نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية مقالا لمحرر الشؤون الدولية ديفيد غاردنر، بعنوان "أعداء إيران في الشرق الأوسط يرصون صفوفهم".
ويقول الكاتب "قد تكون الجهود المتقطعة لإحياء الاتفاق النووي التاريخي، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، الذي وقعته إيران مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية في عام 2015، في خطر الوصول إلى طريق مسدود آخر".
ويضيف "من الدلائل الأخرى على اقتراب نهاية اللعبة إطلاق سراح مزدوجي الجنسية الإيرانية الغربية، مثل نازانين زغاري-راتكليف".
ويعتبر الكاتب أن "علامة الاستفهام الجديدة حول إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة هي مطالبة إيران للولايات المتحدة بإزالة الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب. إن احتمالية قيام إدارة جو بايدن بفعل ذلك جعلت الشرق الأوسط في حالة توتر شديدة".
"هذا المطلب خارج إطار الاتفاق النووي. ولكن، كما أظهرت خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية، كان من المستحيل على الشركات الأجنبية الاستثمار في إيران دون الوقوع في مخالفة وزارة الخزانة الأمريكية، التي هددت باستبعاد أي شخص يتعامل مع الحرس الثوري الإيراني من النظام المالي بالدولار".
ويشير الكاتب إلى أنه "من المفهوم أن آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى، يريد اتفاقا. لكن سيكون من الصعب عليه أن يُنظر إليه على أنه يتراجع عن الدفاع عن مؤسسة، الحرس الثوري، الضرورية لنظامه. كما أنه من الصعب للغاية أن ينظر إلى بايدن وهو يكافئ الحرس الثوري الإيراني".
وبحسب الكاتب، يقول المسؤولون في الشرق الأوسط إن الولايات المتحدة "تحاول إيجاد طريقة لإزالة هذا الحاجز: شطب الحرس الثوري الإيراني مقابل التزام إيراني بوقف التصعيد في المنطقة".
ويذكر غاردنر أن "نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وعبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، ومحمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، يختتمون قمة في شرم الشيخ المصرية. كان من المقرر أن يكون هذا الاجتماع غير عادي وطويل، وتقول مصادر عربية إنه كان هناك حديث عن احتمال أن ينضم إليهم محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي".
ويعتبر أن "هذا له مقومات جبهة مشتركة ضد إيران. لقد رأوا بالفعل كيف أن الجمهورية الإسلامية قد وسعت بشكل كبير من نفوذها الإقليمي منذ انسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة والسعي إلى حملة الضغط القصوى. كما أنها جاءت بنتائج عكسية على منطقة الخليج، التي اعتقدت بسذاجة أن الولايات المتحدة ستحميها من إيران".
ويختم الكاتب "في 13 مارس/آذار، أقر الحرس الثوري الإيراني بضرب هدف إسرائيلي في أربيل في كردستان العراق بـ 12 صاروخ. بعد أيام، كانت هناك ضربة أخرى ضد منشآت أرامكو السعودية في جدة، غرب المملكة. تم تعليق الجولة الخامسة من المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد، وهي شرنقة هشة للتقارب. اصطدام الصفوف هو الصوت الذي يمكن سماعه الآن".