• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
مقالات مترجمة

"الغارديان": ثمن بوتين للسلام


نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً حول الحرب في أوكرانيا للكاتب كير جيلز. وقال الكاتب إنه "بينما تكثف روسيا عملياتها الهجومية في شرق أوكرانيا، أشار الكثيرون في الغرب إلى أن فلاديمير بوتين أمر قواته بتحقيق الفوز في ماريوبول بحلول يوم النصر الروسي في 9 مايو/ أيار".

وأضاف "يمكن لموسكو أن تقول إنها حققت أهدافها بغض النظر عن الحقائق على الأرض، وأن تدعو إلى إنهاء عمليتها الخاصة متى شاءت".

واعتبر أن "هذا من شأنه أن يضع أوكرانيا أمام معضلة قاسية أخرى، وهي الحاجة إلى القتال بينما يبدو أن روسيا تعرض السلام، الأمر الذي يخاطر بتآكل الدعم من الداعمين الغربيين الذين يفضلون إنهاء القتال حتى لو كان يعني ذلك نهاية أوكرانيا، على المدى الطويل".

ورأى جيلز أن "إعلان روسيا انتهاء الحرب من جانب واحد سيجعل شركاء أوكرانيا الغربيين يدفعون كييف لتحذو حذوها، وهو الأمر الذي قد لا يتمكن (الرئيس الأوكراني) فولوديمير زيلينسكي من مقاومته".

وأضاف "هؤلاء الشركاء سوف يتباطأون في دعمهم المادي للعمليات المستمرة إذا كان ينظر إليها على أنها استمرار للحرب من دون داع".

واعتبر أنه "مع الموعد النهائي في 9 مايو/ أيار أو من دونه، هناك أسباب وجيهة تدفع روسيا للسعي إلى إنهاء مؤقت للقتال، ليس أقلها السماح لقواتها المنهارة بإعادة تجميع صفوفها".

وقال إن "إعلان النصر سيوفر لروسيا المخرج الذي سيكون مفيدا بالفعل لموسكو، على عكس العديد من الخيارات المقدمة في بداية العام من قبل القادة الغربيين الذين كانوا يحاولون تجنب الصراع في المقام الأول".

وأكد الكاتب أنه "لا يمكن لأوكرانيا أن تواصل الحرب إلى أجل غير مسمى من دون مساعدة اقتصادية كبيرة ومساعدة عسكرية متزايدة".

وقال إنه "على النقيض من ذلك، يمكن لروسيا - إذا رغبت - تخصيص الموارد والقوى البشرية لهذه الحرب لفترة أطول بكثير".

وأضاف "إذا قبل زيلينسكي السلام، فلن تكون أوكرانيا قادرة على إعاقة الخطط الروسية للأراضي المحتلة".

وأوضح أن تقارير قالت بالفعل إن "الكرملين يخطط لإجراء استفتاءات مرحلية في مناطق أوكرانية المحتلة، ليكرر استفتاء 2014 الذي استخدمه لإضفاء شرعية زائفة على استيلائه على شبه جزيرة القرم".

وقال "بينما سيتحمل الغرب وأوكرانيا عبء إعادة إعمار العديد من المدن المدمرة في أوكرانيا، واقتصادها وقواتها المسلحة، ستكون روسيا قادرة على استئناف الحرب عندما تشعر أن الوقت مناسب".

مع ذلك، رأى أن القتال الطويل في أوكرانيا "قد يؤدي إلى نهج روسي أكثر حذرا".

وأضاف "بعد أكثر من عقد من قيام روسيا ببناء قواتها المسلحة بتكلفة هائلة، عانت من خسائر مدمرة في المراحل الأولى من حملة أوكرانيا، ولذا سيرغب جنرالات روسيا في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من قوتهم القتالية في المرحلة التالية من حربهم على الغرب".

ورأى جيلز أن "لدى بوتين أيضا مواعيد نهائية أخرى يجب أن يلتزم بها، حيث تجري روسيا انتخابات رئاسية في مارس/ آذار 2024".

وختم بالقول إن "مكسبا صغيرا من الأراضي في أوكرانيا، علاوة على الاستيلاء على ماريوبول، من شأنه أن يزود المسؤولين عن الدعايا لروسيا بقصة يقنعون بها مواطنيهم".