مقال للكاتب "ايهود عيلام" في صحيفة "إسرائيل ديفنس" يقول إن هدف "إسرائيل" هو "إقامة معسكر ضد إيران يرتكز على دول غربية برئاسة الولايات المتحدة الأميركية ودول عربية مثل الإمارات". وأدناه الترجمة الكاملة للنص:
الاتفاق المرتقب بين "إسرائيل" والإمارات مهم لأسباب كثيرة، من بينها أنه جزء من الصراع ضد إيران، العدو المشترك لـ "إسرائيل" والإمارات ودول أخرى.
تقيم "إسرائيل" مع الإمارات علاقات سرية منذ سنوات طويلة، وللإمارات أيضاً علاقات مع إيران، لكن هذه لا تبدد مخاوف الإمارات من إيران، القريبة منها.
أقامت الإمارات جيشاً له شهرة مهمة نسبياً، لكنها ما تزال تحت التهديد الإيراني. إيران تطمح إلى إقامة جسر من إيران إلى البحر المتوسط، أي ما يسمى بـ "الهلال الشيعي العابر"، بالعراق وسوريا ولبنان. "إسرائيل" تطمح إلى العرقلة وعلى أمل أن تدمر هذا الجسر. بموازاة ذلك تريد "إسرائيل" أن تقيم جسراً لها إلى الخليج، يمر عبر الأردن والسعودية والإمارات. هذا المحور يمر كما أسلفنا عبر ممالك عربية، طريق الملك إلى الخليج.
حتى وإن لم يكن لـ "إسرائيل" قاعدة بما تعنيه الكلمة في الإمارات، لكن يكفي علاقة "إسرائيل" بالإمارات وبالتأكيد على المستوى الاستراتيجي والعسكري لكي يكون هذا تحدي لإيران في ساحتها الخلفية وفي بطنها الرخوة. لا تريد إيران أن تكون "إسرائيل" قريبة منها إلى هذا الحد. نعم تريد إيران العكس: أن تقيم قواعد لها ولوكلائها بالقرب من "إسرائيل".
تطمح إيران إلى أن تحيط "إسرائيل" بوكلائها وعلى رأسهم حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد في غزة، وأيضاً إقامة قاعدة في سوريا. لـ "إسرائيل" رد مشابه: إقامة ائتلاف مناهض لإيران من اجل إيجاد طوق، بمعنى الإغلاق على إيران قدر الإمكان. "إسرائيل" بالطبع لا تستطيع أن تقود هكذا معسكر وهي لا تستطيع أن تعطي لدولة عربية قيادة "إسرائيل"، لكن يمكن التوصل إلى تفاهم متبادل بين حلفاء هذا الائتلاف.
الاتفاق بين "إسرائيل" والإمارات من شأنه أن يحث دول عربية أخرى قريبة من إيران مثل البحرين، إلى إقامة علاقات بشكل رسمي مع "إسرائيل". وسيكون من المهم على وجه الخصوص أن تكون السعودية جزء من هذا الحلف على ضوء وزنها النابع من موقعها القريب من إيران وحجم مواردها النفطية الكبير.
هناك إشارات معينة لإمكانية إقامة علاقات بين "إسرائيل" والعراق. لإيران تأثير كبير في العراق، لكن هذا العامل ولد تحريضاً هناك ضد إيران، الأمر الذي من شأنه أن يساعد "إسرائيل" في بلورة تدريجية لعلاقة ما مع العراق تساهم في الصراع ضد إيران.
"إسرائيل" ومن أجل زيادة الضغط على إيران، ليست فقط بحاجة إلى دول عربية قريبة من إيران. "إسرائيل" أقامت علاقات مع أذربيجان وهي دولة إسلامية غير عربية لها حدود مع إيران. جارة مسلمة أخرى غير عربية لإيران هي باكستان، والتي هي غير معادية لـ"إسرائيل" والعلاقات بينهما كانت في الماضي تعتبر إيجابية. من المهم أن تحاول "إسرائيل" تحسين علاقاتها مع باكستان أيضاً بسبب علاقتها بإيران طالما أن هذا لا يؤدي إلى توتر بينها وبين عدوها الأكبر الهند، التي علاقات إسرائيل معها آخذة بالتطور.
بمعزل عن الجهود التي تبذلها "إسرائيل" للإطباق على إيران، تقوم بحركة كماشة ضد إيران، حركة في الجنوب من إيران عبر الارتباط بالإمارات وحركة في الشمال من إيران عبر استمرار القصف في سوريا، هذا الدمج بين التوجه نحو السلام عبر الاتفاق الذي سيوقع مع الإمارات وعبر القتال من خلال مهاجمة أهداف لإيران وحزب الله في سوريا.
بالمجمل على "إسرائيل" أن تواصل جهودها لإقامة معسكر دولي مناهض لإيران يرتكز على دول غربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، وأيضاً على دول مختلفة قريبة من إيران، وعلى رأسهم دول عربية في الخليج مثل الإمارات.