• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
مقالات مترجمة

"برافدا": العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ساعدت على وقف حرب كبيرة


يقول الخبير الروسي فاليري كوروفين مدير "مركز الخبرة الجيوسياسية" بموسكو إن الخيار الوحيد الذي كان متاحا بخلاف العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا هو حرب واسعة النطاق يقع فيها تبادل للضربات النووية بين روسيا وحلف الناتو.

وأضاف كوروفين في مقابلة له مع صحيفة "برافدا" الروسية أن ما كان سيحدث إذا لم تتم هذه العملية العسكرية هو أن تتجاهل روسيا أوكرانيا ما يهيئ الظروف لحلف الناتو لنشر قواته في أوكرانيا أو تطوير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أسلحة نووية وانضمام أوكرانيا إلى الناتو والسماح بنشر الصواريخ الأميركية هناك، وهو ما يعدّ سببا لاندلاع حرب واسعة النطاق. ولو تحقق مثل هذا السيناريو لن تقتصر الهجمات على إطلاق صواريخ قصيرة المدى من طراز "إسكندر إم" على المنشآت العسكرية في كييف ولفيف.

وأعرب عن اعتقاده بأن تحقق سيناريو الحرب بين روسيا والغرب يعني استهداف صواريخ الناتو لموسكو وسقوط العديد من الضحايا، الأمر الذي لا يمكن لروسيا السماح به.

الغرب كان يعدّ لحرب واسعة

وأشار إلى أنه بينما كانت روسيا تعمل على إقناع أوكرانيا وحلفائها مثل أميركا وأوروبا منذ 8 سنوات بضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية، كانت هذه الأطراف تستعد لخوض حرب كبيرة ضد روسيا تشمل موسكو والمدن الأوروبية وليس فقط إقليم دونيتسك والأراضي المجاورة.

وقال كوروفين إن روسيا تصدّت بهذه العملية العسكرية لمخطط حرب كبرى كانت ستأتي على الأخضر واليابس، مضيفا أنه كلما تقدم مسار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا انخفض احتمال اندلاع حرب بين روسيا والغرب.

الغرب أقلية

وعن العقوبات الغربية ضد روسيا، وعما إذا كانت تعني عزلها عن العالم، قال كوروفين إن روسيا دولة قارية يصعب عزلها، كما أن الغرب أقلية، ولا يمثل سكانه سوى مليار نسمة من أصل 7 مليارات تتوزع كالآتي: أوروبا نصف مليار نسمة، والولايات المتحدة 300 مليون نسمة، في حين يناهز مجمل عدد سكان الدول الحليفة لأميركا وأوروبا (كندا وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان) 200 مليون نسمة.

واستبعد أن ينجح الغرب في عزل روسيا عن حلفائها الرئيسيين وهم: الصين، والهند، والعالم العربي، وأميركا اللاتينية وأفريقيا، الذين يقارب عدد سكانهم 6 مليارات نسمة.

قيم الغرب دمرت الشعوب الأخرى

وتعليقا على مسألة ضرورة اتباع سياسة وديّة تجاه الجيران، وبالتحديد الغرب، قال كوروفين إن قيم الغرب دمرت الشعوب الأخرى بما فيها الشعب الروسي، وإن النخبة الاقتصادية الروسية تلقت تعليمها من الغرب ونشأت على الكتب المدرسية الغربية التي تحمل أفكار جورج سوروس، وإن الغرب يمارس سياسة لي الذراع ضد الجميع من دون مراعاة أوضاع الشعوب والثقافات والحضارات الأخرى.

وتابع تعليقاته قائلا إنه في التسعينيات، مع انهيار الاتحاد السوفياتي وهيمنة الأجندة الغربية على البلاد نتيجة سياسة "بوريس يلتسين السكير"، اُجبِرت روسيا على التعامل مع الغرب، أما الآن بعد أن استعادت مجدها مرة أخرى فلا يوجد سبب لتعتمد على الغرب.