تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر كوتس، في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، حول اقتراح الرئيس الأوكراني إجراء استفتاء شعبي على التنازلات الممكنة لروسيا.
وجاء في المقال: لقد لاحظتُ منذ فترة طويلة أن فلاديمير زيلينسكي عندما يتعين عليه اتخاذ قرار غير شعبي ولكن ضروري ويتطلب شجاعة سياسية، ينقل المسؤولية إلى المواطنين.
فقد قال في الحديث عن نزع السلاح، والتخلص من النازية، والاعتراف بشبه جزيرة القرم مع دونباس: "شرحت لجميع مجموعات التفاوض: عندما تتحدثون عن كل هذه التغييرات، ويمكن أن تكون تاريخية، فسيكون علينا حتما أن نلجأ إلى استفتاء. سيتعين على الناس التحدث وإعطاء إجابة حول صيغ معينة للتسويات مع روسيا".
ولكن، كيف يمكن القيام بذلك في ظل الظروف الحالية، حيث فر أكثر من مليوني شخص من البلاد. ولا تنطوي الأحكام العرفية على إجراء أي استفتاء. يبدو أن الأحكام العرفية يجب أن تلغى. ثم كيف يمكن ذلك والجيش يقاتل، ويقاوم، ويحاول شن هجوم مضاد؟
إنهم الآن يتكبدون خسائر فادحة، ومقسمون إلى عدة قطاعات ولا يمكنهم التحرك بطريقة منظمة. وهم، بأمس الحاجة إلى فترة راحة، يحاول زيلينسكي المساومة من أجلها. فترة راحة للجيش وله شخصيا. فهو يدرك تماما أن التسويات مع روسيا لن تكون ممكنة إلا بعد تغيير السلطة والتخلص من أولئك الذين انتهجوا سياسة مناهضة لروسيا وللناطقين بالروسية. وهو شخصيا مهدد بالتغيير، والملاحقة الجنائية. لذلك يحاول المساومة حتى النهاية.
ومع ذلك، فهذا ليس أسوأ الأمور. المشكلة هي صعوبة الحديث عن استقلالية زيلينسكي. فهو يتخذ جميع القرارات وعينه على رعاته الغربيين. بل حتى تحت إملاء مباشر منهم. للغرب مصلحة في أن تخوض روسيا قتالا لأطول فترة ممكنة، فهذه فرصة عظيمة لإضعاف موسكو. والغرب لا يبالي بالضحايا الذين سيسقطون في هذا الصراع إذا استمر. توقيع الاستسلام آت، عاجلاً أم آجلاً. وأما السؤال فهو ما الثمن الذي سيدفعه زيلينسكي؟