• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

محاولة تشكيل جبهة إسرائيلية - خليجية في مواجهة إدارة بايدن .. عمل أحمق وخطير


ليس لدى اسرائيل ولا دول الخليج بديل للعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة؛ كان هذا صحيحا قبل الحرب في أوكرانيا، وهذا صحيح ايضا بشكل مضاعف في العهد الجديد الذي خلقته الحرب.

يُمكن توجيه الانتقادات لسياسات الادارة تجاه إيران، على الرغم من انه من الواضح ان هذه السياسات ليس لدى منتقديها بديلا واقعيا عنها. تستطيع اسرائيل شن عمليات خاصة في إيران ولكن من دون دعم امريكي لا تستطيع اسرائيل المبادرة الى شن حرب على إيران، أما الدول الخليجية فلا تستطيع القيام حتى بأيّ نوع من هذه العمليات، جيوشها عاجزة بما لا يقاس عن مواجهة إيران، كما ان ضعفهم الاستراتيجي كبير جدًا.

لدى دول الخليج رافعة مهمة تتمثل بإنتاج النفط والتأثير على أسعار النفط، لكنها مقيدة في القدرة على استخدامها، على أيّ حال، فان الاتفاق مع إيران يساعد في تسويق كميات كبيرة من النفط من شأنها إضعاف هذه الرافعة كثيرًا. تعرف دول الخليج كل هذا، ولذلك تجري مفاوضات مع إيران في موازاة اتصالاتها مع إسرائيل.

السطر الأخير؟

يجب عدم الانفعال كثيرًا من تكثيف الاتصالات بين اسرائيل ودول الخليج، وعدم تجاهل المعطيات الاساسية. كل الاطراف ذات العلاقة تعتمد كليا على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. المشكلة هي ان لهجة التصريحات تجاه الولايات المتحدة تزداد حدة وقد يخلق هذا مزيدا من الاحتقان. وإذا لم يتم التوقيع على الاتفاقية مع إيران، لا سمح الله، فإن إسرائيل تخاطر كثيراً بالعودة للمعادلة التي سيطرت في عهد نتنياهو - معادلة المواجهة والصدام، وهي معادلة فاسدة.

في العصر الجديد هذه معادلة بالغة الخطورة. الصبر الأمريكي تقلص كثيرا، ولن تحتمل الولايات المتحدة الحيل والالاعيب، وهم محقون في ذلك. عندما تهدر اصوات المدافع في أوروبا وتقوم واشنطن بإنعاش إجراءات الرد على استخدام روسي للسلاح النووي، فإن اخر ما يريدونه هو رئيس وزراء اسرائيلي اخر يتسم سلوكه بالفظاظة ويشرح للأمريكيين ما هي مصالحهم تجاه إيران. ليس من قبيل الصدفة أن الرئيس بايدن لم يتحدث إلى بينت منذ أشهر. إذا استمرت الحكومة في تصعيد خطواتها تجاه إدارة بايدن، فإنها تخاطر بردود فعل لم نشهد لها مثيلا منذ عقود.

*عيران تسيون - نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا