الصدام الذي حصل اليوم بين روسيا وأوكرانيا هو نتيجة القهر الذي عاناه الشعب في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك والذين رفضوا اضطهاد الطغمة الحاكمة في كييف، فطيلة أكثر من 8 سنوات يتعرضون لقصف ممنهج ومتواصل، وعمليات تفجير وقتل واغتيالات، حتى ان عدد القتلى بين المدنيين وصل الى أكثر 2600 شهيد، وعدد الجرحى ناهز الـ 6000 شخص، إضافة الى تدمير أكثر من 3000 مبنى وتدمير البنى التحتية، وبالتالي عاشت تلك المنطقة حياة غير مستقرة والفترة الأخيرة التي وصلنا اليها كان الاميركيين اوغلوا واشبعوا العصابات المتطرفة في أوكرانيا بالأسلحة وزودوها بأسلحة نوعية وبدأت الاعتداءات بمرحلة جديدة على تلك المناطق وبدأ الحديث عن ادخال اوكرانيا الى الناتو، فهنا كان لا بد لروسيا ان لا تتراجع، وقد طلب منذ ثلاث او أربعة اشهر من الاميركيين عدم ادخال أوكرانيا في الناتو لان هذا الامر اصبح يهدد الامن القومي الروسي بصورة مباشرة، والخروج من المناطق في أوروبا الشرقية التي أدخلت اليها اميركا وأوروبا صواريخها، وكل هذه المطالب رفضتها الولايات المتحدة بشدة.
ويبدو ان البيت الأبيض قد اعد العدة لما يجري اليوم لان أمورا كثيرة استجدت، وروسيا كانت تعمل على عدة محاور حيث كانت تعمل مع أوروبا بهدوء وتأن لزيادة التعاون لأنها تعلم ان هذا الامر لا ترضى عليه اميركا، ولان هناك مصالح كثيرة بين أوروبا وروسيا، وكان اخرها ما جرى من مد خط "نورث ستريم" الى المانيا بتكلفة ناهزت 13 مليار دولار، هذا الخط كان سيرسي معادلة مهمة جدا، معادلة تعاون اقتصادي كبيرة جدا بين المانيا التي تعتبر قاطرة أوروبا وروسيا، وهذا الامر اثار حنق الولايات المتحدة الأميركية وعبرت علنا وبشدة عن رفضها لمد هذا الانبوب، لكن المانيا رفضت فلم يكن للولايات المتحدة الا ان تلجأ الى ادواتها في أوكرانيا لتصعيد المواجهة ووضع الروس امام خيار لا مفر منه وهو العمل على التخلص من هذه الطغمة الحاكمة في أوكرانيا وتخليص الشعب الاوكراني منها.
قادت الولايات المتحدة حملة إعلامية وبروباغدا واسعة للتحريض على هذا الامر وحاولت روسيا تجنب ذلك وكنا نأمل ان تتجنب روسيا هذا الامر، ولكن اميركا وضعت روسيا امام خيار لا ثاني له وهو الدخول والقضاء على هذه المجمعات النازية، وبالطبع كان امام روسيا مواجهة احتمال العقوبات، وتدرك روسيا انه لن تكون هناك معارضة من اميركا وقالتها الأخيرة بانه لن تكون هناك مواجهة عسكرية، وفر كل المستشارين الاميركيين والبريطانيين وغيرهم، وزودوا الأكران بأسلحة فتاكة وقالوا لهم حاربوا حتى اخر قطرة دم ونحن سنشاهدكم وهذا الذي حصل، فقد باعوهم هذه الأسلحة التي ستدفع الخزينة والشعب الاوكراني ثمنها.
هناك عامل رئيسي أيضا وهو ان الاميركيين دفعوا الرئيس الدمية الى القول "اننا نصنع قنبلة نووية في أوكرانيا ونحن مستعدون لذلك" وهذا الامر عجل عملية الدخول الروسية، وما الذي نراه من الاستيلاء السريع على محطة تشيرنوبيل التي يمكن ان يستغلها النازيون الا دليل على هذا الامر.
اليوم نحن امام وضع مستجد هو الدخول في عملية خاصة وسريعة الى اوكرانيا، اعتقد انها لن تدوم أكثر من أسبوع حتى يتم الوصول الى نتيجة سياسية للعملية العسكرية بإسقاط الطغمة الحاكمة في كييف، وتم القضاء في اللحظات الأولى وشل كل القدرات الدفاعية ووسائط الدفاع الجوي وغيرها للجيش الاوكراني، وهناك سهولة كبيرة في التعامل مع الجيش الاوكراني فالجيش الروسي لم يقصف أي مبان مدنية او مدن، ولو كان الامر قد حصل لكانت كل وسائل الاعلام الغربية الموجودة هناك قد نشرت الكثير من هذه الفيديوهات، ولكن لحسن الحظ رغم كل التلفيقات التي تظهر في بعض الوقت لم يجري إصابة أي مدني، وروسيا إذا تقدمت الى تلك المناطق امنت منطقة كيرسون التي تقع شمال شبه جزيرة القرم، فالنازيين قطعوا المياه والحياة عن تلك المناطق.
اعتقد ان المعركة ستستمر بشكل يرغب الروس بتجنيب سقوط الكثير من الضحايا، ومع الجيش الروسي تستسلم كل الوحدات الأوكرانية وينتقل بعضهم الى الجيش الروسي وبعضهم الاخر يوقع على تعهد بعدم المشاركة في المستقبل بأعمال قتالية ويعود الى منزله، اما الذين يجري ضربهم بقوة فهم المنظمات النازية التي تقوم بمقاومة الجيش الروسي.
اول صفعة وجهتها روسيا الى حلف الناتو وادواته كانت في جورجيا، ولكن الحملة الغربية لم تتوقف بالرغم من الإشارات الروسية المتعددة التي فيها الإشارة العسكرية الواضحة بالاستعداد لأي غزو، ولكن تحركاتهم تواصلت ووصلت الى أوكرانيا والتي تعتبر في القاموس الروسي "عتبة البيت" وفي الذهن الروسي لها قيمة أساسية ومعنوية عالية لان فيها تنصرت روسيا.
بالمحصلة، حصلنا على خارطة على الشكل التالي، أوكرانيا نازية فاشية وبالمطلق في يد الإدارة الأميركية، فالرئيس الاوكراني الحالي ميخائيل زيلنسكي لا يفقه في السياسة شيئا وهو ممثل كوميدي احضره أحد كبار الاوليغارشيين الناهبين لثروات أوكرانيا وهو يهودي، فإذا ظهر لنا ان أوكرانيا اليوم تحت اليد الأميركية وتنفذ كل ما تطلبه منها الإدارات الأميركية واي موظف صغير وكبير في السفارة الأميركية، ولمصلحة الولايات المتحدة كانت لي ذراع روسيا هناك والمزيد من التشهير بها والإساءة اليها، وتحملت روسيا طيلة 30 عاما كل هذه الاهانات والتضحيات من الدولة التي تعتبر الشقية والاقرب لها.