تساءل الكاتب سبنسر بوكات ليندل عن طريقة نهاية الحرب على أوكرانيا، مشيرا إلى أنها بعد شهر تقريبا تمر بمرحلة محفوفة بالمخاطر. فمن ناحية توقف الغزو الروسي بشكل أساسي، على حد تعبير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وفشل حتى الآن في تحقيق أي من الأهداف الرئيسية للرئيس فلاديمير بوتين.
ولكن من ناحية أخرى، كما يقول الكاتب في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، حدث ذلك بعد أن فقدت روسيا أكثر من 7 آلاف من قواتها، وفقا للحكومة الأميركية، وقد يقرر بوتين تصعيد حملة القصف التي تركت بالفعل أجزاء من أوكرانيا في حالة خراب. ووفقا لتقدير متحفظ، فقد قتل أكثر من 900 مدني، وأشار الكاتب إلى عدد من المسارات المحتملة لمآل الحرب وطريقة انتهائها:
حل دبلوماسي سريع
على الرغم من أن لدى كلا الجانبين شروطا من المرجح أن تظل غير قابلة للتفاوض، فإن النتيجة الأكثر ترجيحا هي تقسيم أوكرانيا، "فيأخد بوتين جنوب شرقي البلاد وينتقل ذوو الأصول الروسية إلى هناك، وبقية الأمة الأوكرانية تستمر كدولة ذات سيادة"، حسب وجهة نظر القائد الأعلى السابق لقوات الحلفاء لأوروبا الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس.
حرب طويلة شاقة
إن ضعف أداء الحملة العسكرية الروسية كان يفترض أن يدفع بوتين نحو الدبلوماسية، لكن في الوقت الحالي يبدو من المرجح أن ذلك سيدفعه نحو التصعيد، وهو ما بدا واضحا في الأيام الأخيرة عندما كثفت روسيا قصفها على المناطق المدنية في محاولة للضغط على كييف.
نحو انخراط صيني أكبر
الصين وروسيا "تشتركان في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة مصممة على عرقلة صعود بلديهما، وقد أبدتا رغبة في رؤية نظام عالمي يتضاءل فيه نفوذ واشنطن إلى حد بعيد"، حسب إيمي تشين التي تغطي الشأن الصيني في "نيويورك تايمز".
ومع ذلك يشك كثيرون في أن تصبح الصين طرفا رئيسا في الصراع، لأن هناك حدودا لمدى قدرتها على مساعدة روسيا اقتصاديا. وبتقديم الدعم العسكري لروسيا قد تخاطر الصين بتنفير القوى العالمية الأخرى التي تتعامل معها، كما أوضح الكاتب في "نيويورك تايمز" بول كروغمان.
استيلاء بوتين على أوكرانيا من دون توقف
على الرغم من إخفاقات روسيا الأولية في أوكرانيا، يعتقد العديد من المعلقين أنها مسالة وقت فقط قبل أن يطلق بوتين القوة الكاملة لجيشه على مدن أوكرانية أخرى ويسقط حكومتها، ولن يمنعه من ذلك سوى الموت، وفق ما ذكرته ماشا غسين التي تغطي الشأن الروسي في مجلة "نيويوركر" الأميركية. وأردفت "لأنه إذا ظل حيا فسيحدث ذلك مرارا وتكرارا، في مولدوفا وأوكرانيا وجورجيا ودول البلطيق وبولندا".
وحذر الكاتب في ختام مقاله من أن شنّ روسيا هجوما موسعا على دول سوفياتية سابقة أخرى من شأنه أن يخاطر بمواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إما عمدا أو بطريق المصادفة.