• اخر تحديث : 2024-11-23 11:50
news-details
مقالات مترجمة

"نيويورك تايمز": كيف نوقف الحرب النووية؟


طرح كاتب العمود بصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية روس دوثات عددا من الأفكار لتفادي نشوب حرب نووية.

وأورد قبل ذكر الأفكار التي يقدمها، قصة ضابط روسي برتبة مقدم اسمه بيتروف ستانيسلاف في مركز القيادة الذي يراقب أقمار الإنذار المبكر فوق الولايات المتحدة. وقال إنه خلال إحدى نوباته (ستانيسلاف) بالمركز في سبتمبر/أيلول 1983 انطلقت إنذارات بأنه يبدو أن الأميركيين أطلقوا 5 صواريخ من طراز "مينيتمان" (Minuteman).

وأشار في مقال له إلى أن هذه القصة جرت في ذروة توتر الحرب الباردة، بعد أسابيع قليلة فقط من قيام الاتحاد السوفياتي بإسقاط طائرة ركاب كورية انحرفت إلى المجال الجوي السوفياتي.

وقبل دقائق فقط من توقع إصابة الصواريخ أهدافها، كان على ستانيسلاف أن يقرر ما إذا كان سيبلغ عن الهجوم في سلسلة القيادة، مما قد يؤدي إلى توجيه ضربة انتقامية روسية سريعة.

الركون للحدس والافتراضات

لكن ستانيسلاف قرر، بعد الركون لحدسه والافتراض بأن الضربة الأولى الحقيقية ستتضمن أكثر من 5 صواريخ، الإبلاغ عن أن الإنذارات كاذبة وسببها عطل جعل القمر الاصطناعي يخطئ في قراءة ضوء الشمس المنعكس على السحب باعتباره إطلاق صاروخ.

وقال الكاتب إن قصة بيتروف ستانيسلاف دفعته للتفكير في خيارات تفادي الحرب النووية، إذ يحاول الغرب الرد على حرب روسيا بأوكرانيا والترسانة النووية الروسية في الخلفية.

وقال إن على العالم أن يفكر في أن الطريق إلى حرب نووية في هذا القرن سيتميز بنوع مماثل من الحوادث الطارئة والصدف التي حدثت لستانيسلاف.

ومن الخيارات لتفادي هذه الحرب، قال: غالبا ما يكون من الأفضل تقييد نفسك بدلا من تقييد خيارات عدوك، ودفعه نحو قرار مُلح بين التصعيد والهزيمة.

القتال هنا وليس هناك

وكذلك الالتزام بـ"القتال هنا وليس هناك"، واصفا ذلك بأنه عملة المجال النووي، "لأن الهدف هو تحميل العدو مسؤولية التصعيد، والشعور بثقله المروّع"، والابتعاد دائما عن التصعيد الذي لا يمكن التنبؤ بتداعياته، والابتعاد عن الأهداف المتطرفة، التي غالبا ما تكون مفيدة في الحرب التقليدية.

هذه الأفكار، يقول الكاتب، لها آثار عديدة على الإستراتيجية الأميركية في الوقت الحالي، ومنها ضرورة الالتزام بالخطوط المرسومة مسبقا، وهذا يعني الدفاع عن أي حليف في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، ودعم أوكرانيا بالعقوبات على روسيا وبالأسلحة، ومعارضة أي إجراء قد يلزم أميركا بإطلاق الطلقة الأولى ضد الروس.

ويضيف أنه من الخطير للغاية بالنسبة للمسؤولين الأميركيين التحدث عن تغيير النظام في موسكو، كما تحدث السيناتور المتهور ليندسي غراهام، على سبيل المثال، الذي دعا لتخليص العالم من بوتين.

وحذر الكاتب من جعل العدو المسلح نوويا يعتقد أن إستراتيجيتك تتطلب نهاية نظامه (أو حياته ذاتها)، لأنك ستدفعه، مرة أخرى، نحو منطقة عدم الاختيار التي حاصرت العقيد بيتروف تقريبا.

خطورة العدو النووي الضعيف

وقال إن البعض يشير إلى أن احتمالات نشوب حرب نووية قد تكون أعلى اليوم مما كانت عليه في الحقبة السوفياتية، لأن روسيا أضعف بكثير، ولأن الاتحاد السوفياتي كانت لديه مساحة أكبر للتخلي عنها في حرب تقليدية قبل حلول هزيمة وجودية به، وهو ما قد يكون سببا وراء إعطاء الإستراتيجية الروسية الحالية الأولوية بشكل متزايد للأسلحة النووية التكتيكية في حالة التراجع عن الحرب التقليدية.

وعلق بأن هذه الحال ربما تجعل وضع أميركا أكثر خطورة، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يمنح أميركا الثقة بأنها ليست بحاجة للمجازفة النووية لهزيمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن تدرك أن الاحتواء والحروب بالوكالة ورسم الخطوط الدقيقة قد هزمت خصما سوفياتيا، خلال الحرب الباردة، هددت جيوشه بالانتشار عبر ألمانيا الغربية وفرنسا، في حين أن أميركا الآن في مواجهة جيش روسي غارق في المستنقع خارج كييف.

واختتم الكاتب بالتحذير من التصعيد ضد روسيا، لأن التصعيد ضد خصم أضعف، حسب زعمه، سيجعل الخصم ينخرط في التهور الذري.