• اخر تحديث : 2024-07-03 03:33
news-details
مقالات مترجمة

"إسرائيل اليوم": أمام أعيننا: الإمبراطورية الأمريكية تضعف


نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" مقالا تقول فيه، هناك ميل لمحاولة إيجاد تعريف مناسب لحالة العالم، أو بشكل أدق - لحالة جزء كبير منه. لكن هناك صعوبة في إيجاد صيغة مناسبة تلخص ما يحدث في كلمات معدودة. من يتابع ما يحدث في أوكرانيا لا يستطيع التغلغل لعقل بوتين وحل اللغز – إلى أين يتجه هو؟ لو اعتمدنا على تجارب روسيا وحكامها عبر الأجيال، فإن الاتجاه الذي يقود فيه بوتين قواته لا يقتصر على القيام بمهمة "خفيفة" على شكل العدو الأوكراني.

لو حكمنا على تحركاته حتى الآن، يمكن تقدير أن الرئيس بوتين سيخرج من المواجهة الحالية وهو في الجانب المنتصر: منتصر على الولايات المتحدة، بريطانيا ودول أخرى، ممن وقفت إلى جانب أوكرانيا، أي إلى جانب الأمريكيين. حتى لو ثبت خطأ هذا التقييم وانتهت المواجهة بانتصار الغرب، فلن يتعرض بوتين للإذلال أو الهزيمة. هذا هو طريق حكام روسيا، القياصرة، لأجيالهم. والقيصر الحالي يسير في طريقهم.

لا يتخلى الروس عن الأراضي. قبل ثماني سنوات بالضبط، سيطرت روسيا، تحت قيادة بوتين أيضًا، على شبه جزيرة القرم، وسبب الاحتلال، في ذلك الوقت كما هو الحال الآن: كانت أوكرانيا في ذلك الوقت واليوم تميل إلى الغرب، معادية لروسيا في الشرق. تدريجيًا استكمل الروس ضم شبه الجزيرة، وأين كانت الولايات المتحدة؟ حتى في ذلك الحين، العقوبات لم تتسبب بأي انسحاب.

أكثر من مرة، تم نشر تقديرات علمية بأن الولايات المتحدة في طريقها إلى الغرق. هناك من يقول: أن الإمبراطورية ليست ما كانت عليه من قبل. صحيح أن الأمريكيين أرسلوا قواتهم مرتين إلى القارة الأوروبية، من أجل أن ينقذوا أنفسهم من جهة أرادت أن تنتزع منهم قطعة وتخضعهم لديكتاتور. لكن الولايات المتحدة الآن على وشك التوقيع على اتفاق مع إيران، حيث يرى خبراء أنها ستسمح بتطوير قنبلة نووية ووسائل إطلاقها. وهذا حيث يستوعب العالم كلام دولة عضو في الأمم المتحدة تهدد بتدمير إسرائيل.

يجادل البعض بأن إسرائيل قد فشلت في محاولاتها لمنع توقيع الاتفاق النووية السيئ، أو في إجراء تغييرات كبيرة على بنودها. معارضو بنيامين نتنياهو يزعمون أن ذنب "الفشل" في وقف إيران يجب أن يتوقف من خلال الخطوات التي اتخذها نتنياهو. كما حذر رئيس الحكومة نفتالي بينت ومبعوثوه من التهديد الإيراني. لكن فقط المحللين المطلعين على كل شيء، كما نعلم، هم الذين سيعلموننا بالطريقة المرغوبة لكبح جنون طهران النووي. في نظر الإسرائيليين، تُظهر الولايات المتحدة ضعفًا، سواء في مواجهة العدوان الروسي أو عشية التوقيع على الاتفاق النووي القديم الجديد.

إن الانسحاب المرعب من افغانستان، التي تسيطر عليها واحدة من أكثر العناصر الاسلامية تطرفًا، لم يتم نسيانه بعد. المساحة التي تم خُلقت بسبب ضعف قوة واحدة، على الفور تم ملأها بمؤامرات قوة منافسة. ويبقى أمام إسرائيل طريق واحد، طالما أن بوتين لا ينوي المساومة: السير بين القطرات، كموقفها الرسمي، المعلن، تجاه الصراع الروسي الأوكراني. بعد كل شيء، لن يكون الأمر مستغربًا في حال لم يحرف الرئيس بوتين الطائرات المقاتلة الروسية عن مساراتها في الأجواء السورية.