• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

"فورين بوليسي": لماذا لا يمكن لـ "تنظيم الدولة" شن هجمات منفردة بعد الآن؟


أفاد مقال في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية بأن "تنظيم الدولة الإسلامية يتطلع للعودة إلى الواجهة، في وقت ينشغل فيه الغرب بالحرب الدائرة رحاها حاليا في أوكرانيا".

وقالت أنشال فوهرا في مقالها بالمجلة إن التنظيم دعا أنصاره مؤخرا إلى استئناف الهجمات في أوروبا، فيما يولي الغرب جل اهتمامه للغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي بيان نشر على الإنترنت الأسبوع الماضي طلب المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو عمر المهاجر من أتباعه انتهاز فرصة اقتتال "الصليبيين" بعضهم بعضا، لشن هجوم شامل للأخذ بثأر زعيم سابق للتنظيم كان قد قُتل في غارة شنتها قوات أميركية خاصة في وقت مبكر من العام الحالي في شمال شرقي سوريا.

كما ناشد المهاجر المتعاطفين مع تنظيم الدولة في إسرائيل "تسليح أنفسهم" ضد الكيان الإسرائيلي، زاعما أن عودة الخلافة الإسلامية هي وحدها القادرة على تحرير الفلسطينيين.

سؤال مُلِحّ

وتشير فوهرا إلى أنه منذ هزيمة تنظيم الدولة في 2019 ودحره من الأراضي التي كان يسيطر عليها عكف محللون على مناقشة ما إذا كان التنظيم سيعاود الظهور مجددا وما يترتب على ذلك من تهديد كبير.

وتستطرد قائلة إن الحديث عن عودة تنظيم الدولة بات مُلحّا في يناير/كانون الثاني الماضي عندما اقتحم مسلحون تابعون له سجنا في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا لتحرير الآلاف من أعضائه.

وفي عام 2020 تبنى تنظيم الدولة 45 هجوما في المتوسط كل شهر في سوريا، كما ازداد قوة في أفغانستان وأجزاء من القارة الأفريقية خلال السنوات القليلة الماضية، والشهر الماضي أعلن "متعاطفون" معه مسؤوليتهم عن هجومين تعرضت لهما مدينتا بئر السبع والخضيرة في إسرائيل.

صحيح أن فكر تنظيم الدولة لم يتلاشَ إلا أنه لم يعد قادرا في ما يبدو حتى على شن هجمات منفردة، حسب مقال فورين بوليسي الذي توضح كاتبته أن أغلب الهجمات التي تبناها مؤخرا نفذها أفراد أخذوا على عواتقهم عبء الجهاد دون أي دعم لوجستي أو مادي من أحد.

ضعف وتراجع

وتعتقد فوهرا أن عودة التنظيم للظهور مرة أخرى في الغرب أمر محتمل، إلا أنه لا توجد مؤشرات على ذلك حتى الآن، "فتنظيم الدولة لا يملك القوة البشرية ولا الموارد، وفوق ذلك كله أنه فقد الشعبية التي كان يستقطب بها الأوروبيين الناقمين لشن هجمات كبيرة في الغرب".

ويكشف تحليل للهجمات التي تبناها تنظيم الدولة منذ سقوطه أنه أصبح ضعيفا وتراجعت محاولاته لتقتصر على مناشدات يوجهها إلى المتعاطفين معه في الغرب، رغم أنه ليس على يقين بأنهم لا يزالون موجودين هناك.

ولم يعد للتنظيم -على أي حال- "مكان مادي" كالذي لعب دورا كبيرا في إغراء شبان مسلمين يعيشون على هوامش المجتمعات الغربية على الانضمام له.

كما أن تنظيم الدولة لا يسيطر على آبار نفط ولا يجبي ضرائب من السكان المحليين كما اعتاد أن يفعل لإدارة شؤونه وتمويل هجماته "الإرهابية"، على حد تعبير كاتبة المقال.

ثم إن التعاون الاستخباري بين أجهزة المخابرات الأوروبية ونظيراتها في الشرق الأوسط هو اليوم -برأي فوهرا- أقوى من ذي قبل.

"وببساطة، فإن الانضمام لتنظيم الدولة لم يعد بتلك الجاذبية التي كان عليها في السابق بالنسبة للجهادين في أوروبا الذين كانوا يتوقون للانتماء إليه".

وينقل المقال عن أوليفييه غيتا المدير العام لمؤسسة "غلوبال سترات" (Global Strat) لاستشارات المخاطر أن تنظيم الدولة لم ينجح في تنفيذ أي هجمات كبيرة في أوروبا منذ عام 2017، معتبرا أن "5 سنوات مدة طويلة جدا لتنظيم جهادي اعتاد على أن يكون في واجهة الخريطة الأمنية ومركزها".

وأضاف غيتا أنه لا يعتقد أن أجهزة الأمن الغربية منشغلة عن تنظيم الدولة بالحرب في أوكرانيا، وأن الحرب لا تؤثر في قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات "إرهابية" في أوروبا.

وتعرب كاتبة المقال عن اعتقادها بأن قادة تنظيم الدولة مختبئون في آخر جيب يقع تحت سيطرة متمردي هيئة تحرير الشام في شمال شرقي سوريا، والذي فك ارتباطه بتنظيم القاعدة.

وتخلص فوهرا إلى أن التنظيم يحاول "دون أدنى شك" استعادة دعم المسلمين الذين يشعرون بالإقصاء في الغرب، ويحدوه الأمل في أن المجندين المحتملين سينجزون هجماتهم المنفردة.

وترى الكاتبة أن الحل الوحيد لتلك الهجمات يكمن في بناء مجتمعات "أكثر شمولا واندماجا" تتعايش فيها ثقافات مختلفة بسهولة، قبل أن تختم بأنه وفقا لهذا الفهم على الغرب أن ينظر إلى داخل مجتمعاته للتخلص من خطر تنظيم الدولة الإسلامية أو أي "جماعة إسلامية جهادية أخرى".