التناقض في التصريحات والتقاطع في المصالح واللقاءات الغير مرئية وراء الكواليس وكثرتها والرسائل المشفرة للتغريدات توتر الشارع وهو بانتظار الجلسة الاولى للبرلمان على امل ان تكون قيادات الكتل السياسية قد حسمت امرها باتجاه تشكيل الحكومة. تابعنا التصريحات الاعلامية للأحزاب المشاركة في العملية السياسية وزيارتها الى بغداد وسجلنا تناقضا واضحا وتغيرا في المواقف ولا نعرف فيما إذا كانت للاستهلاك الاعلامي او التمويه او بغرض الضغط لكسب المزيد من الوقت او تحقيق مكاسب معينة.
في الوقت الذي لازال فيه السيد مقتدى الصدر مصرا على الاغلبية السياسية بينما تدعو الغالبية من الكتل السياسية ومنها الإطار التنسيقي للتوافق والمشاركة في ادارة الدولة. في البيت الشيعي التقى الإطار التنسيقي مع التيار الصدري ولم يتوصل الى توافق بسبب الشروط التي وضعها السيد مقتدى الصدر.
ويطالعنا تصريحا اخر سيتم حلحلت الامور وندعو التيار الصدري الانضمام للإطار التنسيقي لتشكيل الكتلة الاكبر في اول جلسة للبرلمان. التيار الصدري يكثف لقاءاته مع الحزب الكردستاني الديمقراطي والتصريحات المتبادلة بينهما تؤكد وجود تفاهم ونقاط مشتركة لاستحقاقات المرحلة القادمة وكذلك زيارات وفد التيار للبيت السني.
اللقاءات مستمرة بين تقدم وعزم والخنجر يصر على ترشيح أحد نوابه لرئاسة البرلمان بينما يرفض التجديد للحلبوسي. تفاهمات بين عزم وتقدم واحتمال اعادة منح الثقة للحلبوسي، والعبيدي يتنازل للمشهداني لرئاسة البرلمان، والوفد الكردي يلتقي عزم وتقدم لبلورة المواقف والتأكيدات على استحقاقات المرحلة القادمة. البيت الكردي (الديمقراطي والاتحاد الوطني) يختلف على ترشيح رئاسة الجمهورية لكنه متفق في التفاوض مع بغداد للحصول على مكاسب لصالح الاقليم.
تغريدة للسيد الصدر مشفرة يوحي فيها الى عناوين عزم وتقدم والديمقراطي بين قوسين، ودول الجوار تراقب وتتدخل من بعيد وقريب للتأثير في المواقف وتقريب وجهات النظر.
نعتقد ان اي من الكتلتين السنية والكردية لا يمكنها ان تأتلف مع جزء من البيت الشيعي (التيار الصدري او الاطار التنسيقي) وتفضل التفاهم معهما ككتلة واحدة وانهما لا يجازفان بالانحياز لتشكيل الكتلة الاكبر مع اي منهما لان العملية السياسية ستتصدع وتواجه تحديات كبيرة اولها تحريك الشارع وعرقلة مسيرة الحكومة القادمة.
تظل السياسة فن اللاثبات، وننتظر ما يتمخَّض عنه يومَي السبت والأحد من متغيرات حاسمة.