بعد قرار (الاتحادية) الاخير يكون المتابع للشأن السياسي العراقي قد أدرك -تماما- ان كيان السلطة يمثل (منهجا) واحدا ولا فرق بين كل التداعيات من تظاهرات تشرين وحتى القرار الاخير للمحكمة الاتحادية برد الطعون، حيث حتى لو ساح دم رئيس الجلسة وملأ قاعة المجلس فان الخطأ ستمضي حيث المخطط الاميركي الراعي (الشرعي) لكل ما جرى ويجري للعراق.
ان قرار المحكمة الاخير والذي كان متوقعا، جعل (خط المقاومة) وكل القوى الخيرة امام موقف (تاريخي) فمثلما اعدت (اميركا) كل امكانياتها وخيلائها واتباعها واموالها لإنجاح مشروعها الذي واحد من اهدافها سحق الحشد والمقاومة والقوى الوطنية الخيرة، فعلى القوى المضادة ان تقف بحزم وشجاعة وتفانٍ لإبطال هذا (المشروع)، وكلما كان موقف (الصدر) منيعا صلبا كانت الخسائر اقل والنصر أقرب.
لذا فأمام (الإطار التنسيقي) الخيارات الاتية:
1. ان يذهب فرادا مع التيار الصدري لتشكيل الكتلة الاكبر، وهذا الخيار محفوف بالمخاطر الاتية:
- ان الرقم الاكبر في عدد المقاعد سيكون خارج التشكيلة وهما (دولة القانون والعصائب) ورمزية القائدين المالكي والشيخ قيس هما الاكثر تأثيرا، لذا فان الكتل المنخرطة بالتشكيلة ستفقد جاذبية تأثيرها.
- كتلة التيار الصدري من نوع واحد ويخضعون لقرارات وتعليمات قائدهم ومن الصعب الانخراط معهم (ضعيفا) والقبول بتقلبات افكارهم كما حدث مع الحزب الشيوعي من قبل.
- الكتلة الصدرية ومسعود والحلبوسي باتوا معلومي الهوية بالانخراط مع المشروع الاميركي والـ (تطبيع) وهذا يتقاطع مع توجهات احزاب (الإطار)!
2. ان يذهب الإطار بكامله معارضا، وهذا يلزم الثوابت الاتية:
- ان تبقى كتلة (الإطار) متماسكة وعدم الخضوع للإغراءات والامتيازات.
- ان تكون لها قيادة موحدة لان العملية السياسية ستمر بمراحل ومنعطفات خطيرة وتحتاج الى وقفة وطنية.
- ان تستفيد من المنابر الاعلامية في الوقوف بوجه اي مشروع خطير يمس سيادة البلد وكرامة شعبه.
- سيعمل (الخصم) في توجيه ملفات فساد وغيرها بحق شخصيات بالإطار ولابد من التحضير ذلك.
- سيستخدم (الخصوم) الحكومة وادواتها والقضاء في افراغ الدوائر والمؤسسات المدنية والعسكرية من شخصية قريبة من احزاب الإطار وهذا يستوجب التحضير له مسبقا.
- سيمر الإطار بمرحلة من المواجهة مع (الخصوم) في بداية العمل البرلماني وعليه تحمل ذلك ثم الاجهاز على الخصم وعدم الوقوع بـ (الاستفزاز)!
- ستتم تغييرات ادارية وامنية في جميع مؤسسات الدولة، ولا بد من التهيؤ لمثل هذه المرحلة وكيفية التعامل معها.
- ان يسبق الإطار عملية الدخول كـ (معارض) بحملة لأهمية المعارضة في تقويم التجربة السياسية، باعتبار ان ثقافة المواطن العراقي معتادة على ان الجميع يدخل في تشكيل الحكومة.
- لا بد من البدء من (الان) بتنظيم أنصار الإطار وخاصة الشباب منهم في تجمعات ثقافية وفكرية وفنية ورياضية واجراء مسابقات وغيرها.
3. خيار الخروج من العملية السياسية وهذا يحتاج الى الامور الاتية:
- تهيئة الشارع بأسباب وحجج الذهاب الى هذا الخيار.
- تنظيم الشارع بالشكل الذي يكون جاهزا للتظاهر والاحتجاج.
- تشكيل (حكومة ظل) جاهزة لأي طارئ.
- التواصل مع المؤسسات الثقافية والفكرية ووسائل الاعلام والشخصيات السياسية المستقلة والشخصيات الاكاديمية.
- محاولة معرفة دقائق الامور في البرلمان والحكومة وفضح توجهاتها.
- صناعة ردة فعل قوية وخطيرة في حال المساس بالحشد الشعبي والمقاومة.
- محاولة ربط شخصيات عسكرية والتواصل السري معهم لأي طارئ.
- تقوية الجانب العسكري والتدريب والتأهيل للمقاومة خشية المساس بها.
- صناعة قوة عسكرية موازية لأي طارئ.
- الجاهزية في حال الاستفزاز لحرب اهلية –لا سمح الله-
- التحضير للانتخابات المقبلة.
- الاهتمام بوسائل الاعلام والشخصيات الاعلامية ورعايتها وحمايتها ومتابعة الظروف المالية لها.
- محاولة الاستثمار المالي لغرض تمويل الاحزاب في الاطار.
- تقوية العلاقة بالجمهورية الاسلامية باعتبار العمق للاطار وللشيعة عموما.
- عدم استعداء جهة لسبب طائفي او عرقي.
- الوقوف بوجه اي مشروع فيه مساس بسيادة وكرامة العراق.
- الاستفادة من الكوادر القانونية والفكرية وصناعة مؤسسات فكر ومشورة.
- عدم الظهور بالضعف انما التماسك الدائم وكأنما الإطار هو الدولة وليست الجهة الحاكمة التي جاءت عبر التزوير والتآمر.
مما يساعد على انجاح الخيارات اعلاه ان (الخصم) يعاني من تحديات كبيرة فلا الاوضاع لمسعود سالكة وسط معاناة الشعب بأربيل وادهوك، ولا علاقته بالسليمانية جيدة، ولا الحلبوسي مقبولا لدى اوساط المناطق الغربية الاخرى (غير الانبار) فهم يرون ان صلاح الدين ونينوى أكثر ثقافة وعراقة وشخصية من الانبار ناهيك ان اهالي الجنوب والوسط لا يرون في الحلبوسي الشخصية المناسبة للمرحلة.
اما التيار فانه يعاني من (غربة) في مجتمعه الشيعي وعدم انسجام بين القيادة والقاعدة، ناهيك عن قلق القيادة من الدخول في مصير مجهول الهوية.
في ذات الوقت فان الولايات المتحدة على غير احوالها سواء على مستوى الداخل او الخارج وامامها مواجهات ومعركة اقتصادية مع الصين وعسكرية مع روسيا، وصراع مع المقاومة في المنطقة وتراجعا في اميركا اللاتينية