شدد مستشار الأمن القومي السابق والباحث في مركز دراسات الأمن القومي مائير بن شبات على "عدم السماح لإيران باستغلال التركيز العالمي على الغزو الروسي".
وحول الغزو الروسي لأوكرانيا قال بن شبات "كانت التحذيرات التي وجهها الأمريكيون للعالم كله شديدة للغاية ومفصلة للغاية. على الرغم من ذلك، نظرًا لأن قرار شن الحرب ظل في يد شخص واحد (الرئيس بوتين)، كان من الصعب حتى اللحظة الأخيرة تقدير مدى تأثير المحادثات مع الأمريكيين والخطوات التي اتخذها الغرب، وما إذا كانوا سيحدثون تغييرًا أو تأخيرًا لخطط الغزو. في النهاية، كانت التحذيرات الاستخباراتية دقيقة لكنها لم تكن كافية لتغيير اتجاه التطورات".
وأضاف: "أما بالنسبة لأهداف الحرب، روسيا تريد استعادة مجدها المفقود وتأمين وضعها كقوة عالمية، فضلًا عن مصالحها في النظام العالمي. إنها تريد وقف ما تعتبره انتهاكًا لميزان القوى الإقليمي، في أعقاب انتشار حلف الناتو إلى الشرق والعلاقة التي تتمتع بها أمريكا والدول الغربية مع دول الاتحاد السوفيتي السابق".
ولدى سؤاله عن الطريقة التي ناورت بها هذه الحكومة بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى، أوضح أن "لدى إسرائيل رغبة في أن ترى هذا الصراع يصل إلى نهايته بأسرع ما يمكن، كان هذا نهجنا قبل الغزو، وهذا ما نأمله الآن".
وتابع بالقول "لا حاجة لإسرائيل لإثبات أي نظرة للعالم أو نظرة أيديولوجية تنحاز لها. يدرك الجميع أيضًا أن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما علاقة خاصة. في الوقت نفسه، لإسرائيل مصالح إضافية يجب أن تأخذها بعين الاعتبار أيضًا".
وعن السؤال "هل يعقل أن تستضيف إسرائيل هنا مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟"، أجاب بالقول "بالتأكيد، لكن مسألة الاستضافة ثانوية. السؤال الأهم هو تقييم الظروف والفرص للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين".
وفيما يتعلق بتأثير الصراع على محادثات إيران النووية في فيينا، ذكر أنه "يمكن أن تكون هناك تأثيرات في كلا الاتجاهين. فمن ناحية، يُمكن أن يعيق الاندفاع نحو اتفاق، بسبب صعوبة جلب الممثلين لتوقيع الاتفاقية خلال هذا الوقت. من ناحية أخرى، قد يؤدي ذلك إلى الاعتقاد بأنه يجب توقيع صفقة بسرعة من أجل إزالة هذه القضية من جدول الأعمال والتركيز على الأزمة في أوروبا".
وأردف قائلًا "لقد دفعت الحرب الروسية - الأوكرانية بالفعل قضية إيران من صدارة جدول الأعمال العالمي. يجب عدم السماح لإيران بالاستفادة من الاضطرابات العالمية من أجل إحراز تقدم في البرنامج النووي ومجالات أخرى".
وأوضح "أريد أن أشير إلى فرصة فريدة تمتلكها الإدارة الأمريكية الآن. ينظر حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط إلى الأحداث في أوروبا ويستخلصون استنتاجاتهم، والتي ليست بالضرورة جيدة لمكانة أمريكا في منطقتنا. يُمكن للإدارة الامريكية إيقاف العملية الحالية للعودة إلى صفقة 2015 واستخدام كل وسائل الضغط لديها من أجل تحقيق اتفاقية أطول وأقوى، كما وعدت إدارة بايدن".
وعن قرب الطرفين من اتفاق في فيينا، قال "يبدو أنه قريبة جدًا، لكن لا شيء نهائي حتى يتم الاتفاق على كل شيء. إسرائيل ليست طرفا في الاتفاق، الاتفاق وسيلة وليس غاية، والغاية هي منع إيران من أن تصبح دولة عتبة نووية. الاتفاق الذي لا يحقق هذا الهدف ليس اتفاقًا جيدًا".
وأشار إلى أن "الصفقة السيئة أسوأ من عدم وجود صفقة على الإطلاق، لأنها من ناحية توهم أن هناك حلًا للتحدي الإيراني، بينما في الواقع لا يضمن ذلك، ويعيق البحث عن وسائل أخرى. ومن ناحية أخرى تمنح إيران الشرعية وتحرر أموالًا هائلة ستستخدم في بناء القوة وتؤدي إلى تنامي قوة إيران وأنشطتها في جميع المجالات والمناطق. كذلك، اللاعبون الآخرون في الشرق الأوسط يفهمون هذا ولن يقفوا على جانب الطريق. وبدلًا من ذلك، سيشرعون في اتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى سباق تسلح نووي؛ وهذا سيجعل المنطقة والعالم بأسره أقل أمانًا واستقرارًا".
ولدى سؤاله "هل هناك خطة بديلة يُمكن أن تمنع إيران فعلًا من التقدم نحو قنبلة نووية؟"، أجاب بالقول "هذا ما يجب مناقشته على انفراد وفي المنتديات المناسبة. على أيّ حال، من الصعب التوصل إلى حالات أدت فيها اتفاقية بمفردها إلى تخلي دولة عن برنامجها النووي العسكري، لم يحدث في العراق، ولم يحدث في ليبيا، ولم يحدث في سوريا، ولم يحدث في كوريا الشمالية. لا يوجد سبب لافتراض حدوث ذلك في إيران".
وختم قائلًا "فقط عندما يعتقد نظام آيات الله بأن إصراره على برنامج نووي عسكري يُمكن أن يعرض بقاءه للخطر؛ عندها فقط تكون هناك فرصة للتخلي عن برنامجه النووي أو تعليقه بالفعل. لا يُمكن التوصل إلى هذا الاستنتاج إلا من خلال وسائل الضغط، الى جانب تهديد عسكري".