كتب غيفورغ ميرزايان، في صحيفة "إكسبرت رو" الروسية، حول مصلحة الصين وكثير من دول العالم في نجاح العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وجاء في المقال: طلب جوزيف بايدن من الرئيس الصيني شي جين بينغ النأي بنفسه عن روسيا وعدم دعمها في التغلب على العقوبات الأمريكية. وردا على ذلك، حصل على "لا" صينية مهذبة ولكن حازمة.
أولا، لأن الصين، وفقا لوزير الخارجية الصيني وانغ يي، تقف في الأزمة الأوكرانية في الجانب الصحيح من التاريخ، ويتوافق موقفها مع رغبات معظم الدول.
أما بالنسبة لـ "موقف غالبية الدول"، ففي الواقع معظم دول العالم (حتى حلفاء الولايات المتحدة من الخليج - السعودية والإمارات) إما اتخذت موقفا محايدا أو دعمت بهدوء روسيا، التي بأفعالها تدمر العالم أحادي القطب، وتُظهر أن الولايات المتحدة ليست كلية القدرة ويمكن مقاومتها. روسيا تقدر عاليا مصالحها الوطنية وتستعرض استعدادها للدفاع عنها.
أما من وجهة نظر تحليلية، فمن الأهمية بمكان أن موقف جمهورية الصين الشعبية في الصراع الأوكراني يتوافق مع المصالح الوطنية للصين نفسها. فالأحداث الحالية تخلق فرصا جديدة لبكين.
وهكذا، فروسيا، بأيديها، تدمر النظام العالمي الأمريكي ذاته، الذي تحاول الولايات المتحدة عبره احتواء الصين، بل وتشكيل تحالف عالمي ضدها. تُظهر عملية الكرملين الخاصة ضد أوكرانيا (التي انجرفت إلى تحالف مناهض لروسيا) لبعض حلفاء أمريكا ميزان القوى الحقيقي، بما في ذلك سلبية الولايات المتحدة في حمايتهم إذا واجهوا بكين. وبالتالي، يتراجع بحدة الاهتمام بالمشاركة في مختلف المشاريع والائتلافات المناهضة للصين، سواء من الدول الصغيرة أم الكبيرة إلى حد ما، مثل كوريا الجنوبية. من الناحية المثالية، بالطبع، يجب أن يتراجع اهتمام تايوان أيضا، مع زيادة الميل إلى إعادة الاندماج في الصين بشروط بكين.