• اخر تحديث : 2024-07-03 03:33

"معهد بحوث الامن القومي يوازي بين ثلاث تحديات: إيران، والمسألة الفلسطينية والساحة الداخلية ويوصي بالتصدي لها بالتوازي ".

تفتقر دولة اسرائيل لمفهوم استراتيجي شامل ثابت وبعيد الرؤية حيال سلسلة التحديات التي تقف امامها من النووي في إيران حتى التهديدات من الداخل.  هكذا يدعي باحثو معهد بحوث الامن القومي في التقرير السنوي حول وضع الدولة الاستراتيجي الذي رفع منذ ايام الى رئيس الدولة اسحق هرتسوغ.

مثلما في كل سنة، هذه المرة ايضًا يشير اعضاء المعهد إلى أنه في مركز التحديات لإسرائيل إيران تقف التي تواصل سعيها الى حافة النووي، وتحت تصرفها حسب باحثي المعهد كل القدرات اللازمة للانطلاق نحو قنبلة نووية في مدى زمني لأسابيع. والى جانب النووي ستواصل إيران جهودها لبناء قدرات عسكرية مجاورة للحدود مع اسرائيل من خلال تفعيل قوات تعمل تحت رعايتها وتسليحها بالصواريخ، المقذوفات الصاروخية، الادوات الطائرة غير المأهولة والنار الدقيقة.

لكن رغم التهديدات من إيران يعتقد الباحثون انه بخلاف سلم التهديدات الذي عرضه المعهد في السنوات الاخيرة فان التهديدات المركزية الثلاثة: النووي الايراني، الساحة الفلسطينية والساحة الداخلية في اسرائيل، توجد في مستوى خطورة مشابه. وبالتالي فان التحدي المركزي لدولة اسرائيل ومؤسسات الحكم هو التصدي للتحديات بالتوازي.

في الساحة الفلسطينية، كما يعتقد المعهد فان هذه ليست ساحة ثانوية يمكن احتواءها بخدع عابثة تتمثل بتقليص النزاع. فغياب حل في الافق للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني حسب التقرير هو تهديد خطير على هوية اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وعلى مكانتها في الساحة الدولية.

وفقا لموقف المعهد الذي يترأسه البروفيسور مانويل تريختنبرغ وبين باحثيه شخصيات مركزية عنيت بأمن الدولة في السنوات الاخيرة مثل رئيس الاركان السابق غادي آيزنكون ورئيس هيئة الامن القومي المنصرف مئير بن شباط، وشخصيات بارزة اخرى من الاكاديميا، فان الوضع الامني في يهودا والسامرة يقف على حافة الغليان وذلك على خلفية مشكلة الحوكمة وضعف مكانة السلطة الفلسطينية على الأرض.

السلطة من شأنها ان تصل حتى الى وضع انعدام الاداء. وفي المعهد يقدرون بان هذا ميل من المتوقع أن يحتدم في السنة القريبة القادمة، بحيث أن اجزاء في المجتمع الاسرائيلي واساسا الجيل الشاب تدفع الى الامام بفكرة الدولة الواحدة. في المجال الدولي يقلق الباحثون النقد اللاذع المتعاظم تجاه اسرائيل، بينما يصعب على الولايات ا لمتحدة تحت إدارة بايدن حماية المصالح الإسرائيلية.

في هذا الواقع يعتقد المعهد انه يبرز الخطر لإجراءات قضائية ضد اسرائيل وتعريفها كدولة أبرتهايد.

الى جانب الساحة الفلسطينية يشدد الباحثون بشكل خاص على التهديدات في الساحة الداخلية: الاستقطاب داخل المجتمع اليهودي، التآكل في الثقة بمؤسسات الدولة ومشاكل الحوكمة القاسية التي وجدت تعبيرها في حملة حارس الاسوار.

حيال التهديدات يشير الباحثون الى الفوارق بالجاهزية لسيناريوهات حرب متعددة الجبهات وكثيرة الاصابات بحيث أنه بالتوازي ستكون احداث عنف بين العرب واليهود واضطرابات خطيرة في المدن المختلطة.

في المعهد يشيرون الى أن هذا تهديد خطير على أمن اسرائيل يتعاظم أكثر في ضوء ضعف شرطة اسرائيل ونشوء جيوب عديمة السيطرة.

حسب التقرير، يوجد تغيير مقلق في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة ويذكر فيه ان تعلق اسرائيل بدعم الولايات المتحدة مستمر لكن المساعدة التي يمكن لواشنطن أن تقدمها لإسرائيل يتآكل بسبب الاستقطاب الداخلي في الولايات المتحدة وبسبب تركيز الاهتمام الامريكي على المشاكل الداخلية والصراع مع الصين على هذه الخلفية، يدعي المعهد بانه يقل استعداد الادارة للإنصات للمصالح والاحتياجات الاسرائيلية حيال  ايران ولكن في المسألة الفلسطينية ايضًا في توصيات المعهد كتب أن اسرائيل ملزمة بان تغير سلم الاولويات الوطني وان تركز على اعادة الحوكمة ورأب الصدوع في المجتمع  الاسرائيلي. يوصي الباحثون ببلورة استراتيجية حديثة تتلاءم والتحديات، واقامة اجهزة تخطيط وعمل مشتركة للوزارات الحكومية المختلفة.

التصدي لإيران يوصي المعهد ببلورة سياسة للتصدي لواقع اتفاق نووي وكذا لواقع بلا اتفاق في ظل اعداد خيار عسكري – مع تفضيل التنسيق مع الامريكيين – ومواصلة الاعمال حيال إيران في المعركة التي بين الحروب. وذلك بهدف منع تموضع ايراني وحلفائها قرب حدود اسرائيل.

في الساحة الفلسطينية يوصي الباحثون بالعمل على خطوات سياسية غايتها تعزيز السلطة الفلسطينية وتحسين نسيج الحياة المدني في مناطق الضفة. بالمقابل، كتب في التقرير انه يجب الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها ان تدفع الى الامام واقع الدولة الواحدة.