• اخر تحديث : 2024-07-03 14:23
news-details
مقالات مترجمة

"لوبس": أوكرانيا وسيناريوهات الغزو.. 4 أسئلة حول وضع معقد


يشهد شرق أوكرانيا منذ يوم الخميس الماضي أعمال عنف، وسط مخاوف من هجوم روسي، ولئن كانت موسكو قد أعلنت عدة انسحابات عسكرية من المناطق القريبة من الحدود الأوكرانية ومن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا فإن الغرب لا يزال حذرا.

وحسب مجلة "لوبس" الفرنسية، فإن حوار الطرشان مستمر بين الولايات المتحدة التي لا تزال تخشى هجوما روسيا على أوكرانيا "في الأيام المقبلة" وبين روسيا التي تستبعد هذه الاتهامات رغم ما يجري من تصاعد للقصف في شرق أوكرانيا.

ولإلقاء الضوء على هذه القضية الشائكة لخصت "لوبس" ما هو معروف حتى الآن عنها في 4 أسئلة.

أولا: من هو أول من بدأ القصف؟

يتهم الجيش الأوكراني و"الانفصاليون" الموالون لروسيا بعضهم البعض مرة أخرى بالقصف المستمر في شرق البلاد، وقد أبلغت السلطات الأوكرانية عن 20 انتهاكا لوقف إطلاق النار من قبل "الانفصاليين" خلال الليل، فيما أبلغ "المتمردون" الموالون لروسيا عن 27 قصفا للجيش الأوكراني.

ويوم الخميس الماضي، تعرضت مدرسة للقصف في بلدة صغيرة تسيطر عليها الحكومة في الشرق، وكان داخل المدرسة 20 طفلا و18 شخصا بالغا.

كما أفاد مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بزيادة كبيرة في عمليات إطلاق النار في الجبهة الشرقية.

ثانيا: هل انسحبت روسيا أم أن ما جرى هو مجرد إعادة انتشار؟

لا يزال دبلوماسيون غربيون يشككون في صدق إعلان موسكو سحب بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا.

وقد تساءل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة الفائت عما إذا كانت مغادرة القوات الروسية المعلن عنها بالقرب من أوكرانيا هي في الواقع انسحابات حقيقية.

وكانت روسيا قد أعلنت السبت الفائت -كما فعلت في الأيام الأخيرة- أنها ستسحب الدبابات المنتشرة بالقرب من الحدود الأوكرانية وقاذفات القنابل في شبه جزيرة القرم.

وكرر لودريان التأكيد على أن "كل شيء ممكن اليوم، سواء التدخل المكثف للقوات الروسية على الأراضي الأوكرانية أو الحوار الدبلوماسي".

ثالثا: هل لدى واشنطن أي دليل على سيناريوهات الغزو؟

في الوقت الذي طردت فيه روسيا الرجل الثاني من سفارة الولايات المتحدة في موسكو اتخذت المواجهة بين الطرفين منعطفا شديد اللهجة في الأمم المتحدة، إذ حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -أمام مجلس الأمن- الروس على وقف السير نحو الحرب، كما كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال في وقت سابق "كل المؤشرات التي لدينا تظهر أن الروس مستعدون لدخول أوكرانيا"، معتبرا أن الهجوم ممكن "في الأيام المقبلة".

كما نشرت روسيا -وفقا للاستخبارات الأميركية- أكثر من 150 ألف جندي ومعداتهم في محيط أوكرانيا.

وقد وصف بلينكن بتفصيل دقيق ولكن دون تقديم دليل ما سماه السيناريو الكارثي المتمثل في هجوم وشيك على أوكرانيا، مشيرا إلى أن البداية ستكون بتلفيق ذريعة من شأنها أن تفتح الباب أمام موسكو بـ"إعلان وجوب الانتقام".

وسيتم بعد ذلك -حسب بلينكن- "قطع الاتصالات وتنفيذ هجمات إلكترونية تستهدف شل المؤسسات الأوكرانية الرئيسية".

وأضاف بلينكن -دون تقديم أدلة تدعم ما ذهب إليه- أنه "بعد ذلك ستتقدم الدبابات والجنود لضرب أهداف رئيسية تم تحديدها بالفعل"، بما في ذلك العاصمة الأوكرانية كييف.

وزعم المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي -في وقت سابق- أن موسكو كانت تعد شريط فيديو لهجوم أوكراني مزيف "عنيف للغاية" يظهر جثثا وممثلين يلعبون دور المعزين، ليكون بمثابة ذريعة لغزو أوكرانيا.

في المقابل، هناك احتمال لاستئناف حوار حقيقي الأسبوع المقبل خلال لقاء بين رئيسي الدبلوماسية الأميركية والروسية.

رابعا: لماذا يشرف بوتين على المناورات العسكرية بنفسه؟

نفذت روسيا السبت الفائت مناورات لقواتها الإستراتيجية تحت إشراف الرئيس فلاديمير بوتين، وذكرت أن الأمر يتعلق -على وجه الخصوص- بإطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وهي قوات الردع الإستراتيجي.

وشملت كذلك جنودا من المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية وقوات الفضاء والقوات الإستراتيجية وأسطولي بحر الشمال والبحر الأسود.

وهدف هذه المناورات -بحسب وزارة الدفاع الروسية- هو "اختبار جاهزية" القوات المشاركة و"موثوقية الأسلحة الإستراتيجية النووية وغير النووية".

والقوات "الإستراتيجية" الروسية -في تعريفها الواسع- مصممة للرد على التهديدات، بما في ذلك في حالة نشوب حرب نووية، وهي مجهزة بصواريخ عابرة للقارات وقاذفات إستراتيجية بعيدة المدى وغواصات وسفن سطحية وطيران بحري يحمل صواريخ تقليدية بعيدة المدى.