• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

"واشنطن بوست": هناك حل واضح للخروج من الأزمة الأوكرانية


وصفت الكاتبة كاترينا فاندن الأزمة حول أوكرانيا بأنها تزداد خطورة وعبثية مع حشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية ومطالبتها لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بعدم ضم أوكرانيا ووقف توسعه شرقا.

وفي المقابل، تحذر الإدارة الأميركية من "حرب وشيكة"، فيما يطالبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهدوء، إذ تلحق الإنذارات الزائفة الضرر باقتصاد بلاده.

ولفتت فاندن في عمودها الأسبوعي بصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، إلى أنه بالرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفيه ( ترامب وأوباما) -إلى جانب ألمانيا وفرنسا- أوضحوا أن أوكرانيا ليست مصلحة وطنية تستحق القتال من أجلها، فإن الإدارة الأميركية ترفض إبلاغ الروس بأنها لن تفعل ما لا تعتزم القيام به، حتى مع خطر نشوب نزاع مسلح.

وترى الكاتبة أن الروس سيربحون أي صدام تقليدي ولكن بتكلفة باهظة، وسيعاني الأوكرانيون خسائر فادحة ودمارا اقتصاديا. وإذا فرضت الولايات المتحدة وأوروبا العقوبات المخطط لها فسيعاني الشعب الروسي وكذلك الفرنسيون، وعلى وجه أخص الألمان حيث توفر روسيا الكثير من إمدادات الطاقة الخاصة بهم.

وأضافت الكاتبة أنه إذا كان هناك أي مخرج من هذه الأزمة البالغة الخطورة فقد يكون الأمل الوحيد هو اتفاقية مينسك الثانية، التي أبرمت في فبراير/شباط 2015 بين روسيا وأوكرانيا بوساطة ألمانيا وفرنسا وصادق عليها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ودعت "مينسك الثانية" بشكل أساسي إلى الاعتراف بالواقع حسب القانون، وضمان أوكرانيا مستقلة تسيطر على حدودها، مع إزالة "المتطوعين" الروس، ونزع سلاح الانفصاليين وتراجع الجيش الأوكراني في دونباس.

كما وعدت بالحكم الذاتي الكامل لمنطقة دونباس الناطقة بالروسية داخل اتحاد فدرالي أوكراني لا مركزي على أن ينص على ذلك في دستور معدل.

ولكن بات واضحا أن التسوية التي تصورتها هذه الاتفاقية لم تتحقق، حيث رفضت الحكومة الأوكرانية المضي قدما في الحكم الذاتي لدونباس دون نزع سلاح الانفصاليين مسبقا، ورفض الروس سحب متطوعيهم، وطالب الانفصاليون أولا بإجراء استفتاءات وتغييرات دستورية قبل نزع السلاح. ورفضت الولايات المتحدة الضغط على أوكرانيا للمضي قدما في الاتفاق.

واعتبرت الكاتبة اتفاقية مينسك الثانية حلا وسطا وأنها على هذا النحو تتطلب خيارات صعبة من جميع الجهات. ومن الناحية المثالية ستكون الاتفاقية مصحوبة بمعاهدة بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا تضمن حيادا أوكرانيًّا، على غرار الحياد المفروض على النمسا منذ السنوات الأولى للحرب الباردة.

وأشارت إلى أنه وبعد سبع سنوات من اتفاقية مينسك الثانية، عقدت أوكرانيا وروسيا محادثات ماراثونية في باريس الأسبوع الماضي، استمرت 8 ساعات بوساطة ألمانيا وفرنسا، وستعقد جولة جديدة من "محادثات مينسك" في برلين خلال الأسبوع الثاني من فبراير/شباط الجاري.

واختتمت مقالها بأنه بينما يقف الغرب على أعتاب أسوأ مواجهة أميركية روسية منذ عقود، فربما يكون هذا هو الوقت المناسب لأن تنضم الولايات المتحدة إلى حلفائها وصولا إلى تسوية قد تؤدي إلى سلام مستقر.