني (موتي كاهانا) الناشط في المنظمات الصهيونية العالمية وخاصة (أيباك) وتتكرر زياراته للجزيرة السورية وعن طريق تركيا، وطلبت منه بأن يمثل مجلس (مسد) في كل الاجتماعات المتعلقة ببيع النفط المسروق مع الشركة المذكورة التي تعتبر من اكثر الشركات الامريكية في المخالفات القانونية والمالية، وبدأت بسرقة النفط من شهر تشرين الثاني سنة /2020/ وقد وصلت كمية النفط المسروقة في شهر شباط سنة /2021 إلى /60/ ألف برميل يوميا.

والان تؤسس مصفاة لاستمرار أعمال السطو، وتعتبر حقول الرميلان وتوابعها من أشهر الحقول النفطية السورية وتسيطر عليها قوات قسد المدعومة أمريكيا ، وكانت  تنتج تقريبا بحدود /100/ ألف برميل قبل الحرب على سورية تشكل من إنتاج سورية البالغ /385/ ألف برميل نسبة بحدود /26%/، وسياسة بايدن الحالية هي استمرار لسيادة سلفه ترامب، وهذا يؤكد أنه لا فرق بين الحزبين في آلية استغلال الشعوب وخلافاتهما هي على قضايا أمريكية داخلية فقط، ولكن يبقى السؤال هو لماذا هذا الاجراء الأمريكي الان؟!،أنا أعتقد أنها تأتي ضمن السياق الطبيعي لخطط المحتلين (الأمريكي والتركي) و (عصاباتهما من  قسد وداعش)، وعلاقاتهما هي علاقة (الأصيل بالوكيل)، وقد ظهرت بعض معالم هذه الجريمة منذ اجتماع اللجنة الدس، ومن خلال عدد من المؤشرات ومنها مثلا (زيادة حدة الحقد الأمريكي على سورية مع كل نجاح تحققه الدولة السوريّة  وخاصة عودة العلاقات بين سورية وعدد من الدول العربية والأجنبية - زيادة النبرة الروسية المنتقدة لإجراءات المعارضات السورية المنبطحة في الاحضان الامريكية والتركية والصهيونية  - وقوف أمريكا والمعارضات  ضد تسوية الأوضاع للكثير من السوريين أو التقارب العربي من سورية وعودة العلاقات الطبيعية بين سورية والكثير من دول العالم ...الخ].

ولكن أن تصل درجة الحقد والاستغلال إلى ان ترسل (مصفاة تكرير للنفط المسروق) إلى عملائها وعصاباتها فهذا أمر مخالف لكل قوانين الشرعية الدولية ويتم هذا بالتوازي مع سرقة عشرات الصهاريج المحملة بالنفط ونقلها إلى الأراضي العراقية وهو استخدام لمنطق القوة الامريكي  بدلا من قوة المنطق الدولية!، وقد عبرّ عن ذلك الكثير من الباحثين الأمريكيين  ومنهم السيد (بروس ريديل) مستشار في الامن القومي الأمريكي سابقا والان يعمل باحث في معهد (بروك نجر) ردا على تصريح ترامب حول النفط السوري بأن  [هذه الخطوة ليست مجرد خطوة قانونية مريبة، بل إنها ترسل كذلك رسالة إلى المنطقة بأسرها والعالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط]، وأتى بايدن ليستمر في هذه العقلية الاستعمارية المقيتة، وهذا يؤكد ان أمريكا لن تخرج من المنطقة إلا بمنطق القوة والاجبار، ومن أتفهم موقف (واشنطن) في ترسيخ حالة (اللا سلم واللا حرب) كدعم لعصاباتها الإرهابية واستمرارها للنهب ولن تخرج إلا بفعل القوة وهي لا تفهم إلا لغة القوة وتاريخ أمريكا يشهد على ذلك ويبدو ان مسيرة متجذرة في السياسة الامريكية.